العالم

ترامب يكشف عن خطته للسيطرة على غزة ويسعى إلى “ملكية دائمة”

ترامب يكشف عن خطته للسيطرة على قطاع غزة وتحقيق "ملكية طويلة الأمد" بهدف إعادة الإعمار وتوفير فرص العمل، وسط دعم إسرائيلي ومخاوف فلسطينية ودولية

ترامب يكشف عن خطته للسيطرة على غزة ويتطلع إلى “ملكية طويلة الأمد”. كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء بتوقيت واشنطن، عن خطة الولايات المتحدة للسيطرة على قطاع غزة الذي دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية. وأوضح ترامب في تصريحاته أنه يتطلع إلى “ملكية طويلة الأمد” للولايات المتحدة في قطاع غزة، في خطوة لافتة من إدارة ترامب التي تهدف إلى التأثير على مستقبل المنطقة.

خطة ترامب للسيطرة على غزة

جاءت تصريحات ترامب بعد وقت قصير من اقتراحه بإعادة توطين دائم لسكان قطاع غزة في دول أخرى، وهو اقتراح يعد مثيرًا للجدل نظرًا لما يمثله من تحديات قانونية وإنسانية. وفي حديثه، قال ترامب: “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضًا”. أضاف أن الولايات المتحدة ستطلق خطة تنمية اقتصادية في القطاع تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة، مشيرًا إلى أن الهدف هو تحسين حياة الفلسطينيين في غزة من خلال مشاريع اقتصادية طويلة الأمد.

وأشار إلى أن “فكرة سيطرتنا على قطاع غزة حظيت بتأييد وإشادة واسعة من مختلف مستويات القيادة”، معتبرًا أن غزة تمثل “مكانًا مليئًا بالحطام الآيل للسقوط”. وأضاف أن “من الممكن نقل الغزيين إلى أماكن أخرى ليعيشوا بسلام”. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه غزة تدميرًا واسع النطاق جراء الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ عدة أشهر.

توقعات ترامب بشأن غزة بعد السيطرة

فيما يتعلق بمستقبل غزة بعد سيطرة الولايات المتحدة عليها، توقع ترامب أن يتحول القطاع، الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني، إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد تدخل الولايات المتحدة في إعادة إعمار المنطقة. وأشار في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب مباحثات بينهما إلى أن “ريفييرا الشرق الأوسط.. هذا شيء يمكن أن يكون بالغ الروعة”، في إشارة إلى إمكانية تحويل غزة إلى وجهة سياحية رائدة في المنطقة.

ترامب لا يقتصر على التصريح بتفاؤله حول مستقبل غزة، بل يعبر عن أمله الكبير في أن تكون الولايات المتحدة قادرة على إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى من خلال خطة شاملة، وهو ما اعتبره خطوة لتحقيق “ملكية طويلة الأمد” للولايات المتحدة في القطاع. وقد تطرق إلى فكرة تحويل القطاع إلى منطقة مزدهرة اقتصاديًا من خلال توفير “آلاف الوظائف”، وصرح قائلاً: “أرى وضعية لملكية طويلة الأمد، وأرى أن ذلك سيجلب استقرارًا كبيرًا لهذا الجزء من الشرق الأوسط وربما الشرق الأوسط بأسره”.

إعادة توطين الفلسطينيين: تحديات وآفاق

واحدة من النقاط التي أثارها ترامب في خطته هي فكرة إعادة توطين الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة إلى دول أخرى، وهي فكرة مثيرة للجدل لعدة أسباب. أولًا، إن نقل أكثر من مليوني شخص من قطاع غزة يتطلب توافقات سياسية هائلة من دول المنطقة، التي قد تكون مترددة في قبول هذه الفكرة بسبب الأبعاد الإنسانية والسياسية المرتبطة بها. ثانيًا، من غير الواضح كيف ستكون ردود الفعل من المجتمع الدولي على هذه الخطة، خاصة من قبل منظمات حقوق الإنسان والجهات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية.

من جانب آخر، عبّر ترامب عن أمله في أن تقوم كل من الأردن ومصر بتقديم الأراضي اللازمة لاستيعاب الفلسطينيين من غزة. وقال: “أعتقد أن الملك عبد الله والرئيس (عبد الفتاح) السيسي سيقدمان الأرض اللازمة ليعيش فيها شعب غزة بسلام”. هذه التصريحات تشير إلى رغبة الولايات المتحدة في تحريك الملف الفلسطيني بطرق غير تقليدية، لكن تبقى هذه الفكرة معقدة للغاية على أرض الواقع.

دور الولايات المتحدة في إعادة إعمار غزة

أشار ترامب إلى أنه يتطلع إلى دور أميركي محوري في إعادة إعمار غزة، وهو ما قد يشمل نشر قوات أميركية في المنطقة لضمان الاستقرار، وهو ما يتماشى مع رؤية أميركية أوسع للهيمنة على مجريات الأحداث في الشرق الأوسط. وقال ترامب: “لم يكن هذا قرارًا اتُخذ باستخفاف، كل من تحدثت معه يحب فكرة أن تتملك الولايات المتحدة هذه القطعة من الأرض”. وأوضح أن هذا قد يسهم في خلق بيئة مستقرة توفر الأمل لسكان غزة.

وأضاف: “سنطلق خطة تنمية اقتصادية في القطاع، وهي الخطة التي ستساهم في بناء شبكة من المشاريع الكبرى التي ستخلق فرص عمل جديدة وتحسن البنية التحتية للمنطقة”. هذه الخطط ستكون مشروطة بموافقة الأطراف الدولية والإقليمية المعنية، وكذلك بتوفر الدعم المالي الكافي لتحقيق الأهداف المحددة.

التفاعل الدولي مع خطة ترامب

في سياق متصل، نظرًا للأهمية الاستراتيجية لقطاع غزة، فإن الخطة الأميركية لفرض سيطرة على القطاع قد تواجه معارضة شديدة من دول عدة، ليس فقط من الفلسطينيين ولكن أيضًا من بعض الدول العربية والإسلامية التي قد تعتبر هذه الخطة تهديدًا لأمنها القومي وموقفها السياسي في القضية الفلسطينية.

في المقابل، أكد الرئيس ترامب أن خطته حظيت بدعم كبير من بعض القادة العالميين، مما قد يسهم في تعزيز فرص تنفيذها. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من الأسئلة المتعلقة بالآليات التي ستسهم في تحقيق هذه الخطة، بما في ذلك كيفية ضمان حقوق الفلسطينيين والموافقة على إعادة التوطين.

موقف إسرائيل من خطة ترامب

في الجهة الأخرى، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن خطة ترامب للسيطرة الأميركية على قطاع غزة تستحق الاهتمام، واصفًا إياها بأنها “يمكن أن تغيّر التاريخ”. وقال نتنياهو إن “استعداد ترامب للتفكير بطريقة مختلفة هو ما سيحقق أهداف الحرب في غزة، وسيعيد رسم معالم الشرق الأوسط”. هذا الموقف يعكس الدعم الكامل من الحكومة الإسرائيلية لهذه الخطة، خاصة في ضوء التحالف الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف نتنياهو أن “إسرائيل أقوى من أي يوم مضى، ومحور الإرهاب الذي تقوده إيران أضعف من أي وقت مضى”. كما أشار إلى أنهم توصلوا، تحت قيادة ترامب، إلى “4 اتفاقيات سلام تاريخية” في إطار تحالفات جديدة مع بعض الدول العربية. هذه التصريحات تعكس تأييدًا إسرائيليًا قويًا لفكرة السيطرة الأميركية على غزة ضمن سياق سياسي استراتيجي أوسع.

الانتقادات والمخاوف من الخطة

بينما يرى البعض في الولايات المتحدة وإسرائيل أن الخطة قد تحقق استقرارًا طويل الأمد في المنطقة، يعارضها آخرون بشدة. يرى الكثير من المراقبين أن “ملكية طويلة الأمد” للولايات المتحدة في غزة يمكن أن تثير مشاعر الاستياء والغضب في العالم العربي. ويرى بعض الفلسطينيين أن هذه الخطة قد تسهم في تجريدهم من حقهم في تقرير المصير، مما يزيد من تعقيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

من جانب آخر، يعرب خبراء حقوق الإنسان عن قلقهم إزاء التصريحات التي تتحدث عن إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى، وهو ما قد يتسبب في تهجير جماعي للعديد من العائلات الفلسطينية التي تعتبر غزة موطنها الأصلي.

النتيجة النهائية للمخطط الأميركي

إذا تم تنفيذ خطة ترامب، فإنها قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في الواقع السياسي والجغرافي في منطقة الشرق الأوسط. مع ذلك، يتطلب تنفيذ هذه الخطة دعمًا من المجتمع الدولي، وكذلك تعاونًا بين الحكومات الإقليمية والدولية. بيد أن التحديات السياسية والإنسانية لا تزال كثيرة، مما يجعل تنفيذ هذه الخطة أمرًا غير مضمونة.

في النهاية، يبدو أن خطة ترامب للسيطرة على غزة لا تزال في مراحلها الأولية، وستستمر في إثارة الجدل والنقاش على مستوى عالمي. ستبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى إمكانية تنفيذ هذه الخطة على الأرض، وكيف ستؤثر على مستقبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي.

اقرأ كذلك :أصوات من غزة: أزمة الغذاء تطارد العائدين إلى شمال القطاع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات