العالم

رفض خطة ترامب للسيطرة على غزة وتحذير سيناتور أميركي من غزو القطاع

الرفض الفلسطيني والدولي لخطة ترامب للسيطرة على غزة: من المواقف العربية إلى التحذيرات الأميركية وأزمة إنسانية مستمرة

ردود فعل رافضة لخطة ترامب للسيطرة على غزة وسيناتور أميركي يحذر من غزو القطاع. أثار  المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزم واشنطن بسط سيطرتها على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى ردود فعل حادة.

ترامب وإصراره على السيطرة على غزة

في تصريحات جديدة، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه على أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في قطاع غزة. وأضاف ترامب أنه يعتزم تولي السيطرة على القطاع، وكذلك إطلاق خطة تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في المنطقة. وقال إن بلاده ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وستقوم بمهمة داخل القطاع، وتستثمر في مشروعات اقتصادية تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة.

ترامب عبر عن تأييد القيادة الأميركية للفكرة، حيث قال: “فكرة سيطرتنا على قطاع غزة حظيت بتأييد واسع من مختلف مستويات القيادة”. كما وصف قطاع غزة بأنه “مكان مليء بالحطام الآيل للسقوط” وأشار إلى أن هذا يفتح المجال لتهجير الفلسطينيين إلى أماكن أخرى يستطيعون العيش فيها بسلام.

أضاف ترامب أنه يعتقد أن قطاع غزة، الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني، يمكن أن يتحول بعد السيطرة الأميركية عليه إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. وقد توقع أن تصبح غزة وجهة سياحية عالمية جديدة، خاصة بعد أن يتم تهجير الفلسطينيين منها. وعندما سُئل عن من سيعيش هناك بعد هذا التحول، قال ترامب إن غزة قد تصبح موطنًا “لشعوب العالم”، مشيرًا إلى أن المنطقة ستصبح واحدة من أكثر الأماكن جذبًا في الشرق الأوسط.

رفض فلسطيني للمقترح الأميركي

من جانبها، رفضت حركة حماس، التي تعد من أبرز القوى السياسية في قطاع غزة، مقترح ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة. وقالت الحركة إن هدف الاحتلال الإسرائيلي الحقيقي من حربه على غزة هو تهجير الفلسطينيين من القطاع وليس تحريرهم كما يدعي. الحركة أكدت أن محاولات تهجير الفلسطينيين إلى مناطق أخرى لن تؤدي إلا إلى تصعيد الأوضاع وتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية تهجير جماعي.

الحركة رأت في التصريحات الأميركية تعبيرًا عن عنصرية واضحة. وأكدت أن سياسة ترامب تتعارض مع المعايير الأخلاقية والإنسانية، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني يجب أن يعيش على أرضه، وأن الحلول الخارجية لا يمكن أن تؤدي إلى استقرار المنطقة. كما شددت حماس على أن المقاومة الفلسطينية مستمرة، ولن يتوقف الشعب الفلسطيني عن نضاله حتى تحقيق الاستقلال الكامل والحرية.

من جانبه، أكد السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور أن على قادة العالم احترام رغبة الفلسطينيين في البقاء في غزة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين يعتبرون غزة وطنهم الأبدي. وأضاف أن هؤلاء الذين يدعون إلى تهجير الفلسطينيين إلى أماكن أخرى يجب أن يوافقوا على عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم الأصلية في إسرائيل، حيث يمكن لهم العيش بحرية وكرامة.

رد سعودي على تصريحات ترامب

ردًا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول فلسطين، قالت وزارة الخارجية السعودية إن موقف المملكة من قضية فلسطين راسخ وثابت. وأوضحت الوزارة أن تصريحات ترامب التي قال فيها إن السعودية لا تطالب بدولة فلسطينية لا تعكس حقيقة الموقف السعودي. وأكدت أن هذا الموقف لم يتغير، وأن المملكة ما زالت تدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وأشارت الخارجية السعودية إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان قد أكد هذا الموقف في أكثر من مناسبة، بما في ذلك في خطابه الشهير في سبتمبر 2024 وفي قمة الرياض في نوفمبر من نفس العام. وأوضحت الوزارة أن المملكة ستواصل دعمها الثابت للشعب الفلسطيني، ولن تقيم أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلا بعد تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية.

في بيان آخر، شددت الخارجية السعودية على أن المملكة ترفض رفضًا قاطعًا أي محاولة للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. وقالت إن السعودية لن تسمح بأي سياسة تستهدف تهجير الفلسطينيين أو الاستيلاء على أراضيهم. ودعت إلى حشد المجتمع الدولي من أجل دعم حقوق الفلسطينيين، وخاصة دعم العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.

ردود فعل عربية ودولية على خطة ترامب

في رد فعل دولي على تصريحات ترامب، عبر مسؤولون من عدة دول عربية عن قلقهم الشديد من الخطة الأميركية. وأكدوا أن تصريحات ترامب تعكس تجاهلًا تامًا لحقوق الشعب الفلسطيني، وأن هذه الخطة قد تزيد من تعقيد الوضع في المنطقة. ونقل مسؤولون في تصريحات لوسائل الإعلام عن قلقهم من أن الخطة الأميركية قد تعرض الاتفاقات الهشة في غزة للخطر.

وبحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين عرب، فإن تصريحات ترامب كانت “قاسية ويصعب فهمها”. كما أضاف المسؤولان أن تصريحاته تتسم بالغموض، وأن العالم يحتاج إلى مزيد من التوضيح لفهم نوايا الإدارة الأميركية. وأوضح المسؤولان أن تصريحات ترامب قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة بشكل كبير، وقد تدفع الدول العربية إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا.

ردود فعل أميركية على الخطة

داخل الولايات المتحدة، أثارت تصريحات ترامب موجة من الانتقادات بين السياسيين الأميركيين. السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي وصف الخطة بأنها “فقدان للعقل”. وقال في منشور له على منصة “إكس” إن غزو الولايات المتحدة لغزة سيؤدي إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب مستمرة في الشرق الأوسط لعقود. وأضاف أن الخطة الأميركية لا تحمل أي جدوى استراتيجية، مشيرًا إلى أنها تشبه “مزحة رديئة” قد تؤدي إلى المزيد من الدماء والدمار.

من جانبه، قال عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس إن الاقتراح الذي طرحه ترامب هو “متهور وغير معقول”. وأضاف أن الخطة قد تفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وأنه لا يوجد أي أساس منطقي لهذا الاقتراح. وقال أيضًا إنه يجب النظر في دوافع ترامب، مشيرًا إلى أنه كما هو الحال دائمًا، فإن اقتراحات ترامب تحمل مصالح خاصة قد تتعلق بالأعمال التجارية أو المحسوبية الشخصية.

في سياق متصل، قال جون ألترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الإستراتيجية والدولية، إن العديد من سكان غزة ينحدرون من فلسطينيين فروا من أراضٍ داخل إسرائيل. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص قد لا يكونون على استعداد لمغادرة غزة المحطمة، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشون فيها.

دعم أميركي لخطة ترامب

على الرغم من الانتقادات التي تلقاها ترامب، أيد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خطة الرئيس الأميركي لسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة. وقال الوزير إن القطاع يجب أن يكون خاليًا من حركة حماس، التي وصفها بأنها “مصدر رئيسي للإرهاب”. وأضاف روبيو أن الولايات المتحدة مستعدة للمساهمة في إعادة بناء غزة، ولكن ذلك يتطلب أولًا القضاء على ما وصفه بـ “الإرهاب” في المنطقة.

كما عبر رئيس مجلس النواب الأميركي عن تأييده لخطة ترامب، وقال إن “ترامب اتخذ اليوم خطوات جريئة نحو تحقيق السلام الدائم في غزة”. وأضاف أن الإدارة الأميركية مصممة على تقديم الحلول الجذرية للقضية الفلسطينية، وأن الوقت قد حان لتنفيذ هذه الحلول على الأرض.

موقف أسترالي ثابت من حل الدولتين

في أستراليا، أكد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز أن حكومته تؤيد حل الدولتين في الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب  ترامب حول السيطرة على قطاع غزة. وقال ألبانيز في مؤتمر صحفي: “موقف أستراليا ثابت ودائم. نحن نؤيد حل الدولتين كأساس لتحقيق السلام في المنطقة”. وأضاف أن الحكومة الأسترالية تسعى جاهدة لدعم السلام في الشرق الأوسط، وأنها تعارض أي محاولات لتقويض حقوق الشعب الفلسطيني.

الأزمة الإنسانية في غزة

منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير 2025، ارتكبت إسرائيل، بدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة. خلفت هذه العمليات العسكرية أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وأغلبهم من النساء والأطفال. كما سقط أكثر من 14 ألف مفقود خلال تلك الحملة العسكرية. هذه الأرقام المأساوية تمثل جزءًا من الأزمة الإنسانية المستمرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر.

اقرأ كذلك :ترامب يكشف عن خطته للسيطرة على غزة ويسعى إلى “ملكية دائمة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات