العالم

روسيا تُشيد بـ”وعي” ترامب السياسي • وأوكرانيا تُثني على “جهود” أردوغان الدبلوماسية

روسيا وأوكرانيا في صراع معقد • دور تركيا المحوري في جهود السلام وأهمية المبادرات الدولية

روسيا تشيد بفهم ترامب للصراع في أوكرانيا • وأوكرانيا تُثني على دور أردوغان في جهود السلام. في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم السبت. أشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبدو أكثر فهمًا للأوضاع في أوكرانيا مقارنة بأي زعيم أوروبي آخر. وفي حين يبدو أن ترامب قد أدرك جوهر الصراع بشكل جيد، فإن الموقف الدولي تجاه الحرب الأوكرانية لا يزال يختلف، مما يثير تساؤلات حول كيفية تعامل العالم مع الأزمة في ظل تباين الآراء. وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا أن بلاده تُولي اهتمامًا بالغًا لدور تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في مساعي السلام والجهود المبذولة لإنهاء الحرب.

لافروف يشيد بفهم ترامب للصراع في أوكرانيا

من خلال كلمته خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي في جنوبي تركيا، قال لافروف إن ترامب يملك قدرة غير معتادة على إدراك أبعاد الصراع في أوكرانيا. وأضاف أن ترامب يدرك تمامًا ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع في أوكرانيا من أجل الوصول إلى حل شامل ومستدام. هذا الفهم، وفقًا للافروف. يشكل أساسًا لتوجهات الرئيس الأميركي في التعامل مع الأزمة التي لا تزال تلقي بظلالها على المنطقة.

ومع ذلك، أشار لافروف إلى أن معظم القادة الأوروبيين يفتقرون إلى نفس درجة الفهم لهذه الأبعاد المعقدة. فالنظرة الأوروبية للأزمة الأوكرانية، في الغالب، تركز على الحلول السطحية التي قد تؤدي إلى تهدئة الصراع في الوقت الراهن، لكنها لا تأخذ بعين الاعتبار العوامل العميقة التي تؤدي إلى استمرار النزاع. من هنا، يتضح أن ترامب قد فهم ما يصفه لافروف بـ”الجذور الحقيقية” للصراع، وهو ما يجعله أكثر فاعلية في تقديم حلول عملية.

روسيا وتركيا تناقشان الأوضاع في البحر الأسود والشرق الأوسط

على الجانب الآخر. وفي إطار العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا، أُعلن اليوم أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد التقى مع نظيره التركي هاكان فيدان لمناقشة الأوضاع الراهنة في البحر الأسود والشرق الأوسط. وتشير التقارير إلى أن الوزيرين ناقشا عدة قضايا حساسة تشمل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة، خاصة فيما يتعلق بتعاون البلدين في مجالات الطاقة والاقتصاد.

وفي هذا اللقاء، تم التأكيد على أهمية التعاون بين روسيا وتركيا في مواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالأزمة الأوكرانية. ومع تزايد الاحتكاك الدولي بشأن أوكرانيا، من الواضح أن روسيا تسعى إلى الحفاظ على تحالفاتها مع الدول ذات النفوذ الكبير مثل تركيا، التي تعتبر لاعبًا رئيسيًا في المنطقة.

أوكرانيا تُثني على دور أردوغان في عملية السلام

من جهة أخرى، جاء تصريح وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا ليعكس تقديرًا عميقًا لدور تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في مساعي السلام. أكد سيبيغا في منتدى أنطاليا الدبلوماسي أن أوكرانيا تولي اهتمامًا بالغًا لدور تركيا الاستراتيجي في دفع عملية السلام. وأوضح أن تركيا كانت وما زالت من أهم الشركاء في جهود أوكرانيا لإنهاء الحرب التي اندلعت مع روسيا. وأضاف أن تركيا تلعب دورًا محوريًا في الوساطة بين الأطراف المعنية.

وأثنى سيبيغا بشكل خاص على الجهود التي يبذلها أردوغان في تعزيز استقرار المنطقة والتوصل إلى حلول وسط بين الأطراف المتنازعة. وأضاف أن الدور التركي ينسجم مع السياسة الأوكرانية التي تهدف إلى تحقيق سلام “عادل وشامل ومستدام”. وبيّن أن أوكرانيا تأمل في أن يستمر هذا الدور التركي. ليس فقط في إطار الحلول الدبلوماسية ولكن أيضًا في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

أنقرة تساهم في دعم الاقتصاد الأوكراني

أشار سيبيغا أيضًا إلى أن تركيا قد أسهمت بشكل كبير في دعم الاقتصاد الأوكراني، خاصة من خلال “مبادرة حبوب البحر الأسود” التي كان لها دور بارز في ضمان استمرار تصدير المواد الغذائية من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية. هذه المبادرة، وفقًا لسيبيغا، ساهمت في تخفيف الأعباء الاقتصادية على أوكرانيا في وقت كانت فيه الحرب قد دمرت العديد من الصناعات المحلية. وأكد أن تركيا قدمت دعمًا عمليًا لأوكرانيا من خلال تأمين قنوات تصدير المواد الغذائية، وهو ما كان له تأثير إيجابي على الاقتصاد الأوكراني.

وبالإضافة إلى ذلك، لفت سيبيغا إلى أن كلفة الحرب اليومية تبلغ نحو 220 مليون دولار. وأن الخسائر الإجمالية في البنية التحتية قد تجاوزت 600 مليار دولار. وفقًا لتقرير البنك الدولي. على الرغم من ذلك، أشار الوزير الأوكراني إلى أن الاقتصاد الأوكراني يواصل النمو بشكل إيجابي، حيث يراوح النمو السنوي بين 3 و5%، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًا في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

الاقتصاد الأوكراني يظهر مؤشرات إيجابية رغم الحرب

على الرغم من التحديات الاقتصادية الكبيرة. أكد سيبيغا أن أوكرانيا استطاعت أن تحافظ على استقرار نسبي في اقتصاداتها الأساسية. وأوضح أن الصناعات الدفاعية الأوكرانية قد شهدت زيادة كبيرة في قدراتها، حيث تضاعفت ستة أضعاف منذ بدء الحرب. هذه الزيادة في القدرات الدفاعية تعد مؤشرًا آخر على أن أوكرانيا تسعى بكل قوة لتحقيق الاستقلالية الأمنية والاقتصادية.

كما أضاف أن أوكرانيا ترحب بمشاركة الشركات التركية في مشاريع إعادة الإعمار المستقبلية، مؤكداً أن التعاون بين البلدين في هذا المجال سيكون له فوائد كبيرة لكلا الطرفين. وتعد الشركات التركية من بين أولئك الذين يمتلكون الخبرة في مجالات البناء والتشييد، ما يجعلهم شركاء مثاليين في جهود إعادة بناء أوكرانيا بعد انتهاء الحرب.

منتدى أنطاليا: منصة دبلوماسية مهمة

في سياق حديثه عن منتدى أنطاليا الدبلوماسي. وصف سيبيغا المنتدى بأنه يمثل منصة هامة لتعزيز التعاون الدولي والتوصل إلى حلول للقضايا الجيوسياسية الكبرى. وأشار إلى أن الوفد الأوكراني قد أجرى سلسلة من اللقاءات الثنائية خلال المنتدى، بما في ذلك اجتماعات مع وزراء خارجية 11 دولة أفريقية. خلال هذه اللقاءات، تم التركيز على آثار الحرب الروسية الأوكرانية على المستوى العالمي وكيفية تخفيف الأعباء الإنسانية والاقتصادية الناتجة عن هذا النزاع.

الاعتداءات الروسية على أوكرانيا وتداعياتها

ميدانيًا، أفادت السلطات الأوكرانية في كييف أن هجمات بالطائرات الروسية بدون طيار قد أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص على الأقل في 88 هجومًا، استهدفت مناطق عدة مثل العاصمة كييف. خاركيف. ودنيبروبيتروفسك. وقد أعلنت سلاح الجو الأوكراني أنه تمكن من إسقاط 70 طائرة مسيرة باستخدام الدفاعات الجوية أو عبر التشويش الإلكتروني. وبهذا، تواصل الحرب آثارها المدمرة على الشعب الأوكراني في مختلف المدن.

تصعيد الهجمات واحتدام الصراع

على الرغم من محاولات جمع الطرفين على طاولة المفاوضات. يظل التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا في تزايد مستمر. فقد أفادت التقارير بأن الهجمات الروسية الأخيرة على كييف وميكولايف أسفرت عن إصابة 12 شخصًا. فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن القوات الروسية قد سيطرت على قرية جورافكا الحدودية في منطقة سومي الأوكرانية.

محاولات أميركية لإيقاف الحرب

بينما تواصل موسكو وكييف تصعيد ضرباتهما العسكرية. تعمل الولايات المتحدة على توسيع نطاق الضغوط الدولية لإقناع الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقد أكدت الولايات المتحدة مرارًا دعمها لمفاوضات السلام، في محاولة لوقف الحرب التي خلفت ملايين الضحايا والنزوح الجماعي.

أردوغان يشيد بمبادرة ترامب لإنهاء الحرب

وفي هذا السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات له في فبراير الماضي إن المبادرة الدبلوماسية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدف إلى الوصول إلى حل سريع للحرب الأوكرانية عبر التفاوض المباشر. وأكد أردوغان أن هذه المبادرة تتقاطع مع السياسة التركية في دعم الحلول الدبلوماسية. والتي تسعى إلى إنهاء الحرب وتخفيف معاناة الشعوب المتضررة.

من الواضح أن دور تركيا، بقيادة الرئيس أردوغان. كان وما يزال حيويًا في جهود السلام المتعلقة بالصراع الأوكراني. وفي الوقت نفسه. تواصل روسيا والولايات المتحدة محاولة إيجاد حلول وسط. في حين يظل الشعب الأوكراني يواجه تحديات اقتصادية وإنسانية ضخمة.

اقرأ كذالك: واشنطن تراقب “تصرفات” الحكومة السورية وتترقب رفع العقوبات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات