“مليارديرة يهودية تفضح تفاصيل ضغوط ترامب على نتنياهو”
"ميريام أديلسون تكشف عن دورها البارز في ضغوط ترامب على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتأثير دعمها المالي في السياسة الأميركية والإسرائيلية"
مليارديرة يهودية تكشف تفاصيل ضغوط ترامب على نتنياهو. في تقرير حديث، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن المليارديرة اليهودية الأميركية ميريام أديلسون، التقت الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة مع عائلات أسرى إسرائيليين، في خطوة أظهرت تفاصيل جديدة حول دورها في المفاوضات المرتبطة بوقف إطلاق النار في غزة. تكشف هذه التفاصيل العلاقة الوثيقة التي جمعتها مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ودورها في التأثير على السياسة الإسرائيلية والعلاقات الأميركية الإسرائيلية خلال فترة رئاسته.
من هي ميريام أديلسون؟
ميريام أديلسون هي طبيبة وسيدة أعمال أميركية إسرائيلية، ولدت في الولايات المتحدة. تعتبر واحدة من أغنى السيدات في العالم، حيث احتلت المرتبة الخامسة في قائمة فوربس لأغنى السيدات في الولايات المتحدة لعام 2024، بثروة تقدر بـ 29.7 مليار دولار. على الرغم من كونها شخصية بارزة في عالم المال والأعمال، فإن لها تأثيرًا كبيرًا في السياسة الأميركية والإسرائيلية، ويعود ذلك إلى علاقتها القوية مع زوجها الراحل، رجل الأعمال الملياردير شيلدون أديلسون، الذي كان صاحب مجموعة شركات “لاس فيغاس ساندز” المتخصصة في مجال الكازينوهات والترفيه.
شيلدون أديلسون توفي في عام 2021، ولكن ميريام استمرت في قيادة أعمال الشركة بعد وفاته، وظلت تلعب دورًا محوريًا في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية. علاوة على ذلك، تُعتبر ميريام من أبرز الشخصيات المانحة للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، ولها دور في تمويل حملات الرئيس دونالد ترامب، مما يعكس تأثيرها الكبير في الساحة السياسية الأميركية.
اللقاء مع عائلات الأسرى الإسرائيليين
خلال الأسبوع الماضي، التقت ميريام أديلسون مع عائلات أسرى إسرائيليين في الولايات المتحدة. جاء هذا اللقاء في وقت حساس، حيث كانت محادثات وقف إطلاق النار في غزة على أشدها، وتأتي هذه الزيارة كجزء من جهود مستمرة لدفع عملية السلام في المنطقة. بحسب ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، فإن اللقاء كان حافلاً بالتفاصيل، وأعربت أديلسون عن إيمانها العميق بأن هذه المفاوضات كانت ضرورية للسلام الإقليمي.
وخلال اللقاء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن ميريام قولها إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد مارس ضغوطًا كبيرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق. وأضافت أن ترامب كان متحمسًا لإتمام هذه الصفقة، خاصة وأنها تشمل قضايا إنسانية حساسة مثل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
دور ترامب في الضغوط على نتنياهو
كانت ميريام أديلسون واضحة بشأن الدور الذي لعبه ترامب في دفع عملية المفاوضات إلى الأمام. وكشفت أن ترامب، بمساعدة مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بذلا جهودًا جبارة لتحقيق السلام في غزة والإفراج عن جميع الأسرى. وأوضحت أنه كان من الضروري ممارسة الضغط، خصوصًا على الجانب الإسرائيلي، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره.
كانت الضغوط التي مارستها إدارة ترامب على الحكومة الإسرائيلية كبيرة. اعتبرت ميريام أن ترامب كان يسعى لتحقيق تقدم حقيقي في الملف الفلسطيني، رغم التحديات السياسية التي كانت تواجهه في الداخل والخارج. وكانت هذه الجهود تأتي في وقت كانت فيه العلاقات الأميركية الإسرائيلية في أوجها، بعد سلسلة من القرارات السياسية التي أثارت جدلاً، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
دور أديلسون في المفاوضات
حسب تصريحات أديلسون نفسها، فإنها كانت مقتنعة بأن الضغوط التي مارستها الإدارة الأميركية كانت ضرورية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وأضافت أنه في غياب هذه الضغوط، ربما كانت الأمور ستسير في اتجاهات مختلفة، ولن تنجح المفاوضات بين الأطراف المختلفة. وفي لقاءاتها مع أهالي الأسرى الإسرائيليين، أكد هؤلاء أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لم يكن ليحدث دون تدخلها المباشر.
هذه التصريحات تؤكد دور ميريام أديلسون الكبير في عمليات الوساطة التي تمت بين الأطراف المعنية، وهي لا تقتصر على كونها مجرد شخصية داعمة، بل كان لها دور محوري في دفع الأمور إلى الأمام. كما أكدت المصادر أنه كان لميريام دور كبير في التنسيق مع المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين للتأكد من أن الصفقة ستنجح.
التأثير السياسي والمالي لميريام أديلسون
من المعروف أن ميريام وزوجها الراحل شيلدون كانا من أبرز المانحين والمستثمرين في الحملات السياسية الأميركية، خصوصًا في دعم الحزب الجمهوري. كان شيلدون أديلسون من أكبر المانحين لحملة ترامب الرئاسية عام 2016، حيث قدم أكبر تبرع لتلك الحملة. هذا الدعم المالي الكبير كان له تأثير مباشر في تعزيز علاقات ترامب مع إسرائيل.
من جهة أخرى، ساعدت ميريام في تعزيز هذا الدور بعد وفاة زوجها. وعلى الرغم من أنها لم تتدخل مباشرة في السياسة اليومية، فإن دعمها المالي والسياسي كان يشكل قوة دافعة خلف العديد من القرارات السياسية التي اتخذتها إدارة ترامب، خاصة تلك التي تتعلق بالشرق الأوسط.
التبرعات المالية ومواقف ترامب السياسية
ميريام أديلسون وزوجها الراحل شيلدون كانا من أكبر الداعمين للرئيس ترامب، وهذه العلاقة كانت تتجاوز الدعم المالي لتشمل تأثيرًا سياسيًا عميقًا. من خلال تبرعات ضخمة، استطاع الزوجان التأثير على توجهات الحزب الجمهوري، وبالتالي على السياسات الأميركية في مختلف المجالات. وكان من أبرز هذه السياسات قرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وهو القرار الذي فاجأ العديد من الدول في العالم وأثار ردود فعل متنوعة.
الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان جاء كجزء من السياسة الأميركية التي كانت مدعومة بشكل كبير من قبل ميريام وأديلسون، الذين طالما دعما سياسات ترامب في هذا الملف. هذا الدعم المالي والسياسي الكبير كان له دور كبير في تشكيل المواقف الأميركية تجاه العديد من القضايا التي تخص إسرائيل، بما في ذلك ملف القدس وحقوق الفلسطينيين.
ميريام أديلسون والحملة الانتخابية لترامب
في عام 2024، اقترحت ميريام أديلسون على الرئيس ترامب أن تكون أكبر متبرعة لحملته الانتخابية في مسعاه للعودة إلى البيت الأبيض. لكن عرضها تضمن شرطًا رئيسيًا: أن يلتزم ترامب بقبول ضم إسرائيل للضفة الغربية إذا فاز في الانتخابات. هذا الشرط يعكس بشكل واضح أولويات ميريام السياسية والاقتصادية، ويعزز من أهمية علاقاتها الشخصية والعائلية مع القادة الإسرائيليين.
الاهتمام بضم الضفة الغربية يمثل قضية شائكة في السياسة الإسرائيلية، وهو ما يتوافق مع أولويات العديد من القادة اليمينيين في إسرائيل. هذا الدعم يشير إلى أن ميريام ليست مجرد متبرعة مالية، بل هي شخصية مؤثرة في تشكيل السياسات الكبرى التي تتعلق بإسرائيل والشرق الأوسط.
إن الدور الذي لعبته ميريام أديلسون في المفاوضات التي أدت إلى وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك دعمها المستمر لإسرائيل في الساحة الدولية، يبرهن على أن هذه الشخصية البارزة تمثل أحد الأعمدة الرئيسية في السياسة الإسرائيلية والأميركية. من خلال علاقتها الوثيقة مع الرئيس ترامب، استطاعت ميريام التأثير في السياسات الكبرى التي شكلت المنطقة، ولا شك أن تأثيرها سيستمر في السنوات القادمة.
اقرأ كذلك :أصوات من غزة: أزمة الغذاء تطارد العائدين إلى شمال القطاع