14 طائرة حربية إسرائيلية تستهدف صنعاء بـ40 صاروخاً
14 مقاتلة تستهدف القصر الرئاسي ومحطات الطاقة بـ40 صاروخاً

الغارات الإسرائيلية على صنعاء: تفاصيل الهجوم وآثاره على المشهد الإقليمي
إعلان الهجوم وبداية التصعيد
أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ هجمات جوية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء • جاء هذا الإعلان بالتزامن مع تقارير إعلامية تحدثت عن سماع انفجارات عنيفة هزت أرجاء العاصمة • وأكدت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله أن ما جرى هو عدوان صهيوني أميركي مشترك • مما زاد من توتر الموقف الإقليمي.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن سلاح الجو بدأ بالفعل بتنفيذ غارات ضد أهداف محددة في اليمن • بينما أوضح مصدر عسكري للقناة 12 أن هذه الغارات جاءت رداً على استمرار إطلاق الصواريخ والمسيّرات من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل • وهو ما جعل المنطقة تدخل مرحلة جديدة من المواجهة.
تفاصيل الغارات على العاصمة
بحسب مراسل الجزيرة • وقعت ثلاث غارات قرب منطقة عطان جنوب غربي العاصمة • فيما ذكرت القناة 14 أن القصر الرئاسي كان هدفاً مركزياً للهجوم • حيث جرى قصف موقع عسكري داخل مجمع القصر • إضافة إلى مخازن وقود ومحطتي كهرباء رئيسيتين.
وفي السياق ذاته • قالت القناة 13 إن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف قاعدة صواريخ تقع بالقرب من القصر الرئاسي • بينما تحدثت وسائل إعلام تابعة لأنصار الله عن سقوط قتيلين وخمسة جرحى في حصيلة أولية • إثر الهجوم الذي استهدف محطة شركة النفط.
وأكدت المصادر أن الدفاع المدني بدأ بإخماد الحرائق الناجمة عن الغارات • خاصة في المناطق الجنوبية والغربية من صنعاء • وهو ما زاد من معاناة المدنيين في ظل الوضع الإنساني الصعب.
رواية الجيش الإسرائيلي
قال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو استهدف بتوجيه استخباري دقيق بنى تحتية عسكرية تابعة لنظام الحوثي في صنعاء • وأضاف أن الضربات شملت مجمعاً عسكرياً يضم القصر الرئاسي • إضافة إلى محطتي طاقة وموقع لتخزين الوقود • مؤكداً أن هذه المواقع استخدمت لأغراض عسكرية بحتة.
وأوضح الجيش أن القصر الرئاسي المستهدف يقع داخل مجمع عسكري يدار منه النشاط الحوثي • واتهم الجماعة باستخدام محطتي الطاقة في منطقتي حزيز وأسار لتوليد الكهرباء لأغراض عسكرية • واعتبر أن استهداف تلك المحطات يضعف قدرة الحوثيين على تشغيل منظوماتهم القتالية.
وأشار إلى أن نظام الحوثي يعمل بتوجيه ودعم مالي من إيران • مؤكداً أنه يستخدم المجال البحري لتفعيل أنشطة وصفها بالإرهابية • تهدف إلى استهداف سفن التجارة والشحن • وتعهد بمواصلة العمل العسكري ضد هذه التهديدات مهما بلغت المسافات.
تصريحات متزامنة مع العملية
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن الهجمات على اليمن انتهت • وأوضح أن الاغتيالات لم تكن ضمن أجندة العملية • مضيفاً أن الغارة على القصر الرئاسي تمثل رسالة مباشرة للحوثيين • بأن مواقع السلطة تحت المراقبة.
كما ذكرت القناة 12 أن الجيش الإسرائيلي أطلق على العملية اسم “نيفي تسيدك” أو “نبي العدالة” • بينما أكدت وزارة الدفاع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير تابعوا تفاصيل العملية من داخل مقر الوزارة.
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية • فقد شاركت أربع عشرة مقاتلة في العملية • وألقت نحو أربعين صاروخاً على أهداف داخل العاصمة اليمنية • وهو ما يعكس حجم الهجوم وقوته.
ردود أنصار الله على الغارات
من جانبه • قال محمد الفرح عضو المكتب السياسي لأنصار الله إن الغارات استهدفت منشآت مدنية وليست عسكرية • مشدداً على أن إسرائيل تتعمد إلحاق الضرر بالمدنيين في اليمن كما تفعل في قطاع غزة • وأضاف أن الهجمات لن تمنع الجماعة من مواصلة عملياتها.
كما أوضح مساعد مدير التوجيه في القوات التابعة لأنصار الله أن الغارات استهدفت مناطق سكنية مكتظة • مؤكداً أن مقر الرئاسة الذي قصف كان خالياً من الموظفين ولا يستخدم حالياً • وأضاف أن العدو يحاول بهذه الضربات تعويض خسائره في الميدان • متوعداً بمضاعفة العمليات ضد إسرائيل.
وقال حزام الأسد عضو المجلس السياسي لأنصار الله إن الهدف من الغارات هو منع اليمنيين من مواصلة دعم قطاع غزة • لكنه شدد على أن هذه الهجمات لن توقفهم عن مساندة الشعب الفلسطيني بكل ما يملكون • سواء عبر الصواريخ أو عبر المسيرات.
خلفية التصعيد الإقليمي
قبل يومين من الغارات • أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن المنظومات الدفاعية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن • وهو ما تسبب في تعليق الملاحة في مطار بن غوريون شرقي تل أبيب • كما أدى إلى حالة من الفوضى والهلع بين المدنيين.
وأكدت فرق الإسعاف الإسرائيلية وقوع إصابات نتيجة التدافع نحو الملاجئ بعد إطلاق صافرات الإنذار • كما سقطت شظايا الاعتراض الصاروخي على إحدى البلدات الإسرائيلية • مما زاد من المخاوف لدى السكان.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن التحقيقات أثبتت أن الصاروخ الذي أطلق من اليمن كان يحمل رأساً متفجراً قابلاً للانشطار • وهو ما يشير إلى تطور قدرات الحوثيين العسكرية • كما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من اليمن • وأدت إلى تفعيل صافرات الإنذار في مستوطنات محاذية لغزة.
عمليات بحرية وتصعيد متواصل
في السابع والعشرين من يوليو الماضي • أعلنت جماعة أنصار الله تصعيد عملياتها البحرية ضد إسرائيل • مؤكدة أنها ستستهدف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية • بغض النظر عن جنسية هذه السفن • موضحة أن الهدف من ذلك هو نصرة قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأكدت الجماعة أن هذه العمليات تأتي في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني • وأن اليمنيين سيواصلون دعمهم لغزة رغم الضغوط والهجمات المتكررة • كما شددت على أن قدراتها العسكرية البحرية والجوية في تطور مستمر.
الأبعاد الإقليمية للهجوم
إن استهداف صنعاء بهذا الحجم يعكس انتقال المواجهة إلى مستوى إقليمي أوسع • ويؤكد أن اليمن أصبح جزءاً أساسياً من معادلة الصراع الدائر • خصوصاً أن الجماعة أعلنت مراراً أن دعمها لغزة غير قابل للتراجع • وأنها مستعدة لمواجهة أي عدوان.
ومن جهة أخرى • ترى إسرائيل أن هذه الضربات ضرورية لمنع الحوثيين من تطوير قدراتهم العسكرية • خاصة في مجال الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة • لذلك فهي تحاول من خلال الغارات إضعاف البنية التحتية العسكرية واللوجستية للجماعة.
ومع استمرار هذا التصعيد • تزداد المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى فتح جبهة جديدة في المنطقة • وهو ما قد يوسع دائرة الحرب الدائرة بالفعل منذ السابع من أكتوبر • ويجعل الوضع أكثر تعقيداً على المستويين السياسي والعسكري.
اقرأ كذالك:حماس تحمل نتنياهو مسؤولية عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار