كيف تتفادى انفجار الغضب وتسيطر على مشاعرك؟
كيف تعزز السيطرة على مشاعرك وتتعامل معها بفعالية وهدوء: نصائح مفيدة لتحقيق التوازن العاطفي
الغضب والحزن والقلق والخوف، هي بعض المشاعر التي نعيشها بين الحين والآخر. إنها كالحصان الجامح الذي يجب أن يبقى تحت سيطرتك، وإن لم يحدث ذلك، فيمكن أن يصبح لها أثر مدمر. من المهم جدًا تعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر بفعالية للحفاظ على صحتك العقلية والعاطفية.
تحديات التحكم في المشاعر للأطفال والبالغين
خلال مرحلة الطفولة، يواجه الصغار صعوبة في التحكم في مشاعرهم. فغالبًا ما يعبرون عن الإرهاق والضيق والغضب بطرق غير منضبطة مثل الصراخ والركل والبكاء. تطور الأطفال مع الوقت قدرتهم على ضبط النفس. وهو جزء أساسي من مرونتهم وتكيفهم في مواجهة تحديات الحياة.
بالنسبة للبالغين، يختلف تعبيرهم عن المشاعر، فقد لا يظهرون الغضب أو الإحباط بالصراخ أو البكاء. لكنهم يحتفظون بالقدرة على التحكم في مشاعرهم. غير أن هذا التحكم قد يفقد فعاليته في حالات فقدان القدرة على السيطرة على المشاعر.
مثل تنظيم مستوى الصوت للمشاعر، يعمل الدماغ على تنظيم الإشارات العاطفية. ولكن في حالات خلل التنظيم العاطفي، قد تصبح المشاعر “أعلى صوتا” وتفقد السيطرة. هذا يمكن أن يرتبط بأمراض مثل اضطراب التكيف واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وغيرها.
البالغين الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل السكري وإدمان المخدرات يحتاجون إلى علاجات طويلة الأمد لمساعدتهم على التحكم في مشاعرهم. وهناك حالات شائعة تواجه الجميع. مثل المبالغة في الحب والغضب والخوف، والتي تتطلب تطوير استراتيجيات للسيطرة على المشاعر والعودة إلى الهدوء والتوازن العاطفي.
كيف تعرف علامات خروج المشاعر عن نطاق السيطرة؟
تشير فيكي بوتنيك، المعالجة النفسية في كاليفورنيا -لموقع “هيلث لاين”- إلى أن أي عاطفة. حتى الابتهاج أو الفرح أو غيرها من المشاعر التي عادة ما نعتبرها إيجابية. يمكن أن تشتد إلى درجة يصعب فيها السيطرة عليها. ومع القليل من الممارسة، يمكنك استعادة زمام الأمور.
من علامات خروج المشاعر عن نطاق السيطرة: الشعور بالإحباط بسهولة بسبب المشكلات أو حتى المضايقات الصغيرة، السلوك الاندفاعي. تداخل المشاعر مع قدرة الشخص على تحقيق الأهداف وتعطيل تحقيق النتائج المرجوة.
كذلك، قد يؤدي الغضب إلى حدوث نوبات من الصراخ أو الشجار أو البكاء. وقد تصل إلى حد السلوك العدواني أو حتى العنيف تجاه الأشياء أو الحيوانات أو الأشخاص.
كل هذا من شأنه أن يخلف صعوبة في الحفاظ على الصداقات أو العلاقات أو غيرها من أشكال التواصل الاجتماعي. لذلك، من الضروري فهم تلك العلامات والبحث عن طرق للتحكم في المشاعر وتقليل الانفعالات الزائدة التي قد تؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية والاجتماعية.
سيطر على مشاعرك: كيفية التحكم في المشاعر بشكل فعال؟
يوضح موقع “هيلث لاين” أن المشاعر تعتبر ردود فعل محسوسة تجاه مواقف معينة. وهي تؤثر بشكل كبير على ردود أفعالنا. عندما نتمكن من التناغم مع مشاعرنا. يمكننا اتخاذ قرارات أفضل وبناء علاقات صحية وإيجابية مع من حولنا، وأيضًا نتعامل بشكل هادئ وفعّال مع أنفسنا.
موقع “فيري ويل مايند” يشير إلى أن الخطوة الأولى للسيطرة على المشاعر هي تحديدها بوضوح ومحاولة فهم ما إذا كانت تفوق حدودها المعقولة. عندما نعترف بأنفسنا بمشاعرنا ونقول لأنفسنا “أشعر بالغضب الآن. ولكن هذا الغضب زائد ولا يساعدني في الوضع الحالي، لذا عليّ أن أهدأ”. نصبح أكثر قدرة على التحكم في مشاعرنا.
وتنصح “هيلث لاين” بتحديد تأثير هذه المشاعر علينا وعلى تصرفاتنا. مما يمكننا من الإدراك المسبق لنتائج أفعالنا. على سبيل المثال. يمكن أن نقول لأنفسنا “إذا فعلت ذلك بينما أنا غاضب. فقد يحدث كذا وكذا”. الهدف هنا هو تنظيم المشاعر وإدارتها بشكل فعّال دون قمعها.
موقع “سيكولوجي توداي” يقدم بعض النصائح المفيدة للتحكم في المشاعر السلبية وجعلها تحت السيطرة، منها:
1. قطع دوامة التفكير السلبي: عند حدوث أمور سيئة. يميل عقلنا للانغماس في التفكير السلبي وتضخيم الأحداث. من المهم كسر هذه الدائرة. ويمكن ذلك بالنهوض من مكاننا وتغيير البيئة المحيطة بنا، حتى نتمكن من توجيه أفكارنا بشكل إيجابي وواقعي.
2. التنفس العميق: يعمل التنفس العميق على تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي الذي يساعد في تهدئة المشاعر السلبية مثل القلق والغضب. بعد أن يهدأ الجسم قليلاً. يمكننا توجيه أفكارنا نحو الجوانب الإيجابية في الوضع لتحسين مزاجنا وتقليل التوتر.
3. الرعاية الذاتية: الحصول على قسط جيد من النوم وتناول الطعام الصحي يساعد على تحسين التحكم في المشاعر، حيث يزيد الشعور بالراحة والاسترخاء ويدعم التفكير الواضح.
باتباع هذه النصائح، يمكننا أن نعزز السيطرة على مشاعرنا ونتعامل معها بشكل أكثر فعالية وهدوء.
اقرأ كذلك: كيف يمكنك التغلب على الضيق والتعثر؟ نصائح الخبراء لاستعادة الاتزان
