أسلوب حياة

كيف يمكنك التغلب على الضيق والتعثر؟ نصائح الخبراء لاستعادة الاتزان

التعثر: دروس في الصمود والتقدم لتحقيق الأهداف والتغلب على التحديات الشخصية

لا يمكننا تجنب الجمود والتعثر في مساراتنا، مما يدفعنا إلى البحث عن سبل للتغلب على هذه الحالة. في محاولة لتسليط الضوء على هذه المشكلة، قدمت صحيفة “نيويورك تايمز” نموذجًا مثيرًا للتأمل.

المشروع كان مبادرة شخصية لدكتور آدم ألتر، أستاذ في جامعة نيويورك، الذي عاش تجربة شاقة على الرغم من نجاحه المهني. يصف ألتر الشعور بالضيق والإحباط، حتى وصلت حالته إلى أنه “كان يشعر وكأنه وقع في فخ”.

باستمراره في تحقيق النجاح المهني والتفاني في الأبحاث، وجد نفسه مفتقدًا للتوازن والراحة الشخصية. مما أثر على حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية.

في مواجهة هذه التحديات، يقدم ألتر ومن خلال تجربته نموذجًا للتصدي للضيق والتعثر. مشيرًا إلى أهمية إيجاد التوازن بين العمل والحياة الشخصية كخطوة أساسية نحو السعادة والنجاح.

التعثر:

ألتر يصف التعثر كـ “شعور مؤقت بالعجز عن التقدم في مجال معين، مما يثير عدم الراحة النفسية”.

بعد عقدين من الدراسة لأسباب التعثر وكيفية التغلب عليه. أجرى أستاذ علم النفس استطلاعًا في عام 2020 مع مئات الأشخاص، وكشفت النتائج أن:

– جميع المشاركين شعروا بالقلق والإحباط في لحظة ما.
– بقي 80% منهم يشعرون بالتعثر لأكثر من شهر.
– نصف المشاركين كانوا محاصرين في حالة التعثر لسنوات أو حتى عقود.

أسبابه ومظاهره

أسباب التعثر تتعدد، فقد يكون بسبب “فشل محاولة إبداعية”، أو “انغماس في وظيفة غير مناسبة”. أو “الانخراط في علاقات غير مفيدة”، أو “صعوبة توفير المال”.

ألتر يفسر أن بعض الأهداف تحتاج إلى وقت لتحقيقها. مما يجعل الشعور بالتقدم صعبًا. ويشير إلى أن التعثر غالبًا ما يحدث مع التغيرات الكبيرة في الحياة. مثل المرض أو الإنجاب أو فقدان الوظيفة.

كما اكتشف ألتر أن الناس يميلون للشعور بالتعثر عندما يقتربون من عقد جديد من عمرهم. مثل في سن 29 أو 39 عامًا، عندما يكتشفون أن الواقع ليس كما خططوا له.

التعثر: تحديات وحلول

لا يمكن تجنب الشعور بالتعثر دائمًا. في كتابه الأخير حول “كيفية التغلب على التعثر”. قدم ألتر خطة للهروب من هذا الوضع واستعادة اتجاهنا. يبدأ الحل بقبول أن الضيق ليس مشكلة فردية بل جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية. وأن الجميع يمرون بهذه التجارب.

تشير الدراسات إلى أن التعثر يحدث عادة عندما نكون في منتصف أي مهمة. وهو ما يؤكده الطبيب الشهير غلاديس ماكغاري، التي تقول: “من الطبيعي أن نجد أنفسنا معلقين. دون اتجاه أو فكرة واضحة عن الخطوة التالية”.

فما الذي يمكننا فعله؟ استعادة السيطرة على مسارنا يتطلب تقبل الواقع. والبحث عن طرق للتغلب على الضغوط والعقبات التي تعترض طريقنا، لنستمر في التقدم ونحقق أهدافنا.

كيفية التغلب على الضيق: نقاط الاحتكاك والقبول الجذري

يوصى ألتر بتهدئة ما يُسمى “نقاط الاحتكاك”، التي تُشكل مصدرًا للشعور بالتعثر، وهي القلب. وما قد يبثه من إحساس بالتعثر يجعلنا نشعر بالإحباط. يقترح ألتر “القبول الجذري” كطريقة يمكن استخدامها لمواجهة ذلك. بالتركيز على توقع السيناريو الأسوأ، بدلا من التشبث بمعيار مثالي للنجاح يبقينا عالقين.

يوضح ألتر أن كثيرًا من الناس “يصابون بالشلل بسبب احتمال الفشل”، لكن الأفضل إذا تعرضت للفشل مرة. “أن تتعامل معه باعتباره جزءًا ضروريًا من الإبداع”.

العقل، وما قد يحويه من أفكار سلبية. يقول ألتر: “إن الأمور قد تصبح أسهل عندما نجعل الأفكار أكثر بساطة”؛ ويوصي باتباع الطريقة التي تسمح بتبسيط المشكلة وإيجاد الحلول. فعلى سبيل المثال، “بدلاً من البحث عن فكرة جديدة تمامًا، يمكن الجمع بين فكرتين مجربتين”.

كيف يمكنك التغلب على الضيق والتعثر؟ نصائح الخبراء لاستعادة الاتزان

وينصح قائلاً: “تحدث مع نفسك، وفكر عكس وجهة نظرك الأصلية؛ تخيل أنك مخطئ. واسأل نفسك نفس السؤال مرتين؛ فقد يكون ذلك أفضل من التشبث بأفكارك السلبية”.

ففي كثير من الأحيان “قد لا تصلح الأساليب التي نجحت من قبل، في حل بعض المشاكل الشائكة. التي تحتاج إلى مزيد الإبداع والابتكار”.

أيضاً، تنصح الدكتورة “جودي هو”، عالمة النفس والأستاذ المشارك في جامعة “بيبردين” الكندية. “بإعادة صياغة الأفكار السلبية التي يمكن أن تُسبب التعثر”؛ وبدلاً من قول “سأفشل في كذا..”. يمكن أن نضع “سأبذل قصارى جهدي، أو أطلب المساعدة”.

العادات، وما تفرضه من سلوكيات قد تكون ضارة؛ حيث يُؤكد أن “التشبث بالعادات والقيام بنفس الشيء في كل مرة؛ هو أقصر الطرق للشعور بالتعثر”.

ويؤكد أن “الفضول هو أداة فعالة لإنتاج الأفكار، وفك الارتباط بالعادات”. وأن تنميته ممكنة من خلال “طرح الأسئلة باستمرار، والقراءة حول موضوعات جديدة وأفكار وتجارب ملهمة”.

عبر مزيج من الفضول، والتجارب العملية والخبرات المفيدة، “من المرجح أن نجد طريقنا بين الصعوبات”. بحسب ألتر الذي يقول: “دع عقلك يبحث عن الإبداع، وجرب التفكير المنفتح، والن

ظر بعيد المدى، والإجابة عن أسئلة من قبيل: هل تُكرر أنماطًا سلوكية غير مفيدة؟ هل تفعل أشياء بانتظام دون أن تستمتع بها؟ ما الذي يجعل حياتك خالية من الشغف؟ ما التغييرات التي يمكن إجراؤها لتفادي الشعور بالتعثر؟ هل أنت راض بشكل عام عن حياتك في المنزل والعمل والمجتمع؟

التعثر: دروس في الصمود والتقدم

رغم أن ألتر استخلص من الدراسات والاستطلاعات أن “معظمنا يعتقد أن العالم يتقدم. بينما هو وحده المتعثر”؛ إلا أنه اكتشف في الوقت نفسه أن “الشعور بالتعثر ممكن أن يكون مفيدا لقيامنا بالتعديلات الضرورية للوصول إلى أهدافنا”.

ويوضح أن “الخروج من حالة التعثر قد تستغرق وقتًا أطول مما نتوقع. لكننا غالبًا نستسلم قبل خطوات من خط النهاية”؛ وينصح بالثبات والمثابرة عند أول علامة على الصعوبة. معتبرًا أن “أفضل التطورات، تأتي بعد التعثر مرارًا وتكرارًا”.

اقرأ كذلك: التوتر المزمن: ما هي أسبابه وكيف يفتك بالسعادة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات