تصريح الحزب الحاكم في تركيا .. دعم إسرائيل يعيد أمريكا إلى زمن محاكم التفتيش
تأملات في العواقب المحتملة لمعاقبة الأوساط الأكاديمية على التفكير الحر وتداعيات استقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا في سياق تزايد معاداة السامية في الحرم الجامعي

قال عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. إن استجواب رؤساء جامعات أميركية معروفة مثل بنسلفانيا وهارفارد ومعهد ماساشوستس في الكونغرس يُشبه محاكم التفتيش التي كانت معروفة في العصور الوسطى.
أدلى جليك بهذه التصريحات بعد انتهاء اجتماع حزبي في العاصمة أنقرة . حيث أوضح أن هذه العمليات التحقيقية تمت نتيجة سماح بعض رؤساء الجامعات للطلاب بالتظاهر دعما لفلسطين.
وأكد جليك أن رد رؤساء الجامعات على هذا الاستجواب كان في إطار حرية التعبير. حيث يُسمح في الجامعات بمناقشة الأفكار الأكثر إثارة للدهشة والصدمة.
وفيما لا يزال العدوان الإسرائيلي على غزة مستمرًا، حيث سقط نحو 19 ألف شهيد. معظمهم من النساء والأطفال.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة مستمرة في تزويد إسرائيل بالسلاح واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وتظهر السياسة الأمريكية دعمًا سياسيًا وعسكريًا صريحًا لإسرائيل. مع رفضها لأي تمييز بين معاداة السامية وانتقاد الصهيونية.
الصمت أمام الضغوط: تأملات حول عواقب معاقبة الأوساط الأكاديمية على التفكير الحر
عبّر عمر جليك عن قلقه العميق حيال معاقبة الأوساط الأكاديمية على التفكير الحر. حيث قال إن هذا السلوك يذكره بمحاكم التفتيش التي كانت تُجرى في العصور الوسطى.
وأشار إلى أن رئيسة جامعة بنسلفانيا، ليز ماجيل، كانت أحد أولئك الذين تعرضوا للضغوط والانتقادات. ما أدى إلى استقالتها، واستبدالها برئيس اتحاد الجمعيات اليهودية في شمال أميركا.
جليك أعرب عن تساؤله حيال الصمت الذي يضطر له الجميع أمام هذه الضغوط، وأضاف أن “محاكم التفتيش الجديدة هذه تشكل تهديدًا على كل ما حققه العقل والعلوم والبشرية من خلال الحضارة”.
ويأتي هذا في سياق استقالة ليز ماجيل من رئاسة جامعة بنسلفانيا بعد مرور أيام على شهادتها في جلسة استماع بالكونغرس الأميركي حول “تزايد معاداة السامية في الحرم الجامعي”.
ندرك أهمية حرية التفكير والتعبير في المجتمع الأكاديمي والثقافي. تظهر التجارب التي عاشها رئيسة جامعة بنسلفانيا والأحداث المشابهة أننا قد نجد أنفسنا مضطرين للصمت أمام الضغوط السياسية والاجتماعية. إلا أن هذا الصمت يشكل تهديدًا على التقدم والتطور في ميدان العلوم والثقافة. يجب علينا دعم حرية التعبير وتشجيع التفكير الحر كجزء لا يتجزأ من مجتمعاتنا، لأنها تمثل الضمانة لاستمرار تطور البشرية وتقدمها. من خلال الحوار المفتوح والاحترام المتبادل، يمكننا بناء مجتمعات أكاديمية وثقافية أكثر تفتحًا وتطورًا، حيث يتمتع الجميع بالحرية في التعبير عن آرائهم وأفكارهم دون تهديد أو خوف من العواقب.
اقرأ كذلك : تكلفة جنود الاحتياط تضرب ميزانية إسرائيل بفعل طوفان الأقصى