العالم

إعلام إسرائيلي: ندفع ثمنا باهظا في جباليا وعلينا القضاء عليها

الإعلام الإسرائيلي: تسليط الضوء على “الثمن الباهظ” للجيش الإسرائيلي في جباليا ودعوات لتدمير المخيمركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل مكثف على التحديات العسكرية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في منطقة جباليا. شمال قطاع غزة. والخسائر البشرية التي تكبدها خلال الاشتباكات العنيفة الأخيرة. وقد أثارت هذه الأحداث تساؤلات حول الاستراتيجيات العسكرية المتبعة هناك. مع ظهور دعوات صريحة من بعض المحللين الإسرائيليين لتهجير سكان المخيم وتدميره بالكامل. تأتي هذه الدعوات في ظل اشتداد المواجهات.

 خسائر بشرية فادحة في جباليا ومطالبات بالتصعيد

تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر مقتل أربعة عسكريين من الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا، حيث أشار التقرير إلى أن هؤلاء العسكريين لقوا مصرعهم أثناء عملية عسكرية شمال قطاع غزة. وأكدت التقارير الصحفية أن الثمن الباهظ الذي يدفعه الجيش الإسرائيلي جراء هذه العمليات دفع العديد من المحللين للمطالبة بتهجير سكان المخيم قسرا وتدميره بالكامل.

وفي حديث خاص. صرح هيلل بيتون روزين. مراسل الشؤون العسكرية في قناة 14 الإسرائيلية. بأن 12 جنديا قتلوا في جباليا جراء العبوات الناسفة التي زرعتها المقاومة الفلسطينية في المنطقة. وأوضح روزين أن هناك قتلى آخرين سقطوا خلال الاشتباكات المسلحة. مشيرا إلى التواجد الكبير للعبوات الناسفة في جباليا. مما يشكل تهديدا كبيرا على حياة الجنود ويعيق تقدمهم العسكري.

 “جباليا.. حي إرهابي يجب تدميره بالكامل”

واستمر روزين في حديثه بالقول إنه يرى أن جباليا يجب أن تتحول إلى خراب كامل. مبررا رأيه بأن المخيم يمثل تهديدا مباشرا على أمن الجيش. وشدد على ضرورة أن يكون الرد الإسرائيلي حاسما. قائلا: “لا ينبغي أن نبقي شيئا اسمه جباليا”. وقد أثار هذا التصريح ردود فعل واسعة.

 إعلان الجيش الإسرائيلي عن الخسائر العسكرية

أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء الماضي. عن مقتل 4 عسكريين من وحدة (888). المعروفة باسم “الوحدة المتعددة الأبعاد” أو “وحدة الأشباح”. وهي وحدة نخبة تتبع الجيش الإسرائيلي وتعمل في ظروف بالغة الصعوبة وفي جبهات قتال متعددة. ويُشار إلى أن هذه الوحدة تُكلف بمهام دقيقة ومعقدة. ما يجعلها في مواجهة دائمة مع التهديدات المباشرة في المناطق الساخنة.

وأكدت التقارير أن جميع الجنود القتلى ينتمون إلى وحدة كوماندوز نخبوية. ووصفت تلك الوحدة بأنها متخصصة في العمليات متعددة الأبعاد. حيث يجري تدريب أفرادها لمواجهة التحديات في بيئات قتالية مختلفة. مما يشير إلى تعقيدات المواجهة في جباليا وحجم التهديدات المتزايدة التي تواجهها القوات الإسرائيلية.

 ملاحظات وتحليلات حول العبوات الناسفة وانتشارها في جباليا

من جانبه، أوضح ألون بن دافيد. محلل الشؤون العسكرية في قناة 13 الإسرائيلية. أن العبوات الناسفة كانت موجودة في الطابق الثاني من أحد المباني في جباليا. واصفا الحادثة بغير العادية. وأشار إلى أن التفجير أدى إلى انهيار جزئي للمبنى. ما أسفر عن مزيد من الإصابات بين الجنود. وأثار التساؤلات حول أمن القوات وانتشار العبوات الناسفة في تلك المناطق.

وأضاف بن دافيد أن استخدام العبوات الناسفة في الطوابق العليا من المباني يعد أسلوبا جديدا يعكس تطور أساليب المقاومة في مواجهة الجيش الإسرائيلي. مما يشكل تحديا كبيرا للجيش في جهوده للتقدم والسيطرة على مناطق المخيم. وأكد المحللون أن هذا التكتيك الجديد يعكس مدى استعداد المقاومة وقدرتها على إدارة معارك استنزاف تتسبب في خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الإسرائيلية.

 عملية عسكرية شاملة في شمال قطاع غزة

منذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري. أعلن الجيش الإسرائيلي عن عملية عسكرية موسعة في شمال قطاع غزة. تركزت بشكل خاص في منطقة جباليا. والتي تعتبر معقلا مهما للفصائل الفلسطينية. وتهدف هذه العملية. حسب المصادر العسكرية الإسرائيلية. إلى منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تعزيز قوتها العسكرية في المنطقة. حيث يعتبر الجيش الإسرائيلي أن السيطرة على جباليا جزء من استراتيجيته الشاملة في تقويض قدرات الفصائل المقاومة في غزة.

وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يستخدم تكتيكات جديدة وأساليب هجومية متقدمة في هذه العملية. حيث يسعى إلى إحكام السيطرة على مواقع محددة وضمان خلوها من أي تهديدات قد تشكل خطرا على القوات البرية. وتعتبر المواجهات في جباليا واحدة من أعنف المواجهات. حيث يتعرض الجنود لمقاومة شرسة من قبل الفصائل المسلحة. مما يزيد من الضغوط على الجيش ويدفعه إلى تكثيف عملياته في المنطقة.

 تصريحات تصف الوضع في جباليا بالكارثي

وصف نمرود شيفر. القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي والمدير العام السابق للصناعات الجوية. الوضع في جباليا بأنه كارثي. مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يدفع ثمنا فظيعا في هذه المواجهات. وأكد شيفر أن الجنود يواجهون تهديدات مستمرة، ما يجعل مهمة السيطرة على المنطقة صعبة للغاية. ووصف خسائر الجيش بأنها مؤلمة وغير مبررة.

وأوضح شيفر أن استخدام شعار “القضاء على المخربين” يبدو كـ”شعار فارغ” لا يعبر عن استراتيجية فعالة. حيث إن تنفيذه بشكل كامل يعني الدخول في حرب لا نهاية لها. وهو ما قد يكون جزءا من السياسات التي يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تحقيقها. لضمان استمرار الوضع العسكري كجزء من استراتيجيته السياسية.

تحليل حول الحرب في لبنان والصعوبات الجديدة

وعلى صعيد آخر. تحدث يسرائيل زيف. رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيليز. عن الحرب المتجددة في لبنان. ويرى زيف أن تضاريس المنطقة اللبنانية والتهديدات المستمرة من حزب الله تشكل بيئة مختلفة تماما عما يعرفه الجيش الإسرائيلي في غزة. مما يجعل التحديات هناك أكثر تعقيدا.

وأضاف زيف أن خبرة الجيش في غزة قد لا تكون كافية للتعامل مع التحديات المستجدة في الساحة اللبنانية. خاصة في ظل الطبيعة الجغرافية المعقدة للبنان. والانتشار الواسع لمقاتلي حزب الله الذين يمتلكون قدرات عسكرية متطورة وأسلحة ثقيلة. مما يجعل الصراع مع حزب الله أكثر صعوبة بالنسبة للجيش الإسرائيلي.

 توسيع نطاق العمليات العسكرية في لبنان

منذ الثالث والعشرين من سبتمبر أيلول الماضي. قررت إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في لبنان لتشمل معظم المناطق. بما فيها العاصمة بيروت. حيث شنت غارات جوية غير مسبوقة من حيث العنف والكثافة. كما قامت بتوغل بري في جنوب لبنان. ويعتبر هذا التوغل خطوة تصعيدية. حيث تهدف إسرائيل من خلاله إلى تحقيق مكاسب ميدانية والضغط على حزب الله للتراجع عن تهديداته المتزايدة تجاه الحدود الشمالية لإسرائيل.

 ردود حزب الله على التصعيد الإسرائيلي

وفي المقابل. يواصل حزب الله شن هجمات يومية على إسرائيل. باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة وقذائف المدفعية التي تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في شمال إسرائيل. كما وسّع الحزب نطاق عملياته ليشمل قصف مناطق وأهداف في وسط إسرائيل. ما يمثل تحديا أمنيا إضافيا للجيش الإسرائيلي. ويزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية للبحث عن حلول جديدة لتجنب توسع الصراع.

 التصعيد في غزة ولبنان ومسار المواجهة المفتوح

تشهد الساحة الإسرائيلية تصعيدا مستمرا في جبهات غزة ولبنان. مع تزايد الضغوط على الجيش الإسرائيلي لتحقيق مكاسب عسكرية في ظل التهديدات المستمرة التي يواجهها من الفصائل الفلسطينية في غزة ومقاتلي حزب الله في لبنان


اقرأ كذلك :إيران تتوعد برد قاسٍ على إسرائيل وأمريكا، وليبرمان يدعو لاستهداف منشآتها النووية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات