مدونات

5 أعراض واضحة تشير إلى قرب انتهاء إسرائيل

تحليل العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على واقع إسرائيل الاستراتيجي في أعقاب حرب أكتوبر 2023: من الصدمة إلى العزلة الدولية وتحديات الهوية الوطنية

5 أعراض واضحة تشير إلى قرب انتهاء إسرائيل… تقييم الواقع الاستراتيجي لإسرائيل بعد عام من الحرب لم يتغير الواقع الاستراتيجي لإسرائيل بعد مرور عام على الحرب. ما قامت به لم يكن سوى مزيد من الهروب نحو الأمام. تحقق لها بعض الإنجازات التكتيكية. لكنها لم تقدم أي إجابة للمجتمع الإسرائيلي عن المستقبل. تتعلق هذه الإجابات بالأسئلة المصيرية التي أثارتها أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. لقد دخلت إسرائيل الحرب وسط صراع داخلي عميق حول هوية الدولة. كما ظهرت فقدان الثقة بين الجيش والمجتمع. بالإضافة إلى ذلك، تآكلت قدرات الردع. في خضم ذلك، أنهت إسرائيل عامًا من الحرب. وقد أغرقها تطرفها في حرب متعددة الجبهات.

مع اقتراب الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر/ تشرين الأول، الذي اعتُبر أكبر تحدٍ وجودي لإسرائيل منذ قيامها، صرح المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس: “إن المرة الوحيدة التي واجهت فيها إسرائيل تهديدًا وجوديًا مماثلًا كانت في حربها عام 1948”. وأضاف أنه “توجد اليوم ملامح مماثلة لما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول”. تجد إسرائيل نفسها اليوم غير قادرة على الحسم والردع.

 أثر الحرب على الأمن الداخلي

حطمت حماس أوهام الإسرائيليين بشأن أمنهم. فعلت ذلك بشكل أعمق من أي وقت مضى منذ حرب 1973. أدت هذه الأحداث إلى إدخالهم في حالة من “الصدمة الجماعية”. وفقًا للصحفي الأميركي ستيفن كولينسون. على المستوى الدولي، فقدت إسرائيل بريقها بالكامل. تحولت إلى دولة “منبوذة” تتعرض لمقاطعات اقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، تواجه حظرًا على شحنات الأسلحة من دول عديدة. هذا دفع الإسرائيليين إلى إخفاء هويتهم في كثير من دول العالم. كان ذلك خوفًا من الملاحقة والازدراء. تعد هذه أسوأ صورة تخيّل الإسرائيليون أن يقدموا بها للجيل الرابع بعد 76 عامًا على تأسيس دولتهم.

أكد “معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي” في جامعة تل أبيب أن إسرائيل تقف أمام خطر عزلة دولية غير مسبوقة. يعتبر رئيس المعهد، اللواء احتياط تامير هايمان: “أن الساعة الرملية للشرعية الإسرائيلية فرغت تمامًا تقريبًا”. أضاف أن “إسرائيل أصبحت اليوم في أقرب نقطة في تاريخها من عزلها دوليًا”.

بنت إسرائيل لنفسها صورة القوي المتفوق طيلة عقود. لكن هذه الصورة تكَسّرت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. ومنذ عام، تحاول إسرائيل ترميم هذه الصورة دون جدوى. يعتبر الفيلسوف الإسرائيلي ميكا غودمان أن إسرائيل تواجه معضلة. تريد أن يحبها الغرب، لكن يجب أن يهابها أعداؤها في الشرق الأوسط. هذا لضمان وجودها على المدى الطويل.

 التغيرات الاستراتيجية والتكتيكية

كلما حققت إسرائيل إنجازات أمنية أو اختراقات تمكنت من الزهو والتباهي، سرعان ما تتلقى ضربة هنا أو هناك. تشعرها هذه الضربات بأن ميزان القوة في المنطقة قد تغير. يبدو أن الحلم الذي وعد به نتنياهو وجنرالاته المجتمع الإسرائيلي بأن تكون إسرائيل في الذكرى السنوية الأولى لأحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول قد سحقت كل أعدائها، ما زال بعيد المنال.

أحدثت استراتيجية التحول نحو المعارك الطويلة تحولًا كبيرًا. لقد أدى ذلك إلى تأثيرات جذرية في المجتمع الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي. كان الجيش قد بنى عقيدته على الحروب الخاطفة. لكنه اليوم يجد نفسه أمام حرب قد تبدو بلا نهاية ومتعددة الجبهات.

حاولت إسرائيل تحويل المأزق الاستراتيجي الذي تسبب به طوفان الأقصى إلى فرصة تاريخية. كانت تهدف للقضاء على أعدائها وإغراق حلفائها معها. لكن، فشلت إسرائيل في ذلك. انهارت مفاهيم التفوق والردع والحسم. حروبها في أرض العدو غمرت إسرائيل في حرب استنزاف طويلة لا يبدو أن لها نهاية وشيكة.

هذا هو الفخ الاستراتيجي الذي تحلم أي مقاومة عاقلة أن توقع عدوها فيه. وقد وقعت إسرائيل فيه بالفعل. يؤكد ذلك الجنرال إسحاق بريك: “إن كافة المسارات التي اختارتها القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تقود البلاد إلى منحدر زلق. وقد تصل قريبًا إلى نقطة اللاعودة”. هذا هو الفخ الاستراتيجي الذي تحدث عنه المفكر الروسي ألكسندر نازاراف. اعتبر نازاراف أن قدرة المقاومة على تحويل الحرب إلى حرب بطيئة ومحدودة، ولو على مستوى أعلى، هو الذي سيؤدي للنصر الاستراتيجي.

 الحياة اليومية في إسرائيل

لقد حول ذلك الحياة في المجتمع الإسرائيلي إلى واقع لا يُطاق. أكثر من ثلث الإسرائيليين يفكرون في الهجرة. بالإضافة إلى ذلك، المقتدرون يمارسون الهجرة فعليًا. يمكن ملاحظة الحركة النشطة لشراء الإسرائيليين شققًا وعقارات بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. هذه العقارات تقع في برشلونة، إيطاليا، المجر، واليونان. انتقل الكثيرون للعيش فيها أو اعتبروها مكانًا بديلًا في حال انهيار الأوضاع.

كذلك، تُعد المؤشرات الاقتصادية في إسرائيل مقلقة للغاية. ذلك بسبب تداعيات الحرب، التي يفاقمها وجود وزير مالية مثل بتسلئيل سموتريتش. يُتهم هذا الوزير من قبل خبراء الاقتصاد والمال في إسرائيل بأنه شخص عديم خبرة في المجال الاقتصادي.

بدأ التباطؤ في الاقتصاد الإسرائيلي يظهر وسط تحذيرات شديدة من الغرق في فخ الديون. يأتي ذلك في ظل الإفراط في الإنفاق على التسلح، الذي يعتبر الأعلى في العالم. فمتوسط الإنفاق الدفاعي مقارنة بالناتج الإجمالي عالميًا هو 341 دولارًا. لكن في إسرائيل، وصل هذا الرقم حاليًا إلى 3000 دولار.

وفقًا لصحيفة “ذا كونفيرزيشن” (The Conversation)، فإن اقتصاد إسرائيل يشهد أشد تباطؤ بين أغنى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). بالإضافة إلى ذلك، خفضت وكالتا فيتش وموديز التصنيف الائتماني لإسرائيل لدرجتين حتى الآن. وهذا أمر غير مسبوق في تاريخها.

 التحديات الداخلية

انخفض الاستثمار في التكنولوجيا الفائقة، الذي يشكل 20% من اقتصادها. كما توقف قطاع السياحة بالكامل، الذي يشكل ثلث الاقتصاد الإسرائيلي. أيضًا، تعطل ميناء إيلات بالكامل. بالإضافة إلى ذلك، حدث تشويش في سلاسل التوريد. إلى جانب ذلك، تعطلت قطاعا البناء والزراعة. كل ذلك، أدى إلى تشويش في قطاع الأعمال الذي يحدثه تجنيد الاحتياط، الذي تم بشكل غير مسبوق.

في السياق الداخلي الإسرائيلي، تعتبر إسرائيل أنها تجاوزت عقدة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في جوانب، وأخفقت في جوانب أخرى. ما تعتبره إنجازًا لها هو تمكنها من استعادة زمام المبادرة. استطاعت تجاوز الصدمة والمبادرة إلى الهجوم. كما تعتبر أنها فككت معظم قدرات المقاومة في غزة. ومنعت جبهة الضفة من إسناد غزة بشكل فعّال. شنت أيضًا هجمات واغتيالات غير مسبوقة في لبنان وسوريا وإيران.

رغم هذه الإنجازات، تعترف إسرائيل بأنها ما زالت تواجه ذات التحديات التي بدأت بها الحرب. تتعلق هذه التحديات بالفشل في تحرير الأسرى في غزة. وكذلك عدم القدرة على إعادة المستوطنين في الشمال والجنوب. أيضًا، تواجه صعوبة في تفكيك حكم حماس المدني في غزة. كما فشلت إسرائيل في كسب التضامن الدولي وقرارات الهيئات الأممية. تعاني أيضًا من قضايا في المحاكم الجنائية والعدل الدولية.

 الانقسام الداخلي

داخليًا، عند تتبع المجتمع الإسرائيلي، من يسار ويمين وسط ويمين متطرف، لا يلحظ وجود خلاف على الاستمرار في الحرب في كل الجبهات. لكن الخلاف فقط بين من يريد ومن لا يريد أن يكون نتنياهو هو قائد هذه الحرب.

لا يمكن وصف ما يمر به المجتمع الإسرائيلي هذه الأيام بأنه جنوح نحو التطرف. فقد تجاوزت إسرائيل في نظرتها للصراع مفهوم التطرف إلى مفهوم التوحش. تعتقد إسرائيل أنه بمزيد من التوحش، يمكن أن تزيد في عمر الدولة. هذه هي العقيدة الوحيدة التي تحكم النخبة في إسرائيل.

إسرائيل لا تحترم حتى من وقّع معها على اتفاقيات سلام. يعبر نتنياهو عن ذلك بصراحة في كتابه “مكان تحت الشمس”. يؤكد فيه أن العرب لم يجلسوا ليوقعوا اتفاقيات سلام مع إسرائيل إلا بعد أن فرضت إسرائيل قوتها عليهم. وقد سبق لوزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر أن عبر عن ذلك. اعتبر أن العرب لا يجلسون على الطاولة إلا بالقوة. يفسر ذلك أحد أسباب رفض إسرائيل عقد صفقة مع المقاومة في غزة. حتى لو كانت شروطها معقولة لإسرائيل. لأن عقدها بحد ذاته يعني نهاية هذه النظرية في السيطرة على الشرق الأوسط.

 الدروس المستفادة

عند العودة إلى حرب لبنان عام 1982، أوصى جنرالات الجيش الإسرائيلي القيادة السياسية عام 1983 بضرورة عقد صفقة الانسحاب من لبنان. كان ذلك لاستنفاد الأهداف. لكن تأخرت هذه الصفقة ثمانية عشر عامًا بسبب عقدة “الانسحاب ضعف”. اعتقدت القيادة الإسرائيلية أن ذلك سيضعف صورة

اقرأ كذلك :الفلسطينيون لن يتخلوا عن أرضهم أبدًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات