الاسلام والحياة

هل التخاطر حقيقة أم وهم؟

ندى يسري لاشين

عرف الإنسان التخاطر في القرن التاسع عشر من الميلاد، فهو قوة مختلفة يمتلكها الإنسان. بحيث يتواصل الفرد مع الآخر دون أدوات التواصل المنتشرة.

فيقوم التخاطر بنقل مجموعة من المشاعر والرسائل الكلامية من شخص إلى نظيره بخلاف أي وسيلة ملموسة أو دون الاعتماد على أي حاسة من حواس الإنسان الخمس. وينقسم إلى ثلاثة أنواع؛ تخاطر عقلي، وتخاطر عاطفي، وتخاطر روحي.

صياغة مفهوم علم التخاطر عام 1882 من الميلاد، على يد مكتشفه “فريديرك وليام هنري مايرز”. كيف يمكن لأي إنسان من الوصل إلى هذه المرحلة الخارقة في التواصل وفهم الآخرين.

ما دليل وجود علم التخاطر؟

أكد العديد من وجود علم التخاطر وكان الدليل حادثة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). عندما نبه سارية على الجبل لكي يحتمي به، واستشهدوا أيضا بالآية القرآنية؛ {ويسألونك عن الروح فل. الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}، فهذا الدليل باطل فهذا ليس تخاطر وإنما إلهام وكرامة من الله عز وجل خص بها عمر بن الخطاب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون. وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب”.

أما عن رأي علماء الدين بأن التخاطر يدعى الكشف، سواء عن طريق رحماني مثل الوحي. أو بطريق شيطاني مثل طرق الجن، كما أكد ابن القيم بأن هناك نوع من الكشف وهو الكشف الجزئي بمعنى آخر أنه التخاطر في زماننا الحالي. فهو من النفس ويشترك به مجموعة من الأشخاص ليعرف ما يخفي عنه الآخر أو ما في بيته. والكشف الشيطاني هذا الذي استخدمه مسيلمة الكذاب من خلال الشيطان عن أمور الناس ليغويهم. واستخدمه أيضا الحارث المتنبي الدمشقي عندما خرج في عهد عبد الملك بن مروان.

أما الكشف الرحماني هو ما حدث في حادثة سارية والجبل مع عمر بن الخطاب. وأبي بكر أيضا حينما أخبر السيدة عائشة (رضي الله عنها) أن امرأته حامل بأنثى.

أضرار التخاطر

ينفصل الشخص الممارس له تماما عن الواقع، كما يكون أكثر انتباهًا للتواصل الغير حسي من التواصل البشري. وبالتالي مع الوقت يعاني هذا الشخص من تواصله مع الآخرين.

كلما طال التخاطر كلما فتح الشخص باب للدجل والأمور الغيبية، وكما يعتمد على كل من يؤكد هذا المبدأ.

الممارسة المستمرة لهذا التخاطر قد تؤدي إلى الإصابة بالإحباط مما يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب. كما أنهم لا يصلوا إلى نتائج فعلية، لأنه يهدر وقت طويل بدون اي نتيجة.

إجهاد الشخص والعقل بسبب تركيزه المفرط على شئ معين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. وارتفاع أو انخفاض نسبة الجلوكوز في الجسم.

أنواع التخاطر الذهني

1-  التخاطر الذهني الغريزي: وهو ما يكون غالبًا في عالم الحيوانات وخاصة الحيوانات الأليفة. فتكون لديها القدرة على الإحساس بمالكها عندما يموت أو عندما يمرض وأشياء أخرى كثيرة. وتستخدمه ايضًا في رحلاتها الطويلة التي من الممكن أن تصل إلى آلاف من الكيلومترات.

كما يستخدمه الإنسان عندما تربطه علاقة قوية بآخر، مثل التوائم والأم والأبناء أو الزوجة وزوجها. ويكون قوى في  الصعاب والمشاكل.

2-   التخاطر الذهني الروحاني: هو من أعلى أنواع التخاطر الذهني. ويحدث عند انتقال الإنسان بين العالمين الروحي والمادي من خلال الربط بين الدماغ والعقل والروح. والقادرين على هذا التخاطر من وهبه الله بقدرة خفية.

3-  التخاطر الذهني العقلي: أكثر أنواع التخاطر ندرة. كما يعتمد بشكل أساسي على الحلق والمستويات السفلية من العقل بحيث تنتقل الأفكار من عقل شخص إلى آخر.

اقرأ كذلك: توحيد الله “لا إله إلا الله” في الإسلام .. المفتاح لدار السلام والنجاة من النار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات