بينما أكدت الولايات المتحدة أنها في طريقها لتزويد أوكرانيا باحتياجاتها العسكرية، أرسلت روسيا قاذفات بعيدة المدى إلى الأراضي البيلاروسية، في مؤشر على تصعيد التوترات بين موسكو والدول الغربية.
أكد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أن بلاده تواصل تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا وتقوم باستمرار بتقييم احتياجاتها الدفاعية.
ويقول الغرب إن موسكو جهزت نحو 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا. التي تقاتل الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق منذ 2014. لكنه لا يعرف حتى الآن ما إذا كان بوتين قد اتخذ قرارًا بشأن الغزو.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن بلاده اقترحت على واشنطن إجراء محادثات ثنائية بشأن الضمانات الأمنية.
وأضاف ريابكوف في تصريحاته لوكالة إنترفاكس أن العلاقات بين موسكو وواشنطن. لم تصل بعد إلى أدنى مستوياتها وأن موسكو تتوقع علاقات مستقرة ويمكن التنبؤ بها مع واشنطن.
فيما حذرت بريطانيا ومجموعة الدول السبع الأخرى موسكو هذا الأسبوع من “عواقب وخيمة” إذا غزت أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن بلاده ستلجأ إلى كل قدراتها “الدبلوماسية والاقتصادية” في مواجهة أي “عدوان” روسي.
فيما قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس لصحيفة The Spectator إنه إذا غزت روسيا أوكرانيا. فمن غير المرجح أن ترسل بريطانيا وحلفاؤها قوات للتدخل.
وفي مقابلة مع المجلة هذا الأسبوع، قال والاس إن كييف “ليست عضوا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). لذا فمن غير المرجح أن يرسل أي شخص قوات إلى أوكرانيا لمواجهة روسيا”.
يجب ألا نخدع الناس ونقول إننا سنفعل ذلك وقال إن الأوكرانيين يفهمون هذا. فيما رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى الآن الخيار العسكري.
وأضاف والاس أن بريطانيا يمكن أن تساعد أوكرانيا في “بناء القدرات” وأن التهديدات بـ “عقوبات اقتصادية شديدة” هي أكثر أشكال الردع فعالية.
وتطرق إلى إمكانية قطع الطريق عن روسيا من خلال شبكة سويفت الدولية لتحويل الأموال.
قاذفات وأسلحة نووية
وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية يوم امس السبت إن روسيا أرسلت قاذفات استراتيجية بعيدة المدى من طراز Tu-22M3 للمشاركة في دوريات جوية على الحدود الغربية للبلاد.
وقال الجيش البيلاروسي إن مقاتلات Su-30SM من البلدين شاركوا في الدوريات.
وتشترك بيلاروسيا في الحدود مع بولندا وليتوانيا، وكلاهما عضو في الاتحاد الأوروبي، من الغرب والشمال الغربي.
وقال وزير خارجية مينسك: “إذا كنا تحت تهديد الناتو، فإننا ننظر في نشر أسلحة نووية روسية على أراضينا”.
عروض من روسيا
جاءت هذه التطورات بعد يوم من تقديم موسكو مقترحات للحد من النفوذ العسكري لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن بلاده ترفض فكرة انضمام أوكرانيا إلى الناتو، معتبرا أن هذه الفكرة لا تناسب روسيا إطلاقا وستعارضها.
وتسعى روسيا للحد من النفوذ العسكري للولايات المتحدة والناتو في جوارها من خلال مقترحاتها، وأكدت استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن هذه المقترحات اعتبارًا من يوم السبت.
كما تم تقديم توصيات للتأكيد على أن أيا من الجانبين لا يرى بعضهما البعض كأعداء. وحل جميع النزاعات سلميا وتجنب استخدام القوة ، والالتزام بتجنب خلق بيئة تهديدية للطرف الآخر . وتوسيع الخطوط الساخنة للطوارئ. اتصالات الطوارئ “.
وفقًا لهذه المقترحات، تعهدت روسيا والدول الأعضاء في الناتو بعدم نشر أسلحة وقوات في أي دولة بخلاف تلك الموجودة هناك منذ عام 1997.
وبحسب بيان المتحدث باسم البيت الأبيض، قالت الولايات المتحدة إن ردها على مقترحات روسيا سيكون بالتشاور مع حلفائها، فيما قال مسؤول أمريكي: “روسيا تعلم أن بعض ما ورد في الاقتراحين غير مقبول”.
وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة القضايا الأمنية والمخاوف الاستراتيجية مع روسيا وستتواصل مع موسكو بشأن الخطوات المقبلة.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان. إن بلاده مستعدة للتحدث مع روسيا بشأن مطالبها الأمنية، كما ستعرض مخاوفها الخاصة.
اقرا أيضاً : التوترات في أوجها بينهما .. تعرف على ميزان القوة العسكرية بين روسيا و أوكرانيا
