العالم

مجلس الأمن يتبنى قرار وقف إطلاق النار في غزة لأول مرة، وتجاوب إيجابي واسع وغضب إسرائيلي تجاه الموقف الأمريكي

ردود الفعل الإقليمية المتنوعة على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة: تفاعلات حماس والجزائر ومصر والسعودية وتركيا وتأكيدات على ضرورة التنفيذ الفوري والالتزام بالقانون الدولي

تبنى مجلس الأمن الدولي، للمرة الأولى في تاريخه، قرارًا مهمًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. يأتي هذا القرار بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة. حيث لفت انتباه المجتمع الدولي إلى الحاجة الملحة لوقف العنف وتحقيق الاستقرار.

ويُعتبر تبني هذا القرار خطوة مهمة وتاريخية، حيث لم تستخدم الولايات المتحدة، الداعم التقليدي لإسرائيل. حق النقض (الفيتو) هذه المرة، مما يعكس تغيرًا في المواقف الدولية تجاه الأزمة في غزة.

تضمن القرار المقدم من أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، دعوةً إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وأكد على أهمية توفير المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في القطاع. فضلاً عن إزالة العوائق التي تعيق وصول هذه المساعدات.

وبعد مناقشات مستفيضة، اعتمد المجلس القرار بأغلبية ساحقة، حيث صوت 14 من أعضاء المجلس لصالحه. في حين امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت. يأتي هذا القرار في سياق يشهد تصاعدًا للضغوط الدولية لحل الصراع وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.

ويحمل القرار الرقم 2728 مطالبًا بالالتزام بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان. وتحقيق وقف مستدام وثابت للعنف في المنطقة. كما يشدد القرار على ضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

من جهة أخرى، شهدت الجلسة توترًا بين الدول الأعضاء. حيث فشلت محاولة روسيا في إضافة عبارة “وقف دائم” للإطلاق النار، مما يعكس تباين الآراء والمواقف داخل المجلس.

وفي كلمتها خلال الجلسة، أكدت المندوبة الأمريكية دعم بلادها لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات لسكان غزة. مشيرة إلى أن القرار لم يكن موافقًا على كل عناصره من قبل الأعضاء.

وفي ختام الجلسة. أعرب مندوبو الدول غير الدائمة في مجلس الأمن عن أملهم في تنفيذ القرار الدولي والالتزام بالتخفيف من المعاناة في غزة. في خطوة تأمل أن تفتح الباب أمام جهود جديدة لحل الصراع وتحقيق السلام المستدام في المنطقة.

مجلس الأمن: تبني قرار وقف إطلاق النار في غزة يثير ردود فعل متباينة

ورداً على قرار مجلس الأمن الدولي. أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو ألغى زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن. منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي أوضح أن الامتناع الأميركي عن التصويت على القرار “لا يمثل تحولًا في سياستهم”.

وأكد أنهم “لم يصوتوا لصالح القرار واكتفوا بالامتناع عن التصويت”. مشيرًا إلى أن الصيغة النهائية للقرار لم تتضمن التنديد بحماس. وأشار إلى استمرار التواصل مع الإسرائيليين للتعبير عن آراءهم.

من جهة أخرى، أعرب البيت الأبيض عن خيبة أمله بقرار الحكومة الإسرائيلية بعدم إرسال وفد إلى واشنطن. معتبرًا ذلك “مخيبًا للآمال”.

من ناحية ثالثة، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن ودعت المجلس للضغط على الاحتلال للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي.

وأكدت الحركة على أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يؤدي إلى انسحاب قوات الاحتلال وعودة النازحين. وأعلنت استعدادها للانخراط في عملية لتبادل الأسرى بمشروعية وفعالية.

تفاعلات ردود الفعل على قرار مجلس الأمن بشأن غزة

وفيما يأتي أبرز ردود الفعل على قرار مجلس الأمن:

نتنياهو:

ألغى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن لبحث الهجوم المزمع على رفح جنوبي قطاع غزةر وقال مكتبه في بيان “لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض اليوم ضد النص الجديد الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار دون شرط إطلاق سراح المختطفين”. وأضاف البيان أن هذا “تراجع واضح عن الموقف الأميركي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب”. وهو “ما يعطي حماس الأمل في أن الضغوط الدولية سوف تسمح لها بالحصول على وقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح مختطفينا”.

بن غفير:

قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن قرار مجلس الأمن “يثبت أن الأمم المتحدة معادية للسامية وأمينها العام معاد للسامية ويشجع حماس”. ورأى بن غفير أن عدم استخدام الرئيس الأميركي جو بايدن للفيتو “يثبت أنه لا يضع في مقدمة أولوياته انتصار إسرائيل مقابل اعتبارات سياسية”. داعياً إلى زيادة التصعيد ومواصلة القتال “وبأي ثمن لهزيمة حماس”.

سموتريتش:

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن عدم استخدام واشنطن الفيتو يصب في مصلحة حماس ويضر بجهود إعادة “المختطفين”. داعياً في الوقت نفسه قادة إسرائيل إلى “التعالي على خلافاتهم”.

غالانت:

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن وقف الحرب في قطاع غزة “قد يقرب حربا على الجبهة الشمالية”. ورأى أنه “ليس هناك حق أخلاقي لأحد لوقف الحرب دون تحرير المختطفين”.

تفاعلات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مع قرار مجلس الأمن حول غزة

الولايات المتحدة:

أعربت الولايات المتحدة عن خيبة أملها لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بإلغاء زيارة وفده إلى واشنطن. وقال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن “امتناعنا عن التصويت على قرار مجلس الأمن لا يمثل تحولا في سياستنا”. أضاف أنهم “لم يصوتوا لصالح القرار واكتفوا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس”. وصفت الخارجية الأميركية إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي بأنه “مستغرب ومؤسف”. وامتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن لأنه “لا يدين عملية حماس في السابع من أكتوبر الماضي”.

الاتحاد الأوروبي:

رحب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بقرار مجلس الأمن. مؤكداً أنه يتطلب “تنفيذاً عاجلاً” من قبل الجميع.

الأمم المتحدة:

شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في غزة. قائلاً إن “الإخفاق بتنفيذه سيكون أمراً لا يغتفر”.

ردود الفعل الإقليمية على قرار مجلس الامن بوقف إطلاق النار في غزة

حماس:

رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن ودعت إلى الضغط على الاحتلال لالتزام ووقف الحرب والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني. أكدت الحركة ضرورة وقف دائم لإطلاق النار وعودة النازحين. وأعربت عن استعدادها للانخراط في تبادل الأسرى.

الجزائر:

طالب مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن بتنفيذ قراره وأشاد بارتفاع مستوى المسؤولية في المجلس. أعرب عن تفاؤله بتحقيق آمال الشعب الفلسطيني من خلال هذا القرار.

مصر:

طالبت مصر بتنفيذ سريع لقرار مجلس الأمن. مشيرة إلى أهمية خطوة وقف نزيف الدماء على الرغم من عدم توازن القرار في بعض النقاط.

السعودية:

رحبت السعودية بقرار مجلس الأمن وأكدت على أهمية امتثال الأطراف للقانون الدولي وتوسيع تدفق المساعدات للمدنيين في غزة.

تركيا:

وصفت تركيا قرار مجلس الأمن بأنه خطوة إيجابية وأعربت عن أملها في تنفيذه بسرعة من قبل إسرائيل.

ما رأيك ؟

اقرأ كذلك: من هو المرشح الفلسطيني المحتمل لرئاسة السلطة الفلسطينية وفقاً لصحيفة روسية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات