رسائل شهر شعبان شهر الخير
استعدادات الأمة الإسلامية لشهر رمضان: الصيام في شهبان وأهميته في تعزيز التقوى والتحضير للشهر الفضيل
توافق ليلة النصف من شعبان لهذا العام اليوم السبت 24 فبراير 2024م، بينما نتابع في ذهول ودهشة وخوف وقلق ما يجري لأهلنا وإخواننا في غزة الأبية. يشهدون قتلًا وتجويعًا، وإبادةً وتهجيرًا، وتدميرًا وتشريدًا. هذه جملة من رسائل شهر شعبان التي تدعونا إلى التضامن والتعاون والعمل المستدام لرفع الظلم عن غزة وأهلها.
تحذيرات شهر شعبان: تجنب الغفلة
الرسالة الأولى تأتي بتحذير من الغفلة خلال شهر شعبان. وفي وصف النبي صلى الله عليه وسلم، وصفه بأنه شهر يُغفَل عنه. قال النبي في حديث أسامة بن زيد: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.
شهر شعبان يقع وسط شهرين عظيمين، رجب ورمضان، الأول محرم والثاني مبارك بفضائله الكثيرة. الوسطية قد تكون محل غفلة، كما في الصلاة الوسطى. يحث القرآن على الحرص عليها. الليل أيضًا يُغفَل لأنه وسط بين أوله وآخره.
التحذير من الغفلة يأتي لتأكيد الوسطية وعدم التطرف أو التهاون. الاعتقاد بأن رمضان يكفي للعبادة يمكن أن يحرم المسلم من الاستعداد له في شعبان.
يجب أن لا نُغفَل في شهر شعبان. العبادة في وقت الغفلة لها أجر عظيم، حتى لو مت المسلم قبل رمضان. الاستعداد والتوازن هما المفتاح لاستقبال شهر الصيام بروح مُعَدَّة.
أجر العبادة في وقت الغفلة في شهر شعبان
العبادة في وقت الغفلة تكون أكثر خفاءً، وأعظم أجرًا عند الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة المظلومين: “ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”. وكان السلف يحبون إخفاء أعمالهم. ومنهم من صام أربعين سنة دون أن يعلم أحد.
العبادة في وقت الغفلة تكون أشق على النفوس، وأعظم أجرًا، لأن الطاعة تسهل بكثرة الطائعين وتصعب بكثرة الغافلين. المجاهدة مع قلة التدين وكثرة الغافلين ثوابها أعظم.
المنفرد بالطاعة في وقت الغفلة قد يدفع البلاء عن الناس. قال بعض السلف: “لولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس”.
أجر العبادة في وقت الغفلة يكون أعظم، كحديث دعاء دخول السوق. فكثيرًا ما يُغفل عنه.
رسالة شهر شعبان تحذير من الغفلة، لكي يكون المسلم يقظًا في كل شؤون حياته، بما في ذلك شأن إخواننا في غزة ومعاناتهم.
التحذير من التشاحن والتباغض
ليلة النصف من شهبان تُذكر بحديث يحث على السلامة النفسية. النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”. الذي ذُكر المشرك ليُظهر خطورة التشاحن. تجنب التشاحن يحافظ على وحدة المجتمع ويقرب من الله.
السلامة من التشاحن في هذه الليلة تُسهل قبول الأعمال الصالحة في رمضان. فالطاعات مرتبطة بترك التشاحن والبغضاء. الحديث يشير إلى أن الصلوات لا ترتفع لثلاثة، منهم الأخوان المتشاحنان.
سلامة الصدور في ليلة النصف من شهر شعبان: تحديات الوحدة الإسلامية
تحويل القبلة إلى المسجد الحرام يحمل رسائل هامة. يعكس ارتباطًا عميقًا بين المسلمين والمسجد الأقصى، ويؤكد مسؤوليتهم في حمايته. مؤازرة أهل غزة تُعتبر واجبًا على كل مسلم. تحويل الصحابة للقبلة يعكس سرعة الانقياد لأمر الله، وتوحيد الأمة وتماسكها.
الاستعداد لرمضان
النبي صلى الله عليه وسلم كان يزيد من الصيام في شعبان استعدادًا لرمضان. السلف كانوا يفهمون هذا ويسمون شعبان “شهر القراءة”. كانوا يتخففون من الأعمال ليستعدوا لرمضان. كانوا يعجلون بإخراج الزكاة لئلا ينشغلوا بها عن العبادة في رمضان. التحضير للفرائض يتطلب النوافل لتحقيق التقوى وحضور القلب.
اقرأ كذلك: ليلة النصف من شعبان …أعمالها وفضائلها