لماذا يؤيد أكبر رئيس في إفريقيا الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة؟
دور إسرائيل في توجيه سياسة الرئيس بول بيا وأسباب التأييد الحالي في ظل السياق الأمني والسياسي في الكاميرون

بعد يومين فقط من إطلاق عملية “طوفان الأقصى” والتي شهدتها قطاع غزة، قام رئيس الكاميرون. بول بيا، صاحب أطول فترة حكم في إفريقيا. بإصدار بيان رسمي أعرب فيه عن تعازيه لإسرائيل بعد تعرضها لهجوم من قبل جماعة حماس الفلسطينية الإسلامية المسلحة. في البيان، عبّر بيا عن تعاطفه الكامل مع الخسائر البشرية الكبيرة التي نتجت عن هذا الهجوم.
يثير هذا الدعم الواضح والعلني من رئيس الكاميرون لإسرائيل تساؤلات كثيرة حول الأسباب والمؤشرات التي دفعته إلى ذلك. هل هذا الدعم ناتج عن تحول في السياسة الخارجية للكاميرون؟ أم أنه يعكس علاقة تاريخية طويلة الأمد ترتبط بمصالح داخلية خاصة للكاميرون؟ هذا النص يبحث في هذه التساؤلات ويحاول إلقاء الضوء على الأسباب المحتملة وراء هذا الانحياز الكاميروني لصالح إسرائيل.
التطورات التي أدت إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل والكاميرون في مجال الأمن
في عام 1984، على مقربة من تولي بول بيا منصب الرئاسة في الكاميرون، شهد البلد محاولة انقلاب فاشلة. كانت هذه المحاولة هي السبب الرئيسي وراء تعزيز علاقته بإسرائيل، خصوصًا في مجال الأمن. فبعد هذه المحاولة. بدأ بيا يشك في الوفاء والولاء الكامل لحرسه الرئاسي وبالفعل لاحظ تورط فرنسا، الدولة الاستعمارية السابقة مع بريطانيا. في هذه المحاولة. هذا الشك دفعه إلى تبني استراتيجية أمنية جديدة.
قرر بول بيا تشكيل وحدات حرس خاصة لحمايته، وأسند هذه المهمة لبعض الضباط الإسرائيليين. كان هذا القرار هو السبب الرئيسي وراء استعادة العلاقات مع إسرائيل بعد انقطاعها بعد حرب أكتوبر 1973.
قاد تشكيل هذه القوات كل من مائير ميوهاس، وهو يهودي مصري وعقيد سابق في الجيش الإسرائيلي. وآفي أبراهام سيفان، الذي شغل منصب الملحق العسكري في سفارة إسرائيل لدى الكاميرون. تم تسمية هذه القوات في البداية بقوات التدخل الخفيف ولاحقًا تغير اسمها إلى قوات التدخل السريع. وتضمت حوالي 3000 جندي كونوا كنوع من الجيش الخاص للرئيس. كانت هذه القوات تعمل تحت إمرته الشخصية وليست تحت إشراف أو مراقبة القوات المسلحة العادية بالبلاد.
بدأ بيا يعتمد بشكل كبير على هذه القوات في حمايته الشخصية وفي التعامل مع محاولات الانفصال التي شهدتها منطقة الأنجلوفون في الكاميرون. بالإضافة إلى التصدي لهجمات جماعة “بوكو حرام” من نيجيريا وتشاد. هذا التعاون الوثيق بين بيا وإسرائيل دفعه للإعلان عن ولائه لها في مناسبات عديدة، بالرغم من الضغوط والانتقادات التي تعرض لها من بعض الدول والمنظمات الإفريقية والعربية.
ومن بين هذه اللحظات كانت زيارة رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت، شيمون بيريز، إلى الكاميرون في عام 1986. وعلى الرغم من الضغوط الدولية والانتقادات التي واجهها بيا، قرر استقبال بيريز في العاصمة الكاميرونية. وفي العام التالي، رفض بيا التصويت ضد إسرائيل في قرار منظمة الوحدة الأفريقية الذي انتقد القمع الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، بينما صوت لصالح قرار الأمم المتحدة الذي ألغى قرارًا سابقًا يعتبر الصهيونية عنصرية.
ما الذي يفسر التأييد الحالي لإسرائيل؟
تطرح الأسئلة حول السبب الذي يجعل رئيس الكاميرون، بول بيا، يستمر في دعم إسرائيل حتى اللحظة الحالية. خاصة بعد تاريخ طويل من التعاون بينهما. تلك التساؤلات تتجه نحو فهم الأسباب والمكاسب المحتملة لهذا الدعم.
تبين أن السياق الأمني في الكاميرون هو عامل أساسي يجعل بيا يعتمد على دعم إسرائيل. حيث يواجه التحديات الداخلية مثل حركة الأنجلوفون الراغبة في الاستقلال. والتي أدت سياسة القبضة الأمنية للرئيس إلى تصاعد تلك الحركة. فيما يخص التنوع الثقافي في البلاد. فإن الانقسام بين الجزء الفرنسي والجزء البريطاني يلعب دورًا مهمًا في السياق السياسي والاجتماعي للكاميرون.
توضح الفقرة الثالثة أهمية دور إسرائيل في توفير الدعم الأمني للكاميرون، من خلال تدريب وتجهيز قوات التدخل السريع. هذا الدعم يأتي في سياق الصراع الداخلي في الكاميرون والتحديات الأمنية الخارجية المتمثلة في جماعة “بوكو حرام” وغيرها.
تناقش الفقرة الرابعة الرغبة المستمرة لبيا في الحصول على دعم من الولايات المتحدة والمؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. يُظهر هذا الدعم الدولي أهمية العلاقات مع إسرائيل كوسيلة للضغط على واشنطن لدعم الكاميرون.
تتناول الفقرة الخامسة توجهات بيا نحو الترشح لفترة رئاسية أخرى ورغبته في الحفاظ على استقرار البلاد. ويشير النص إلى أن العلاقات مع إسرائيل قد تكون جزءًا من استراتيجيته للتحكم في الأمور الداخلية والخارجية وضمان الدعم الأميركي.
تشير الفقرة السادسة إلى أن بول بيا يعرف أن الدعم الأميركي والدولي يعتمد على تحفظه في التعامل مع إسرائيل. وهذا يمكن أن يسهم في استمرار الدعم الدولي للكاميرون دون شروط ترتبط بالأوضاع الداخلية أو الأمنية.
اقرأ أيضاً : زيادة في استثمارات اليهود في العقارات في قبرص التركية .. يعيد تذكيرنا بقصة فلسطين؟