تطورت طقوس الحمام التركي على مر القرون. عندما غزا العثمانيون والسلاجقة أي مدينة كانوا حريصين على بناء حمام بجوار المسجد والمدرسة لما له من أهمية في حياتهم.
في حياة الأتراك ، يعد الحمام مكانًا ليس فقط للغسيل والنظافة ، ولكن أيضًا لممارسة الطقوس الاجتماعية والثقافية والراحة والراحة النفسية إنها إحدى المزايا التي تميز أسلوب حياتهم عن الآخرين ولها أصول تاريخية.
تعد تركيا موطنًا للعديد من الحمامات الرومانية والتركية ، والتي انتشرت على نطاق واسع في عهد الإمبراطورية العثمانية. وما زالت موجودة حتى اليوم ، يرتادها المواطنون والسياح والمثقفون. ويحيون فيها المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف في يومها الأربعين. حديثي الولادة والختان وغيرها.
حقيقة كان الحمام التركي مؤسسة ذات طابع اجتماعي عميق الجذور لفترة طويلة. ويفسر وجود الحمام التركي في العديد من البلدان التي حكمتها الإمبراطورية العثمانية.
تطورت طقوس الحمام التركي على مر القرون. عندما غزا العثمانيون والسلاجقة أي مدينة. كانوا حريصين على بناء حمام بجوار المسجد والمدرسة لما له من أهمية في حياتهم.
حمام وطقوس
من هذه الحمامات “Karacabey Hamam” التاريخي على أطراف مدينة أنقرة القديمة . والذي بدأ بناؤه عام 1427 م بأمر من القاضي العسكري في الجيش العثماني جلال الدين كركابك بن عبد الله وافتتح عام 1440 م. ويعتبر تحفة ومن أقدم المعالم التاريخية في أنقرة ، وتسمى المناطق المحيطة به هامامونو.
بني حمام Karaca على طراز العمارة العثمانية ، ويتألف من قباب وأجراس زجاجية. ويتكون من 9 غرف ومطبخ و 3 ساحات مفتوحة ومغلقة. تبلغ مساحتها حوالي ألفي متر مربع ، وتتكون من قسمين للرجال والنساء وتتسع لـ 94 فردًا.
وفقًا للوحة المكتوبة باللغة العثمانية ومترجمة إلى التركية ، تم إحضار الرخام المستخدم في أرضية الحمام من ولايتي ألازيغ وأفيون كاراهيسار ، وقد تم عمل الأقسام الخشبية بتفانٍ كبير ونظام التدفئة بالداخل لا يزال قائماً. وفية للأصل ، توفر عشرات الأنفاق الموجودة أسفل الحمام الماء الساخن. باستخدام حطب خاص يتم حرقه ، و لا تحتاج الأجزاء المضيئة من القباب إلى الكهرباء أثناء النهار.
اقرأ أيضاً : 5 مشروبات عثمانية بفوائد عظيمة لم تفارق قصور السلاطين
الحمام ليس للاستحمام فقط
وقال السيد إرسين وهو يرقد على مقعد مدفأ في الحمام: “أعاني من توتر عضلي وآلام في ظهري وضغط نفسي من العمل والجلوس أمام مكتبي لفترات طويلة. وأتي إلى الحمام للاستحمام والاسترخاء والدردشة مع الناس “.
وأضاف “الحمام ليس للاستحمام فقط. في تقاليدنا الحمام يتكون من 5 مراحل: أولاً التبخير ، ثم فرك الجسم بقطعة قماش حريرية خشنة للتخلص من طبقة الجلد الميت ، وتدليك الجسم. الحمام مفيد للبشرة ويساعد على تقشير الجلد.
وزاد في قوله يستلقي من يأتي إلى الحمام على مقعد دافئ للغاية. حيث أن الجسم يكون مغطى بفقاعة صابون سميكة. لطرد ما تبقى من العرق جنبًا إلى جنب مع السموم المصاحبة وفتح مسام الجلد. حتى تنتهي الطقوس بدش وبعد ذلك يتم دهن الجسم بزيت اللافندر.
فيما قال رئيس الحمام بلاك جابك: “يذهب معظم المتزوجين حديثًا إلى الحمام وأضاف “الحمامات لم تكن صحية فحسب. بل كانت مساحات اجتماعية أيضًا ، لذلك بنى أجدادنا الحمام في وسط المدينة التاريخية”.
وشدد على أهمية الحمامات القديمة في الترويج لقطاع السياحة في تركيا المشهور بمأكولاتها الفريدة وتراثها التاريخي.
تراث شعبي
تبذل البلديات التركية جهودًا كبيرة للحفاظ على ثقافة الحمامات والتراث الشعبي المرتبط بها. حيث افتتحت بلدية غازي عنتاب متحفًا منذ حوالي 3 سنوات من أجل الترويج لثقافة الحمامات. التي أسستها “لالا مصطفى باشا” عام 1557 ، ولاستضافة الزوار والسياح الذين يحنون إلى الماضي.
لالا كارا مصطفى باشا (1500-1580) كان قائدًا عسكريًا عثمانيًا من أصل ألباني. شغل منصب رئيس الأركان لمنطقة مصر عام 1549 وقاد القوات العثمانية في غزو قبرص عام 1570 والقوقاز عام 1578.
يتم عرض أنواع مختلفة من المناشف والقباقيب الخشبية والأمشاط الخشبية والفضية وأنواع الصابون العثماني. وأختام الصابون في المتحف.
المتحف الذي يجذب انتباه السائحين المحليين والأجانب ؛ خاصة أقسام المنحوتات المصنوعة من الشمع والصابون.
يقول المؤرخون إن الأتراك والرومان والبيزنطيين الذين أتوا إلى الأناضول جلبوا معهم تقاليد الحمام. بالإضافة إلى بعض العادات الموجودة في المنطقة ، وهذه التقاليد اجتمعت لتشكل نظامًا فريدًا.
وتمثل الحمامات قيمة ثقافية مهمة في جميع أنحاء تركيا ، حيث تحتل مكانة مهمة في الأدب والأغاني الشعبية.
اقرأ أيضاً : الطربوش العثماني وقصة انتشاره ومنعه
