العالم

لماذا تشن إسرائيل هجماتها على مدينة غزة وما غايتها؟ إجابات من صحيفتين بريطانيتين

غزة بين نيران الحرب وحسابات السياسة: قراءة في دوافع إسرائيل وردود الفعل الدولية

لماذا تهاجم إسرائيل غزة وما أهدافها؟ تحليل من صحيفتين بريطانيتين

بينما تحترق غزة تحت نيران القصف. وترتفع صرخات الاستغاثة من المستشفيات المدمرة ومخيمات النزوح. قررت الحكومة الإسرائيلية فتح فصل جديد من الحرب الأكثر دموية في تاريخ القطاع الفلسطيني.

ولم يعد اجتياح مدينة غزة مجرد تهديد. بل أصبح واقعا بأوامر مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فهو يرى في العملية العسكرية مفتاحا لحسم الصراع مع حركة حماس.

ومن ناحية أخرى يرى مراقبون أن الخطة قد تغلق نهائيا باب الدولة الفلسطينية. كما قد تفتح أبواب حرب طويلة لا تنتهي.

وقد رسمت صحيفتا إندبندنت وتايمز البريطانيتان صورة شاملة لميدان المعركة. وتحدثتا عن دوافع إسرائيل السياسية والعسكرية. كما عرضتا ردود الفعل الإقليمية والدولية.

انطلاق العملية

تشير إندبندنت إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ عمليات تطويق مدينة غزة فعليا. وقد ركز على أحياء الزيتون وجباليا. واعتقد أن حماس ما تزال تحتفظ بقدرات تنظيمية ومخابئ تحت الأرض.

وقد أجبر مئات المدنيين على النزوح داخل المدينة. وأكد شهود أن القصف كان متواصلا طوال الليل.

وفي الوقت نفسه استهدفت غارات إسرائيلية مستشفى الأهلي العربي. وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص. ودفع ذلك آلاف العائلات إلى الفرار من أحياء الزيتون والصبرة والرمال والتفاح.

هذا بينما واصلت كتائب عز الدين القسام تنفيذ عمليات نوعية. فقد نفذت كمائن من أنفاق خان يونس. وانتهت بمواجهات قريبة. كما فجّر أحد مقاتليها نفسه وسط وحدة إسرائيلية.

ويُعد حصار مدينة غزة المرحلة الأولى من خطة أقرها المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي. وتهدف للسيطرة الكاملة على غزة. كما تهدف إلى إجبار سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون على النزوح جنوبا.

ونقلت إندبندنت صورة من داخل إسرائيل. حيث خرج مئات الآلاف في تل أبيب. وطالبوا بإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى. ومن المتوقع أن تزداد الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة.

أما صحيفة تايمز فأكدت أن نتنياهو أمر بتسريع خطة السيطرة. رغم أن التقديرات السابقة أشارت إلى أنها ستستغرق عدة أشهر. وقد بدأ الجيش باستدعاء 60 ألف جندي احتياط. كما مدد الخدمة العسكرية لنحو 20 ألف جندي آخر.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي دمّر معظم مناطق غزة. إلا أن الصحيفة تشير إلى أنه لم يفرض سابقا احتلالا كاملا على مدينة غزة. وهي مدينة يُعتقد أنها ما تزال تضم 20 أسيرا إسرائيليا.

أهداف إسرائيل

وفق صحيفة تايمز فإن إسرائيل لم تخف أهدافها المعلنة. فقد أكدت أنها تريد القضاء على حركة حماس سياسيا وعسكريا. كما تهدف لتحرير الأسرى. وتسعى أيضا إلى تشجيع سكان غزة على المغادرة. ويبدو أن هذا يندرج ضمن خطة أوسع لدفع الفلسطينيين جنوبا أو حتى خارج القطاع.

أما إندبندنت فوضعت الخطوة في إطار مشروع استيطاني أكبر. فبالتوازي مع الحرب أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تنفيذ مشروع “إي 1”.

ويقضي المشروع ببناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة استيطانية بين القدس والمستوطنات. وهذا سيؤدي إلى فصل القدس الشرقية عن الضفة. كما سيقضي على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية.

حصيلة الكارثة الإنسانية

تسجل إندبندنت أن أكثر من 62 ألف فلسطيني قتلوا منذ أكتوبر 2023. بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال. وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 20% من أطفال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد.

كما تعتمد عشرات الآلاف من العائلات على مطابخ خيرية. وهذه المطابخ لا تقدم سوى وجبة واحدة يوميا.

أما تايمز فتشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يسيطر حاليا على نحو 75% من أراضي القطاع. وأن أكثر من 90% من المباني السكنية والزراعية قد دُمرت أو تضررت. وهو ما جعلها غير صالحة للحياة.

وأوردت الصحيفة أن معظم السكان محصورون في “مناطق إنسانية”. وهذه المناطق ليست سوى مخيمات مكتظة بخيام وملاجئ بدائية. كما يواجه السكان خطر مجاعة وشيكة.

ردود الفعل الدولية

أبرزت إندبندنت تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من اليابان. حيث دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار. كما حذر من وقوع كارثة نتيجة اجتياح غزة. وانتقد أيضا قرار إسرائيل بتوسيع المستوطنات.

وبدوره اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن العملية العسكرية قد تُغرق المنطقة في حرب دائمة. كما دعا لإرسال قوة دولية لحفظ السلام إلى غزة.

أما بلجيكا فقد ذهبت أبعد. إذ دعت إسرائيل إلى التراجع عن عمليتها العسكرية المسماة “عربات جدعون 2”. وأكدت أنها لن تجلب سوى المزيد من الموت والدمار.

في المقابل كشفت تايمز أن الولايات المتحدة تدعم العملية بشكل غير معلن. ورغم ذلك بدأت دول غربية طالما عُرفت بقربها من إسرائيل مثل ألمانيا وأستراليا اتخاذ مواقف نقدية.

وقد أدانت ألمانيا التصعيد. كما انضمت أستراليا إلى فرنسا ودول أخرى في الاعتراف بدولة فلسطين. وهو ما يشير إلى تزايد التململ الغربي من سياسات حكومة نتنياهو.

خلاصة القول أن الفجوة تتسع بين واشنطن التي توفر الغطاء لإسرائيل. وبين أوروبا والأمم المتحدة اللتين تحذران من الكارثة. ووسط هذه الحسابات السياسية يبقى مصير غزة وسكانها البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة معلقا بين المدافع والقرارات الدولية.

ولذلك يظل ملف غزة حاضرا بقوة في نتائج البحث على قوقل. ويؤكد الخبراء أن تحسين المحتوى باستخدام السيو (السيو) يساعد في إبراز الحقائق. كما يسهم في رفع وعي القراء بما يحدث.

اقرأ كذالك:ترامب يتوعد إيران: ردّ غير مسبوق من الولايات المتحدة على أي اعتداء إيراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات