كيف زيف جيش الاحتلال فيديو هجوم القسام وادعى انسحاب مقاتليها؟
"الهجوم المركب لكتائب القسام في خان يونس بين فشل الرواية الإسرائيلية وصراع الإعلام والسيو (السيو)"

الهجوم المركب لكتائب القسام في خان يونس وتداعيات الرواية الإسرائيلية
بدت رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي بخصوص الهجوم المركب الذي نفذته كتائب القسام. الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس. جنوب شرقي خان يونس في قطاع غزة. غير مقنعة حتى للداخل الإسرائيلي. فقد تباينت ردود الأفعال بشكل واضح. وأثارت التسجيلات المصورة التي تسربت تساؤلات حول صحة البيانات العسكرية الإسرائيلية.
التشكيك في رواية الجيش الإسرائيلي
أور فيالكوف. وهو شخص يصف نفسه خبيرا في الشؤون الأمنية والعسكرية. نشر عبر قناته على تليغرام ما قال إنه التسجيل الكامل لانسحاب المقاتلين الفلسطينيين بعد الهجوم. وقد اتهم الجيش الإسرائيلي بالتلاعب في المقطع الذي عرضه للجمهور.
عند مقارنة التسجيلين ظهر الفارق بوضوح. حيث لم تتجاوز مدة تسجيل جيش الاحتلال 23 ثانية. بينما بلغ طول التسجيل الذي نشره فيالكوف أكثر من دقيقة ونصف. وهذا التناقض أثار شكوك المراقبين. خصوصا أن الجيش الإسرائيلي تعمد إخفاء أجزاء أساسية من المشهد.
تفاصيل الفيديو المسرب
لم يقتصر فيالكوف على نشر التسجيل فقط. بل شكك أيضا في الرواية الإسرائيلية. حيث أشار المتحدث باسم الجيش أثناء العرض إلى أن مسلحا واحدا اقترب من فتحة نفق. وتم استهدافه. لكن الفيديو الكامل أظهر صورة مختلفة تماما.
التسجيل الذي نشره فيالكوف أظهر عناصر القسام وهم ينسحبون بهدوء. دون أي حالة ارتباك. ظهر ثمانية مقاتلين يسيرون بخفة نحو النفق. حاملين أسلحتهم. ثم عادوا إلى الفتحة بطريقة منظمة. وهذا التناقض عزز من فقدان الثقة بالرواية الإسرائيلية.
محاولة الجيش تبرير الموقف
جيش الاحتلال نشر مقطعا قصيرا. قال إنه يوثق عملية التصدي للهجوم. وزعم أن قواته تمكنت من تصفية عدد من المهاجمين. وملاحقة البقية إلى النفق وتصفية بعضهم هناك. لكن هذه الرواية لم تصمد طويلا. خاصة بعد انتشار الفيديو الأطول الذي نسف ادعاءاته.
بعد مرور 24 ساعة فقط على العملية. قدم الجيش الإسرائيلي تحقيقا رسميا. أكد فيه أن طريقة تنفيذ الهجوم تشبه إلى حد كبير عملية السابع من أكتوبر 2023. التي أطلق عليها الفلسطينيون اسم طوفان الأقصى.
نتائج التحقيق الإسرائيلي
كشف التحقيق أن المجموعة المنفذة ضمت 15 مقاتلا. وانقسمت إلى عدة خلايا. تولت المجموعة الأولى مهمة تعطيل كاميرات المراقبة. بالإضافة إلى أبراج الحراسة. ونجحت في إخراجها عن الخدمة. مما مهد الطريق أمام باقي المقاتلين للتوغل داخل الموقع.
تمكنت خلية أخرى من الدخول إلى مبنى عسكري يستخدمه نائب قائد السرية. وكان يتحصن داخله عدد من الجنود. وقد تمت عملية التسلل دون أن يكتشفهم أحد. وبعدها بدأ المهاجمون إطلاق النار. كما ألقوا قنابل يدوية. مما أدى إلى اشتباك مباشر مع الجنود. ورغم حدة الاشتباكات تمكن بعض المقاتلين من الانسحاب دون إصابة.
بيان كتائب القسام
في بيان رسمي نشر عبر تليغرام. أكدت كتائب القسام أنها تمكنت صباح الأربعاء من تنفيذ عملية نوعية ضد موقع مستحدث للعدو جنوب شرقي خان يونس. وذكرت أن العملية نفذتها قوة مشاة كاملة. مدربة ومجهزة بكافة الأسلحة اللازمة.
استهدف مقاتلو القسام الموقع العسكري. إضافة إلى عدد من دبابات ميركافا 4. مستخدمين عبوات الشواظ. وكذلك عبوات العمل الفدائي. كما أطلقوا قذائف الياسين 105 على الآليات. واستهدفوا منازل كان يتحصن داخلها جنود الاحتلال. مستخدمين ست قذائف مضادة للتحصينات والأفراد. مع نيران الرشاشات الثقيلة.
تفاصيل الاشتباك داخل المنازل
أوضحت كتائب القسام أن عددا من المقاتلين اقتحموا المنازل. واشتبكوا مع جنود الاحتلال من مسافة صفر. باستخدام الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية. كما تمكن أحد القناصة من إصابة قائد دبابة ميركافا 4 إصابة قاتلة. وهو إنجاز عسكري مهم.
وفور وصول قوة إنقاذ إسرائيلية إلى المكان. فجر استشهادي فلسطيني نفسه في الجنود. موقعا فيهم قتلى وجرحى. واستمر الهجوم لساعات طويلة. تمكن خلالها مقاتلو القسام من رصد هبوط مروحيات عسكرية إسرائيلية لإجلاء المصابين. مما دل على حجم الخسائر التي تكبدها الجيش.
أثر العملية على الداخل الإسرائيلي
أحدثت هذه العملية صدمة داخل المجتمع الإسرائيلي. خاصة أنها جاءت بعد أشهر من طوفان الأقصى. وأظهرت هشاشة المنظومة الأمنية في التعامل مع هجمات المقاومة. وقد بدا واضحا أن الجيش يحاول جاهدا إقناع جمهوره الداخلي بأن الموقف تحت السيطرة. إلا أن الحقائق الميدانية كشفت العكس.
كما أثارت التسريبات المصورة جدلا واسعا في الإعلام العبري. حيث تحدث محللون عن خطورة فقدان ثقة الجمهور بالبيانات العسكرية. وأكدوا أن الفيديو المسرب شكل ضربة قوية لصورة الجيش. الذي يحاول دوما إظهار نفسه كقوة لا تُقهر.
المعركة الإعلامية والرواية المضادة
لا تقتصر هذه المواجهة على الميدان فقط. بل تمتد أيضا إلى الإعلام. حيث يسعى كل طرف لفرض روايته الخاصة. فيالكوف أظهر من خلال الفيديو أن القسام تمكن من الانسحاب المنظم. بينما حاول الجيش إقناع العالم بأن المقاتلين تمت تصفيتهم.
هنا تبرز أهمية الإعلام المقاوم في كشف الحقائق. إضافة إلى دور منصات التواصل في كسر الرواية الرسمية. وتبرز أيضا ضرورة استخدام السيو (السيو) في نشر الأخبار. حتى تصل إلى أكبر عدد من القراء. وتتصدر نتائج البحث على قوقل. مما يعزز حضور الرواية الفلسطينية عالميا.
الدلالات الاستراتيجية للهجوم
العملية أكدت قدرة كتائب القسام على التخطيط والتنفيذ المتقن. رغم الظروف الصعبة في قطاع غزة. كما أنها أظهرت مرونة المقاتلين في التكيف مع الميدان. وتنفيذ هجوم معقد يشمل اقتحام مبانٍ محصنة. إضافة إلى استهداف دبابات متطورة.
كما عكست العملية عجز الجيش الإسرائيلي عن منع هجمات نوعية. رغم امتلاكه تكنولوجيا متقدمة. وهو ما يطرح تساؤلات حول قدرة إسرائيل على خوض معارك طويلة الأمد. في ظل خسائر بشرية ومادية متكررة.
تكشف هذه العملية عن مفارقة كبرى بين الواقع الميداني والرواية الرسمية الإسرائيلية. كما أنها أبرزت الدور المحوري للإعلام في تشكيل الوعي. وأكدت أن استخدام السيو (السيو) أصبح وسيلة أساسية لنشر الحقائق. وضمان وصولها إلى الرأي العام العالمي عبر نتائج البحث على قوقل.
بهذا الشكل يتضح أن المواجهة ليست عسكرية فقط. بل هي مواجهة شاملة. تمتد من ساحة القتال إلى الفضاء الرقمي والإعلامي. حيث يسعى كل طرف لتثبيت روايته. بينما تبقى الوقائع على الأرض شاهدة على قوة المقاومة.
اقرأ كذالك:ترامب يسلم بوتين رسالة من ميلانيا خلال قمة ألاسكا: أبعاد خفية ورسائل سلام