استكشف أكبر 10 دول في إنتاج واستهلاك الشاي، من ضمنها دولتان عربيتان
رحلة الشاي عبر التاريخ: اكتشاف أوراق الشاي الأقدم وأهميتها الثقافية والاقتصادية في تراث الصين والعالم
يعتبر الشاي اليوم أكثر من مجرد مشروب يُقدَّم على موائدنا اليومية. إنه رمز للتراث والثقافة في عدة دول حول العالم. بالفعل، يشير تقرير موقع “ستاتيستا”، المعني بالإحصاءات. إلى أن صناعة الشاى قد شهدت تطورًا ملحوظًا على مدى السنوات الأخيرة، مع تصاعد الإنتاج والاستهلاك في عدد من الدول البارزة.
تقدم هذه الورقة البحثية نظرة شاملة عن الدول الرائدة في إنتاج واستهلاك الشاى . وتسلط الضوء على التطورات الأخيرة في هذه الصناعة المهمة.
بدايةً، يجب التنويه إلى أن الصين تحتل موقعًا مرموقًا كأكبر منتج للشاي عالميًا. حيث تعود أصول زراعتها لآلاف السنين. كما تتميز الهند بمكانة بارزة أيضًا. وتعتبر واحدة من الدول الرائدة في إنتاج الشاي بأصنافه المتعددة.
من ناحية أخرى، تستحوذ اليابان على اهتمام خاص بفضل تاريخها الطويل في زراعة الشاى وتقاليدها الفريدة في تحضيره. ولا يمكن تجاهل سريلانكا. التي تشتهر بشاي “سيلون” الذي يُعَدُّ من أفضل أصناف الشاى عالميًا.
وعلى الرغم من تقليل الإنتاج في بعض الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية. فإن استهلاك الشاي يظل مستمرًا بشكل قوي، خاصةً في بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد القطاع حاليًا تغييرات جذرية في توزيعات الأسواق والاتجاهات الاستهلاكية. مع تزايد الطلب على شاي الأعشاب والشاى الأخضر والشاى العضوي.
ترتيب الدول الرائدة في إنتاج الشاي عالميًا وتوقعات السوق للمستقبل
في عام 2022، جاء ترتيب أكبر الدول إنتاجًا للشاي بالطن المتري كما يلي:
– الصين: 3.2 ملايين طن متري.
– الهند: 1.4 مليون طن متري.
– كينيا: 535 ألف طن متري.
– سريلانكا: 251.5 ألف طن متري.
– دول أخرى: 1.1 مليون طن متري.
وتشير دراسة أعدتها “ماكسمايز ماركت ريسيرش” إلى أن قيمة سوق الشاى العالمي وصلت إلى 66.82 مليار دولار عام 2022، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 104.52 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي يبلغ 6.6% خلال تلك الفترة.
وفي السياق نفسه، نشر موقع “ياهو فاينانس” الأميركي. المتخصص في التغطية الاقتصادية، قائمة بأكبر الدول إنتاجًا للشاي استنادًا إلى بيانات منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة لعام 2021.
ترتيب الدول الرائدة في إنتاج أوراق الشاى عالميًا
قدمت قائمة الدول الأكثر إنتاجا لأوراق الشاى بشكل تنازلي على النحو التالي:
– الصين (13.76 مليون طن)
– الهند (5.48 ملايين طن)
– كينيا (2.33 مليون طن)
– تركيا (1.45 مليون طن)
– سريلانكا (1.30 مليون طن)
– فيتنام (1.1 مليون طن)
– إندونيسيا (563 ألف طن)
– بنغلاديش (339 ألف طن)
– أوغندا (320 ألفا و737 طنا)
– الأرجنتين (288 ألفا و339 طنا)
يُظهر هذا التصنيف الوضع الحالي لصناعة إنتاج أوراق الشاى على المستوى العالمي. حيث تتصدر الصين القائمة بأكبر إنتاج تليها الهند وكينيا.
من ناحية أخرى، يُعد الشاي جزءًا أساسيًا من الثقافات المتنوعة حول العالم. حيث يتم استهلاكه بأشكال مختلفة ويعتبر مشروبًا مفضلًا لدى العديد من الشعوب. يُظهر ذلك الطلب المتزايد على أوراق الشاي والتحولات في الصناعة لتلبية احتياجات السوق العالمية المتغيرة.
من المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات في السنوات القادمة. مع تطور تقنيات زراعة وإنتاج الشاى وزيادة الاهتمام بجودته ومتانته.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس ازدياد الإنتاج في عدد من الدول النامية والناشئة تطورات اقتصادية وزراعية إيجابية تعزز دورها في سوق الشاي العالمي وتعزز مكانتها كمنتج ومصدر لهذا المشروب الشهير.
قائمة الدول الأكثر تصديرًا للشاي عام 2021
وفقًا لموقع “ياهو فاينانس”. جاءت قائمة أكثر دول العالم تصديرًا للشاي عام 2021 على النحو التالي:
– الصين (2.2 مليار دولار)
– سريلانكا (1.3 مليار دولار)
– كينيا (1.1 مليار دولار)
– الهند (686 مليون دولار)
– الإمارات (338 مليون دولار)
– بولندا (262 مليون دولار)
– ألمانيا (242 مليون دولار)
– فيتنام (204 ملايين دولار)
– اليابان (189 مليون دولار)
– بريطانيا (135 مليون دولار)
تظهر هذه القائمة التنوع في دول تصدير الشاى حول العالم، مع تقديم الصين كأكبر مصدر للشاي عالميًا. تليها سريلانكا وكينيا. يعكس هذا الواقع الطلب العالمي المستمر على منتجات الشاى والتنافسية بين الدول المنتجة والمصدرة في هذا القطاع.
قائمة أكثر الدول استهلاكًا للشاي في العالم وفقًا لحصة كل فرد
وفي عام 2022، نشر الموقع الأميركي قائمة بأكثر دول العالم استهلاكًا للشاي استنادًا إلى حصة كل فرد. حيث تباينت الأرقام بشكل مثير للاهتمام:
– تركيا: 6.94 أرطال (3.15 كغم).
– أيرلندا: 4.82 أرطال (2.19 كغم)
– بريطانيا: 4.27 أرطال (1.94 كغم)
– باكستان: 3.30 أرطال (1.5 كغم)
– إيران: 3.30 أرطال (1.5 كغم)
– روسيا: 3.04 أرطال (1.4 كغم)
– المغرب: 2.69 رطل (1.22 كغم)
– نيوزيلندا: 2.62 رطل (1.19 كغم)
– تشيلي: 2.62 رطل (1.19 كغم)
– مصر: 2.22 رطل (1.01 كغم)
تعكس هذه الأرقام الاختلافات الثقافية والاقتصادية في استهلاك الشاى حول العالم. حيث يظهر تركيا كأكبر مستهلك للشاي لكل فرد، يليها أيرلندا وبريطانيا. من الجدير بالذكر أن استهلاك الشاى يعكس تاريخًا وثقافة البلدان. وتأثر بتقاليدها وعاداتها اليومية.
قائمة الدول العربية الأكثر استهلاكًا للشاي ووزن حصتها لكل فرد
في إطار التقرير ذاته، يُسلط الضوء على الدول العربية الأربع الأكثر استهلاكًا للشاي وفقًا لحصتها لكل فرد. وتتضمن:
– المغرب: 2.69 رطل (1.22 كغم)
– مصر: 2.22 رطل (1.01 كغم)
– السعودية: 1.98 رطل (0.90 كغم)
– الإمارات: 1.59 رطل (0.72 كغم)
تعتبر هذه الأرقام تعبيرًا عن الثقافة والعادات في تناول الشاى في الدول العربية. حيث يحتل الشاى مكانة مهمة في حياة الناس ويُعتبر جزءًا من التقاليد الاجتماعية والاحتفالات.
يُظهر هذا التصنيف الوضع الحالي لاستهلاك الشاى في العالم العربي. مع تفاوت في كمية الاستهلاك من دولة لأخرى ويعكس ذلك التنوع والتفاعلات الثقافية بين الشعوب العربية المختلفة.
الأسرار الجينية لنكهات الشاى : كشف الستار عن أسرار نبات الشاي
في عام 2017، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن تطورات مهمة في دراسات الجينات المتعلقة بنبات الشاى الشهير “كاميليا سينينسيس”. وتشير الدراسات إلى أن هذه الجينات تلعب دورًا حاسمًا في إضفاء النكهات الفريدة على مختلف أنواع الشاى . بما في ذلك الشاى الأسود والأخضر.
وتعليقًا على هذا الاكتشاف، قال قائد الفريق البحثي خبير الجينات ليزهي جاو من “معهد كونمينغ للنباتات” الصيني. إن الأبحاث أظهرت أهمية الجينات في تحديد نكهات الشاى . مشيرًا إلى أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة هامة نحو فهم أعمق للعناصر الكيميائية التي تمنح الشاى طعمه الفريد.
وأشار التقرير إلى أن الشاى يحتوي على مستويات مرتفعة من العناصر الكيميائية مثل الفلافونويد والكافيين، والتي تعزز تنوع النكهات وتمنح المشروب طعمًا مميزًا ومتنوعًا.
هذا الاكتشاف يعزز فهمنا لعالم الشاى ويفتح أبوابًا جديدة للبحث والابتكار في مجال تحسين وتطوير نكهات هذا المشروب الذي يحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم.
تعرف على الأنواع الستة الرئيسية للشاي وخصائصها المميزة
وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، تتواجد ستة أنواع رئيسية من الشاى التي تتم إنتاجها من نبات “كاميليا سينينسيس”. هذه الأنواع تتضمن الشاي الأبيض والأصفر والأخضر والأولونج والأسود وشاي ما بعد التخمر. وكل نوع يتمتع برائحة ومذاق وشكل مميز يعكس تنوع مكوناته الكيميائية المختلفة.
الشاى الأبيض يُعرف بنعومته وخفته مع نكهات عشبية. بينما الشاى الأصفر يتميز بطعمه الناعم والمنعش. أما الشاى الأخضر، فيتميز بنكهة طازجة وخفيفة تناسب الذواقة الذين يفضلون النكهات الخضراء. الشاي الأولونج يعتبر نوعًا متوسطًا بين الشاي الأخضر والشاي الأسود. بينما يتمتع الشاى الأسود بقوة ونكهة عميقة ولون داكن. أما شاي ما بعد التخمر فيتميز بنكهاته المميزة الناتجة عن عملية التخمير.
تتنوع خصائص كل نوع من الشاي بناءً على درجة التخمير والمعالجة التي يخضع لها. مما يجعل تجربة شرب الشاى تجربة ممتعة ومثيرة للحواس لمحبي هذا المشروب الرائع.
رحلة الشاي عبر التاريخ: اكتشاف أقدم أوراق الشاى وتأريخها
بحسب الموقع الرسمي لموسوعة “غينيس”، تم اكتشاف أقدم أوراق شاي تعود إلى ما قبل 2100 عام. وهو اكتشاف ثمين يسلط الضوء على تاريخ هذا المشروب العريق.
وفي تفاصيل الاكتشاف، يرجع الفضل لـ “معهد مقاطعة شنشي للآثار” الذي قام بحفر ضريح يانغ لينغ بين 1998 و2005. يُعتقد أن هذه الأوراق القديمة تنحدر من عصر أسرة هان الغربية. التي سادت الصين منذ العام 207 قبل الميلاد وحتى العام التاسع الميلادي.
وعلى الرغم من هذا الاكتشاف المهم. ذكرت تقارير لاحقة صينية عن اكتشاف أوراق شاي أقدم من تلك المسجلة في موسوعة “غينيس”. مما يجسد تاريخ الشاي العريق وأهميته كجزء من التراث الثقافي والاقتصادي للصين والعالم بأسره.
هذه الرواية تجعلنا ندرك قيمة الشاى كرمز للتاريخ والتقاليد. وتسلط الضوء على الجهود المستمرة لفهم تاريخ هذا المشروب الرائع الذي يمتد لآلاف السنين.
اقرأ كذلك: اكتشف أكبر 10 منتجين التمر في العالم، مع دول عربية تتصدر القائمة