سوريا تدشن بئر غاز جديدة في ريف حمص لدعم قطاع الطاقة
افتتح وزير النفط السوري غياث دياب يوم الخميس بئر الغاز الجديدة “تياس 5”، الواقعة في ريف حمص وسط البلاد. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للبئر حوالي 130 ألف متر مكعب يوميًا. ويأتي هذا المشروع ضمن جهود الحكومة لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي، وتحقيق استقرار إمدادات الطاقة في سوريا.
ربط البئر بشبكة الغاز الوطنية
أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن بئر “تياس 5” أصبحت جزءًا من الشبكة الغازية الوطنية. ويهدف هذا الربط إلى دعم محطات توليد الكهرباء، مما يساهم في تحسين خدمة الطاقة للمواطنين. كما أكدت الشركة السورية للنفط أن تشغيل البئر سيعزز استقرار القطاع الطاقي، وسيؤدي إلى تقليل الفجوة بين الطلب والعرض على الطاقة في البلاد.
دور بئر الغاز في تعزيز أمن الطاقة
تحرص الحكومة السورية على توفير إمدادات طاقة مستقرة لضمان استمرار الخدمات الأساسية والتنمية الاقتصادية. ويساهم تشغيل البئر الجديدة في تخفيف الضغوط على الشبكة الوطنية، لا سيما في ظل ارتفاع الطلب على الكهرباء. ويعتبر الغاز الطبيعي أحد المصادر الأساسية لتشغيل محطات التوليد، مما يجعل هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
احتياطيات الغاز في سوريا ودورها الاقتصادي
بحسب إحصائيات عام 2015، قدرت احتياطيات الغاز المؤكدة في سوريا بنحو 8.5 تريليون قدم مكعب. ويمثل الغاز الطبيعي 58% من إجمالي الإنتاج، حيث يتم استخراجه من حقول الغاز غير المصاحب للنفط. أما الغاز المصاحب للنفط، فيشكل 28% من إجمالي الإنتاج، ويتركز بشكل أساسي في شرق الفرات.
قبل عام 2011، كان قطاع النفط والغاز يمثل جزءًا كبيرًا من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا. فقد بلغت مساهمته 20% من الاقتصاد، كما شكّل نصف الصادرات السورية وأكثر من 50% من إيرادات الدولة. لكن بسبب الأوضاع الأمنية، تراجع الإنتاج بشكل حاد خلال السنوات الماضية.
تراجع إنتاج النفط وتأثيره على الاقتصاد
في عام 2010، كانت سوريا تنتج حوالي 390 ألف برميل من النفط يوميًا. لكن الإنتاج شهد انخفاضًا كبيرًا بسبب الأزمات التي مرت بها البلاد، ليصل إلى 40 ألف برميل يوميًا فقط بحلول عام 2023. ورغم هذا التراجع، تسعى الحكومة إلى إعادة تنشيط قطاع الطاقة عبر تطوير الحقول الغازية وزيادة الاستثمارات في هذا المجال.
المناطق الرئيسية لإنتاج الغاز في سوريا
يتركز إنتاج الغاز السوري في عدة مناطق رئيسية، أبرزها الحقول الممتدة من تدمر وسط البلاد وحتى ريف حمص، حيث تم افتتاح بئر “تياس 5”. كما تتواجد بعض الحقول الأخرى في شمال شرق سوريا، وخاصة في محافظة الحسكة. أما الحقول النفطية، فتنتشر بشكل أساسي على طول نهر الفرات حتى الحدود العراقية، وخاصة في محافظة دير الزور.
خطط مستقبلية لتعزيز الإنتاج
تعمل الحكومة السورية على زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، من خلال تطوير الحقول الحالية وحفر آبار جديدة. كما تخطط لتعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقة البديلة، بهدف تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية. ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في تحسين الأمن الطاقي، وتقليل انقطاعات الكهرباء في مختلف المحافظات.
أهمية مشروع بئر الغاز الجديدة
يُعد تشغيل بئر “تياس 5” خطوة مهمة في إطار الجهود المبذولة لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي. فمن خلال زيادة الإنتاج المحلي، تسعى الحكومة إلى تقليل الحاجة للاستيراد، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة. كما يساهم هذا المشروع في تحسين كفاءة تشغيل محطات توليد الكهرباء، مما سينعكس إيجابًا على حياة المواطنين.
يشكل افتتاح بئر الغاز تياس 5 في ريف حمص خطوة استراتيجية نحو تعزيز قطاع الطاقة في سوريا. ورغم التحديات التي تواجه هذا القطاع، إلا أن الحكومة تسعى إلى توسيع الاستثمارات، وزيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي. ومع استمرار هذه الجهود، يمكن أن يتحسن الوضع الطاقي في البلاد، مما يدعم عملية إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية في المستقبل.
اقرأ كذلك: كيفية استبدال دولة لعملتها ولماذا؟