تصاعد المعارك في غزة مع إصدار إنذارات لإخلاء أحياء سكنية في مناطق وسط وجنوب القطاع
مقاتلو الفصائل الفلسطينية وجنود الجيش يخوضون معارك ضارية في مناطق التوغل. تشهد هذه المواجهات تصاعداً عنيفاً حيث يتبادل الجانبان النيران ويبذلون قصارى جهدهم في الدفاع عن مواقعهم ومطاردة الأعداء. الوضع يبدو متوترًا للغاية مع تزايد حدة التصاعد، ويعمل الجميع بجد للحفاظ على سيطرتهم وتحقيق أهدافهم في هذه المعارك الصعبة.
شهد قطاع غزة تطورات ملحوظة في الأوضاع الميدانية العسكرية حيث اشتدت المعارك في محاور التوغل الإسرائيلي. مقاتلو الفصائل الفلسطينية يواجهون قوات الجيش الإسرائيلي في مناطق شرق مدينة غزة ووسطها وجنوبها.وتتصاعد حدة الاشتباكات بين الطرفين.
وفي تطور آخر، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات بإخلاء أحياء سكنية مكتظة بالسكان في مخيم النصيرات ومدينة خان يونس. وذلك استعدادًا لاستخدامها كساحات قتالية. يسعى الجيش منذ عدة أسابيع للسيطرة على مدينة خان يونس بزعم أنها تعد معقلًا لقيادة حركة “حماس”.ورغم محاولاته المتواصلة، إلا أن المعارك العنيفة تعيق تقدمه.
بجانب ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته العنيفة على مناطق وأحياء سكنية متفرقة في قطاع غزة.ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا والجرحى بين الفلسطينيين.
في إشارة إلى الجانب الفلسطيني. أعلنت فصائل فلسطينية مسلحة مثل كتائب “القسام” و”سرايا القدس” عن نفذها لعمليات عسكرية ضد قوات الجيش الإسرائيلي. مما أسفر عن سقوط عدد من الجنود قتلى وجرحى.
وفي السياق نفسه، أفادت معطيات الجيش الإسرائيلي بإصابة 25 جنديًا وضابطًا خلال الـ 24 ساعة السابقة. منهم 8 في المعارك البرية في قطاع غزة. مما يرفع إجمالي عدد الجنود والضباط الجرحى منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي إلى 2290. وبلغ عدد القتلى نحو 509 حسب المصادر.
التصاعد العنيف في المناطق الشمالية: معارك مستمرة بين الجيش والفصائل
على الرغم من سحب الجيش الإسرائيلي لعدد من الأولويات القتالية في المناطق الشمالية مؤخرًا. إلا أن منطقة الشمال لا تزال مسرحًا لمعارك عنيفة تجمع بين الجيش ومقاتلي الفصائل الفلسطينية.
بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من أحياء سكنية في مدينة غزة والمناطق الشمالية. تمركز بشكل متقلب في الأطراف الشرقية من تلك المناطق ويتصاعد القتال هناك، وفقًا لمصادر محلية.
أحياء مثل الدرج والتفاح والشعف في الجزء الشرقي، بالإضافة إلى بلدة جباليا ومخيمها في الشمال. تشهد اشتباكات عنيفة بحسب مصادر محلية.
وتشير تلك المصادر إلى أن الجيش يتوغل في بعض الأحياء لفترة قصيرة، ينفذ عملياته العسكرية ويشتبك مع المقاتلين. ثم ينسحب مرة أخرى نحو الأطراف.
في المناطق الشرقية لمدينة غزة. أعلنت كتائب “القسام” في بيانها استهداف مقرات وتجمعات جنود الاحتلال شرق جبل الريس في حي التفاح بقذائف هاون. وأسقطت طائرة استطلاع صهيونية من نوع هيرمز 900 بصاروخ مضاد للطائرات. وقصفت تجمعًا للآليات والجنود بقذائف الهاون شرق حيي التفاح والدرج.
أما في شمال القطاع، فقد أفادت “سرايا القدس” في بيانها بأن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة مع جنود وآليات العدو في محاور التقدم شمال القطاع.
تصاعد الصراع والقصف في وسط قطاع غزة
منذ عدة أسابيع، تشتد المعارك في وسط قطاع غزة، حيث تسعى القوات الإسرائيلية لاقتحام هذه المناطق التي تعتبرها أهدافًا حيوية. يتزامن ذلك مع استمرار القصف الجوي والمدفعي المتواصل من قبل الجيش الإسرائيلي.
تواصل الجيش محاولاته للتقدم داخل مخيم البريج. لكنه يواجه مقاومة شديدة مما يتسبب في خسائر بين صفوفه ويضطره للانسحاب من بعض المناطق.
عمليات التوغل في مخيم البريج أدت إلى حصار عدد من المدارس التي كانت تستضيف النازحين بعد تعرضها للقصف والدمار. مما أدى إلى احتجاز بعض النازحين.
وفي الغرب من مخيم البريج، تعرض مخيم النصيرات لقصف عنيف كذلك واشتعال حزام ناري. كما أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء سكان 7 أحياء داخل هذا المخيم، ووصفها بأنها “منطقة قتال خطيرة” في منشوراته.
مراقبون أمنيون يتوقعون أن يحاول الجيش الإسرائيلي اقتحام مخيم النصيرات بهدف فرض سيطرته على المنطقة الوسطى.
في بيان لسرايا القدس، أكدوا على نجاحهم في قنص جنديين إسرائيليين في محور التقدم شمال مخيم البريج، مما أسفر عن مقتل أحدهما وإصابة الآخر.
المعارك المستمرة في جنوب قطاع غزة
في جنوب قطاع غزة، تواصل القوات الإسرائيلية محاولاتها للسيطرة على مدينة خان يونس، التي يعتبرها الجيش معقلًا لقيادة حركة “حماس”.
وعلى الرغم من هذه المحاولات، إلا أنها تواجه مقاومة شديدة من قبل مقاتلي الفصائل الفلسطينية، مما يعرقل تقدمها وتمركزها داخل المدينة.
قد طالب الجيش سكان 11 حيًا سكنيًا في المدينة بالإخلاء من خلال منشورات ألقاها على تلك الأحياء، حيث سبق وأن حذر بعضها من الإخلاء بسبب تصنيفها كـ”مناطق قتال” وفقًا لتصنيفاته.
وأعلنت كتائب “القسام” في بيانات منفصلة أن مقاتليها استهدفوا دبابة وجرافة إسرائيلية وقاموا بتفجير عبوتين في قوة إسرائيلية راجلة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
من ناحية أخرى، أكدت “سرايا القدس” أن مقاتليها دمروا دبابة إسرائيلية واستهدفوا دبابة أخرى في مناطق شمال شرق خان يونس، بالإضافة إلى قصف حشود عسكرية إسرائيلية بقذائف هاون.
منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، سقط عدد كبير من الضحايا والجرحى، وشهدت غزة دمارًا هائلاً في البنية التحتية وواجهت كارثة إنسانية خطيرة وفقًا للإحصائيات المحلية وتقارير الأمم المتحدة.
اقرأ كذلك : الأسباب التي دفعت الاحتلال لسحب 5 ألوية من غزة تُكشَف!