مدونات

تأويلات مضللة وخمس حقائق حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

على مدى العقدين الماضيين، لم يكن لدى الإسرائيليين اهتمام كبير بالعمليات التي يقوم بها الفلسطينيون. حتى حدث هجوم “طوفان الأقصى” الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. هذا ما تبينه مقال نشره موقع مجلة “وورلد بوليتيكس ريفيو” الإلكتروني. بقلم أمير أسمر، محلل شؤون الشرق الأوسط البارز ومسؤول تنفيذي سابق في وزارة الدفاع الأمريكية.

وفي هذا المقال، يؤكد أسمر على أن الإسرائيليين، في ظل غياب تهديد حقيقي. تجاهلوا جهود التفاوض من أجل حل الصراع مع الفلسطينيين، وبدلًا من ذلك. رفعوا شعار عدم وجود شريك فلسطيني للسلام، وتبنى هذا الرأي بعض الأصوات في اليمين المتطرف.

ومع مرور الزمن، تبين أن هذه الآفاق كانت أوهامًا، وأنه لا يمكن تجاهل وجود شريك فلسطيني في عملية السلام. الهجوم الأخير لحماس أظهر ذلك بوضوح. وكانت الأشهر الثلاثة الماضية تذكيرًا مؤلمًا بأن الحقائق لا تختفي ببساطة عن طريق تجاهلها.

قرن من الصراع: جذور وتطورات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

تعود ذروة العنف بين الفلسطينيين والمهاجرين اليهود الذين أصبحوا فيما بعد إسرائيليين إلى مرور قرن من الزمان. بدأت هذه الصراعات بعد أن وضعت العصبة الأممية فلسطين تحت الانتداب البريطاني في عام 1920، حيث بدأت السلطات في الترويج لفكرة أن الأراضي الفلسطينية هي وطن قومي لليهود. هذه السياسة سمحت بواسطة الهجرة اليهودية دون قيود كبيرة، بغض النظر عن تأثيرها على السكان العرب الذين كانوا يعيشون هناك بالفعل.

نتج عن هذه السياسة اختلالات اقتصادية واجتماعية في الحياة الفلسطينية، مما أدى إلى نشوء نزعة قومية فلسطينية. شارك العلمانيون والإسلاميون معًا في معارضة الصهيونية والسعي إلى تحقيق دولة فلسطينية مستقلة.

منذ ذلك الحين، استمر الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي حتى يومنا هذا ومن المتوقع أن يستمر في المستقبل في غياب عملية سلام تسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالتعايش سويًا، سواء كانوا جنبًا إلى جنب أو معزولين عن بعضهم البعض.

الإسرائيليون: بين الاعتقاد والواقع في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

لفترات طويلة، كان الإسرائيليون يعيشون في اعتقاد بأن الفلسطينيين قد تقبلوا بمنحة الأرض التي خصصت لهم. ولكن الحقيقة هي أنه مع عدم وجود دولة فلسطينية مستقلة تلبي تطلعات الفلسطينيين لتقرير مصيرهم، فإن هناك دائمًا احتمالات اندلاع أعمال عنف قد يؤدي إلى خسائر بشرية من الجانبين.

لا يمكن تجاهل حقيقة أن إسرائيل لا يمكنها ببساطة تجاهل الصراع وتنفيذ سياساتها في الأراضي الفلسطينية دون مراعاة لتفاقم العنف. فكرة أنها يمكنها فعل ذلك تبدو غير واقعية وغير مستدامة.

الفلسطينيون: وجود لا يمكن تجاهله

يعتقد العديد في إسرائيل، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنه يمكن تحقيق التطبيع مع الدول العربية دون الحاجة إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. تم تعزيز هذه الفكرة بواسطة اتفاقات أبراهام التي تمت في عامي 2020 و2021 بين إسرائيل ودول الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

ومع ذلك، لطالما كان هناك شك في هذه الفرضية. بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، ورأت دول الخليج العربية في ذلك سببا للدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج الفوري عن الأسرى والمحتجزين المدنيين، وحلا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين. وشهدت العديد من الدول العربية احتجاجات تعبيرا عن تضامنها مع الفلسطينيين.

بالنسبة للإسرائيليين، يجب أن يدركوا أن التطبيع مع الدول العربية لن يجعل الفلسطينيين يتخلى عن هدفهم في إقامة دولتهم. وهذا يعني أن هناك احتمالًا لا يمكن تجاهله لحدوث أعمال عنف مماثلة لما نشهده اليوم.

الأدلة تشير إلى أن “شركاء إسرائيل العرب” في عملية السلام سيستمرون في دعم الفلسطينيين، على الأقل من الناحية الإعلامية، في أي تصاعد محتمل للصراع.

واقع الفلسطينيين الراهن: حالة لا يمكن الاستمرار فيها

بغض النظر عن العنف الدائر في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والذي يبدو أنه ليس له نهاية قريبة، يظهر أن الوضع الحالي الذي يعيشه الفلسطينيون ببساطة “لا يمكن قبوله”.

المفاوضات: الخيار الصعب والضروري في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

لا شك أن السلام يصنع من خلال عمليات المفاوضات مع الأعداء، وهذا ينطبق بشكل كبير على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

من الواضح أنه مالم يتم تخفيف الحصار عن قطاع غزة وانسحاب الإسرائيليين بشكل كامل من الضفة الغربية دون شروط مسبقة، فإنه لا بد من إجراء عملية تفاوض. هذه العملية تهدف إلى وضع شروط وأحكام تسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالتعايش بسلام، أو على الأقل بتقليل مستوى العنف إلى حد كبير.

اقرأ كذلك : فكرة توطين اللاجئين في بلد ثالث تنتشر بقوة في أوروبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات