الجيش الأميركي يعلن عن تطورات حاسمة في البحر الأحمر .. إغراق زوارق “حوثية” بعد هجومها على سفينة
العلاقات السياسية والعسكرية بين إيران وجماعات المقاومة: تأثيرها على الحوثيين وحماس وحزب الله وتصاعد التوترات في المنطقة
في أحداث جديدة تعكس التصاعد في التوترات في البحر الأحمر. أعلن الجيش الأميركي يوم الأحد عن إغراق ثلاث زوارق تابعة لجماعة “أنصار الله” اليمنية. وذلك كرد فعل على الهجوم الثاني الذي تعرضت له حاملة حاويات في البحر الأحمر خلال أقل من 24 ساعة. وفي خضم هذا الحدث، قررت شركة ميرسك، المالكة للسفينة المستهدفة، تعليق عمليات المرور في المنطقة لمدة 48 ساعة.
جماعة “أنصار الله” اليمنية تستمر في تنفيذ هجمات باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ تستهدف سفناً في قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يقع في الجانب الجنوبي للبحر الأحمر. ومن جهتهم. يزعم أعضاء الجماعة أنهم يسعون لفرض ضغوط على إسرائيل نتيجة الصراع المستمر بينها وبين حركة حماس في قطاع غزة.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) من خلال منصة “إكس” أن مروحيات أميركية قد استجابت لنداء استغاثة من سفينة “ميرسك هانغتشو”. وهي سفينة حاويات دنماركية ترفع علم سنغافورة، والتي أعلنت أنها تعرضت لهجوم من قبل أربع قوارب تابعة للحوثيين. وفي تفاصيل الهجوم، أشارت القيادة المركزية إلى أن النيران تم إطلاقها من القوارب ووصلت إلى مسافة 20 مترًا من السفينة مع محاولة الصعود على متنها. بدورها، ردت المروحيات الأميركية بإطلاق النار دفاعًا عن النفس، مما أسفر عن إغراق ثلاث من الزوارق الأربعة ومقتل أفراد طواقمها.
هروب القارب الرابع واستمرار التوترات: تطورات جديدة في البحر الأحمر
وفقًا لمعلومات إضافية. أوضحت المصادر أن القارب الرابع الذي كان جزءًا من الهجوم قد فرّ من المنطقة دون تسببه في أي ضرر للأفراد أو المعدات الأميركية. يبدو أن هذا القارب نجح في الابتعاد عن موقع الهجوم بنجاح.
ومن ناحية أخرى، أوضحت القيادة المركزية أن هذا الهجوم هو الثاني الذي تعرضت له السفينة خلال فترة زمنية قصيرة. حيث قد تلقت السفينة نداء استغاثة سابق في أقل من 24 ساعة من الهجوم الأول.
يُذكر أن مدمرة أميركية قد نجحت في اعتراض وتدمير صاروخين بالستيين، وهما من الأنواع المضادة للسفن. يوم السبت الماضي. هذه الصواريخ كانت قد أطلقت من الأراضي التي تخضع لسيطرة متمردي الحوثيين اليمنيين. الذين يحظون بالدعم من إيران.
تعليق الملاحة في البحر الأحمر: الحوثيون يثيرون التوترات وتأثيرها على التجارة العالمية
في تطورات تتعلق بالأمان البحري. أكدت الشركة المالكة للسفينة أن السفينة المتجهة من سنغافورة إلى ميناء السويس في مصر لم تتأثر بالهجوم الأول. وقد تمكنت من مواصلة رحلتها شمالًا بدون مشكلات.
بعد وقوع هذين الهجومين، أعلنت شركة “ميرسك”، واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم. تعليق عمليات عبور سفنها في البحر الأحمر لمدة 48 ساعة. وصرحت في بيانها بأن هذا القرار اتخذ للسماح بالتحقيق في تفاصيل الحادث وتقييم الوضع الأمني بشكل أوسع في المنطقة خلال الساعات القادمة.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع. استأنفت شركة “ميرسك” عمليات الملاحة في البحر الأحمر بعد تعليقها الذي استمر لأكثر من أسبوعين بسبب هجمات سابقة نفذها الحوثيون.
يُذكر أن العديد من السفن قررت تغيير مسارها والتوجه إلى رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا. وهو خيار طويل ومكلف. وبنسبة تصل إلى 12% من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر. فإن هذا البحر يُعتبر خطًا حيويًا يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس، ويؤدي دورًا مهمًا في ربط أوروبا بآسيا.
قناة السويس تشهد مرور حوالى 20 ألف سفينة سنويًا، مما يجعلها حيوية للتجارة العالمية. وحتى الآن. لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين على سفينة “ميرسك هانغتشو”. ومع تصاعد هذه الهجمات. قامت الولايات المتحدة بتشكيل تحالف دولي يضم أكثر من 20 بلدًا لحماية الملاحة في البحر الأحمر.
الارتباط السياسي والعسكري: علاقة حماس وحزب الله والحوثيين مع إيران وتأثيرها
تمثل جماعة الحوثيين جزءًا من ما يعرف بـ “محور المقاومة”، الذي يقوده إيران في التصدي لإسرائيل. ويضم مجموعة من الجماعات الأخرى التي تتلقى دعمًا من طهران، مثل حركة حماس وحزب الله اللبناني. يعكس هذا الارتباط السياسي والعسكري القوي بين هذه الجماعات وإيران.
على الجانب الآخر، تنفي إيران دائمًا أنها تقدم دعمًا عسكريًا مباشرًا لجماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن. ومع ذلك، تظهر الأدلة أن هناك تدخلًا إيرانيًا غير مباشر من خلال تزويد الحوثيين بأسلحة وتكنولوجيا عسكرية.
تؤكد جماعة “أنصار الله” اليمنية، السيطرة على مناطق واسعة في اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء. على استمرارها في تنفيذ هجماتها. وتبرر هذه الهجمات بعدم دخول كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة. الذي تحاصره إسرائيل وتشن حملة عسكرية متواصلة عليه منذ هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر. تأتي هذه الهجمات في سياق تصاعد التوترات في المنطقة والصراع الدائر بين الجماعات المسلحة وإسرائيل.
اقرأ كذلك: تحالف عسكري ضد الحوثيين في منطقة البحر الأحمر .. تطورات الأزمة وموقف إسرائيل