4 إشارات تدل على ضرورة التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية
الألم أثناء التمرين: أهمية الاهتمام بصحة قلبك واستجابة جسمك للتمرين

يوصي الاتحاد القلبي الأمريكي البالغين بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الرياضية المعتدلة أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة أسبوعيًا. هذه النصائح تهدف إلى تحسين الصحة العامة وتعزيز القدرة على التفكير والنوم الجيد، بالإضافة إلى تسهيل أداء المهام اليومية بكفاءة. يعتبر ممارسة الرياضة بانتظام واحدة من أهم الوسائل للوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية. التي تعتبران من أسباب الوفاة الرئيسية في الولايات المتحدة.
وفقًا لـ “مايو كلينك”، تساهم ممارسة التمارين بانتظام في تحسين المزاج وتقليل القلق من خلال إفراز مواد كيميائية طبيعية في الدماغ. تعزز هذه المواد الثقة بالنفس وتشجع على تحسين اللياقة البدنية. مما يمنح الأشخاص شعورًا إيجابيًا بمظهرهم ويعزز التواصل الاجتماعي والصحة العامة.
ومع ذلك، يجب أن نفهم أن هناك أوقاتًا يمكن أن تكون فيها ممارسة التمارين الرياضية الشديدة ضارة أكثر من فائدتها. يُشدد الدكتور جيم ليو، طبيب القلب في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو. على أهمية الاعتدال والتوازن في ممارسة الرياضة. حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في التمرين بشكل مفرط إلى زيادة المخاطر الصحية بدلاً من الفوائد.
تحذيرات من مخاطر الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية
الممارسة المفرطة للرياضة وتجاوز الحد في التمرين قد يكون لها تأثيرات خطيرة على صحتك الجسدية والعقلية. وفقًا لموقع “بزنس إنسايدر”، يمكن أن يؤدي الإفراط في ممارسة الرياضة إلى حدوث إصابات مؤلمة مثل الكسور والتهابات الأوتار والأربطة.
البحوث أظهرت أن تجاوز الحد في التمرين لا يزيد من الفوائد الصحية، وبالعكس، يمكن أن يكون ضارًا. التمارين المعتدلة تحسن نظام المناعة، لكن التمارين المفرطة يمكن أن تضر به وتثبطه خلال فترة التعافي.
وبالنسبة للنساء، أظهرت دراسة زيادة في خطر الإصابة بأمراض مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية واضطرابات الأكل والدورة الشهرية وهشاشة العظام بسبب ممارسة التمارين الرياضية بكثافة. أما بالنسبة للرجال، فقد أشارت دراسة إلى تأثير سلبي على الرغبة الجنسية نتيجة التعب الجسدي وانخفاض هرمون التستوستيرون الناتج عن التمارين المكثفة.
لذا، من الضروري أن نتذكر أن الاعتدال في ممارسة الرياضة هو المفتاح للحفاظ على صحة جسمك وعقلك دون التعرض للمخاطر الزائدة.
اقرأ كذلك : لا تدمر جسور العودة .. عندما تترك عملك كيف تبقي الباب مفتوحا للعودة؟
إشارات تحذير هامة تجعلك تفكر في التوقف عن ممارسة التمارين
غالبًا ما تكون هناك علامات تحذيرية رئيسية تدل على ضرورة التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية. واحدة من أهم هذه العلامات، وفقًا لتصريحات الدكتور ليو، هي تراجع تقدمك أو تضاءل نتائجك. إذا بدأت تشعر بألم متواصل في عضلاتك، وواجهت صعوبة في النوم. أو لا تستطيع أداء التمارين التي كانت سهلة بالنسبة لك في السابق. فهذه إشارات تنبهك إلى وجود مشكلة قد تستدعي التوقف عن ممارسة الرياضة وطلب المشورة الطبية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة علامات أخرى يجب مراعاتها، مثل:
أهمية الفحص القلبي قبل بدء ممارسة الرياضة
الدكتور جوناثان دريزنر، اختصاصي الطب الرياضي بجامعة واشنطن. يسلط الضوء على أهمية الفحص القلبي قبل بدء ممارسة الرياضة. يقول إن “أسوأ مأساة على الإطلاق هي الموت المفاجئ أثناء التمرين”. لذا، ينصح بضرورة مراجعة طبيبك، بغض النظر عن عمرك، لضمان صحتك العامة قبل أن تبدأ في برنامج تمارين رياضية منتظم.
قبل البدء في ممارسة الرياضة، يجب التأكد من أن قلبك في حالة جيدة بما يكفي لتحمل النشاط البدني. يمكن أن تكون هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. وهنا يأتي دور الفحص القلبي لتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى توجيهات خاصة لممارسة الرياضة بأمان. بما في ذلك تحديد معدل ضربات قلبك المثلى أثناء التمرين.
مراقبة نبضك أثناء التمرين: مفتاح لسلامة التدريب
كيشا كار، المدربة المعتمدة في سان دييغو، تشير إلى أهمية مراقبة نبضك أثناء التمرين. خاصةً عند بدء برنامج تدريبي جديد. هذا يساعد في التأكد من أنك لا تتجاوز الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب الآمن. وتوضح أن الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب يمكن حسابه بطرح عمر الشخص من الرقم 220. على سبيل المثال. إذا كان عمرك 40 عامًا، فإن الحد الأقصى لضربات قلبك سيكون 180 نبضة في الدقيقة.
وبناءً على توجيهات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “سي دي سي”. يجب أن يتراوح معدل نبضك بين 64% و76% من الحد الأقصى لضربات القلب أثناء ممارسة التمارين المتوسطة الشدة للبالغين. على سبيل المثال، إذا كنت تبلغ من العمر 40 عامًا. فإن معدل ضربات القلب يجب أن يتراوح بين 115 و137 نبضة في الدقيقة.
وتحذر كار من أن تجاوز نبضك لمستوى 90% من الحد الأقصى لضربات القلب بشكل مستمر يمكن أن يكون إشارة حمراء تدل على ضرورة التوقف لضمان سلامتك أثناء التمرين.
الألم خلال التمرين: إشارة للحذر والاهتمام
جاسمين ماركوس، أخصائية العلاج الطبيعي المعتمدة في نيويورك، تجلب انتباهنا إلى أهمية التعامل مع الألم خلال التمرين. تقول ماركوس إن “الألم أثناء التمرين يعد إشارة هامة، فهو وسيلة لجسمك لحمايتك. مما يعني أنه إذا شعرت بالألم، فقد تكون تؤذي نفسك”. وتنصح بشدة بأنه إذا كان الألم حادًا أو إذا كنت تعاني من تورم أو كدمات أو أي نوع من الإصابات. فيجب أن تتوقف عن التمرين وتطلب المساعدة الطبية.
لنفهم ذلك بشكل أوسع، على سبيل المثال، إذا شعرت بألم في عضلاتك واستمررت في التمرين دون منح عضلاتك الوقت الكافي للتعافي. فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى تدهور الحالة إلى حدوث تمزق وظهور ألم مزمن. الألم هو لغة الجسم للتنبيه إلى وجود مشكلة. ويجب أن نتعامل معه بحذر وعناية للمحافظة على صحتنا أثناء ممارسة الرياضة.
أهمية الانتباه لاستجابة جسمك أثناء التمرين
تجاهل إشارات القلب التحذيرية أمر خطير يمكن أن يعرض جسمك لأضرار تصعب إصلاحها. فحتى الحادث القلبي الصغير يمكن أن يؤثر سلبًا على أعضاء جسمك الداخلية بسبب نقص الأكسجين لفترة معينة.
الدكتور ليو يشير إلى أن الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يتسبب في تفاقم بعض الأمراض القلبية النادرة. مثل اعتلال والتهاب عضلة القلب وحالات صمامات القلب الشديدة. هذا يتفق مع نتائج الدراسات التي أظهرت أن التمارين الشديدة المكررة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في هيكل القلب. مما يزيد من سمك جدران العضلات ويؤدي إلى تلف الأنسجة.
لذلك، من الضروري أن تكون حذرًا وتلاحظ كيفية استجابة جسمك للتمرين في كل مرة. إذا شعرت بأي علامة غير عادية، مثل التعرق الزائد فجأة، أو الدوار، أو صعوبة في التنفس، أو ألم في الصدر أو المفاصل. أو تشنج في الساقين، أو ظهور أعراض تشبه الأنفلونزا أو الربو. فإنه من الضروري التوقف ومنح جسمك فترة راحة والتحقق من المشكلة بدقة.
اقرأ أيضاً : 9 استراتيجيات للاستثمار أثناء الالتزام بوظيفة بدوام كامل