كارثة منخفض بيرون في غزة… مأساة تتجدد تحت الخيام ومشهد يمزّق القلوب
العاصفة التي كشفت حجم المعاناة في القطاع المحاصر
يعيش قطاع غزة لحظات لا تُحتمل تحت تأثير منخفض بيرون، إذ تتساقط الأمطار الثقيلة فوق أرض أنهكها القصف، بينما ترتجف الخيام تحت البرد والعواصف. ومع ذلك، يستمر الناس في التمسك بالحياة. وتكشف هذه الأزمة حجم الانهيار الإنساني الذي يعصف بالقطاع منذ سنوات. ويبين المشهد أيضًا حجم غياب الدعم واستمرار القيود. ويظهر تأثير المنخفض في كل زاوية من القطاع. وتتشابك المعاناة مع عجز الإمكانيات، بينما يتضاعف الخطر مع كل قطرة مطر تتسرب إلى خيمة أو منزل متصدع.
ورغم الظروف الصعبة، تظل قصص النازحين شاهدة على واقع يتجاوز حدود الاحتمال، بينما تكشف المشاهد اليومية فجوات كبيرة في الدعم والإغاثة. ويكشف المنخفض أيضًا ضعف البنى التحتية، ويبرز غياب الحماية، ويزيد التحدي أمام عشرات آلاف العائلات التي تبحث عن مأوى آمن. كما تكشف الأزمة هشاشة الخيام، وتُظهر أن القطاع يعيش حالة إنسانية غير مسبوقة.
ارتفاع عدد الشهداء بسبب البرد وتداعيات المنخفض
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استشهاد 13 شخصًا بسبب البرد القارس وتداعيات منخفض بيرون. ويزداد المشهد قسوة مع نقص المساعدات. ويفتقد القطاع أيضًا الإمكانيات اللازمة لمواجهة العاصفة. وتؤكد وزارة الداخلية في غزة أن الشهداء بينهم أطفال فقدوا حياتهم بسبب البرد والظروف القاسية.
وتسببت العاصفة في انهيار 13 منزلاً، وقد سقط آخرها في حي الكرامة وحي الشيخ رضوان. كما يستمر الدفاع المدني في التعامل مع مئات النداءات. ويعمل رجال الإنقاذ بلا معدات كافية. ورغم ذلك، يحاولون الوصول إلى كل استغاثة.
ضحايا تحت الركام بسبب انهيار المنازل
انتشل الدفاع المدني جثامين 6 شهداء من منزل منهار في بئر النعجة ببيت لاهيا. ويواجه السكان خطر الانهيارات في كل لحظة. وتتكون تصدعات كبيرة في الجدران بسبب الأمطار الغزيرة. وتؤدي الرياح إلى سقوط الجدران الضعيفة. كما أن المياه تزيد من خطر الانهيار في الأبنية المتضررة.
وفي مستشفى الشفاء، أعلن عن وفاة الطفلة هديل حمدان والرضيع تيم الخواجا نتيجة البرد في مخيم الشاطئ. وتكرر المشهد ذاته في مناطق أخرى. وتوفي شخصان بسبب سقوط جدار كبير على الخيام غرب غزة. ويعكس الحدث ضعف الحماية. كما يوضح مدى خطورة العيش داخل خيام لا تقاوم الرياح.
تكرار المشاهد المؤلمة في مناطق مختلفة
أعلنت وزارة الصحة أيضًا وفاة الطفلة رهف أبو جزر بسبب البرد والأمطار في المواصي بخان يونس. وتعرضت الخيام للغرق بشكل كامل. وزادت الأمطار من حجم المأساة. كما شهدت المناطق الجنوبية انهيارات واسعة بسبب السيول.
وتلقت وزارة الداخلية 4300 نداء استغاثة منذ بدء المنخفض. ويعكس هذا الرقم حجم الأزمة. ويُظهر أيضًا أن النازحين يعيشون في مواجهة عاصفة كبيرة بلا حماية. وتتحول المخيمات في كل منخفض إلى ساحات معاناة.
تحذيرات الدفاع المدني من سقوط المباني المتضررة
يحذر الدفاع المدني من خطر انهيار المباني المتضررة. ويعيش كثير من النازحين داخل مبانٍ آيلة للسقوط. وتتساقط الأمطار على الجدران المتصدعة. وتزيد الرياح من احتمالات الانهيار. كما تضعف الأرض المحيطة بالمباني بسبب انجراف التربة. ويواجه السكان صعوبة كبيرة في إيجاد مأوى بديل.
ويأتي المنخفض في وقت يفتقر فيه المواطنون إلى الخدمات الأساسية. وتنعدم مقومات الحياة. وتقل المساعدات بسبب القيود الإسرائيلية. ويستمر الحصار في منع دخول مواد الإيواء. وتنعكس هذه العوامل على حياة أكثر من مليون ونصف نازح.
غرق المخيمات في شمال غزة
أكد مصدر للجزيرة أن جميع مخيمات شمال غزة غرقت بشكل كامل تقريبًا. وتعرضت منازل للانهيار. واختفت مئات الخيام تحت المياه. وانتهى وضع مخيم حلاوة إلى الدمار شبه الكامل. كما غرق مخيم نادي النزلة بالكامل. وتم إخلاؤه بسبب حجم السيول.
وغمرت المياه أيضًا مناطق جباليا وبيت لاهيا. وامتلأت مراكز الإيواء بالمياه. وتكشف هذه المشاهد هشاشة الخيام. كما يظهر أن الأمطار تفوق قدرة السكان على التحمل. وتواجه 250 ألف أسرة ظروفًا قاسية داخل خيام لا توفر أي حماية.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن 93% من الخيام لم تعد صالحة للسكن. وتدهورت هذه الخيام بسبب القصف والمطر والبرد. ويعيش الناس داخل خيام متشققة. كما تتسرب المياه إلى الداخل بشكل مستمر. ويزيد الوضع خطورة مع كل عاصفة جديدة.
نداء عاجل للمنظمات الدولية
وجه المكتب الإعلامي الحكومي نداء عاجلاً إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وطالب بتحرك فوري للضغط على الاحتلال لفتح المعابر. كما طالب بإدخال مواد الإيواء والمواد الأساسية للإنقاذ. ويحتاج الدفاع المدني إلى معدات ضرورية. وتحتاج المخيمات إلى مواد تمنع الانهيارات.
ويؤكد المكتب الحكومي أن المنخفض يهدد حياة أكثر من 1.5 مليون نازح. ويعيش هؤلاء منذ عامين داخل خيام متهالكة. ولا تملك العائلات أي وسيلة لحماية أطفالها. وتكشف هذه الظروف حجم التحديات التي يواجهها القطاع.
انعدام الإمكانيات وغياب مواد الإيواء
تؤكد المنظمة الدولية للهجرة أن مئات آلاف النازحين معرضون لخطر السيول. وتعيش العائلات في مناطق منخفضة. وتغمرها الأمطار بسهولة. وتفتقر الخيام للصرف الصحي. ويزيد ذلك خطر تفشي الأمراض. كما أن مواد الإيواء التي تدخل القطاع قليلة ولا تكفي.
وقالت المنظمة إن مواد البناء الأساسية مثل الأخشاب وأكياس الرمل لا تصل إلى غزة. ويعاني القطاع بسبب القيود الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إنها تلتزم، بينما تتهم المنظمات بعدم الكفاءة. وتنفي الجهات الدولية هذه الاتهامات. وتؤكد أن القيود تمنع وصول معظم المواد.
وتوضح المنظمة أن الخيام المقاومة للماء لا تكفي. كما أن البطانيات قليلة مقارنة بالحاجة. ويعيش الناس في برد قاسٍ بلا وسيلة للتدفئة.
موقف حركة حماس وتحميل الاحتلال المسؤولية
حمّلت حركة حماس الاحتلال مسؤولية الظروف الحالية. وقالت إن القطاع يعيش كارثة إنسانية. وتربط الحركة بين المنخفض والحصار. كما أكدت أن منع الإعمار أدى إلى تفاقم الأزمة. ودعت الحركة الوسطاء للضغط على الاحتلال. كما طالبت بفتح معبر رفح بشكل كامل.
ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية إلى تحرك جاد. وتؤكد أن الوضع في غزة خطير. كما تشير إلى أن عشرات آلاف الخيام تضررت بسبب القصف. وتعرضت أيضًا للعوامل الجوية. ويكشف هذا حجم التحدي الذي يعيشه السكان.
الواقع المعيشي بعد وقف إطلاق النار
رغم إعلان وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، لم يشهد الواقع المعيشي تحسنًا. وتستمر القيود على دخول الشاحنات. ويعيش الناس داخل القطاع بلا مواد أساسية. كما تتكرر المشاهد المؤلمة مع كل منخفض جديد. ويعكس هذا الوضع استمرار الأزمة. ويكشف أن القطاع بحاجة ماسة لحلول حقيقية.
وتضررت عشرات آلاف الخيام خلال الحرب. وتعرضت للتشقق والانهيار. وتفاقم التغير المناخي الأزمة. كما تسبب المطر في غرق مناطق بأكملها. ويظهر حجم الضرر في كل زاوية من القطاع.
تظهر أزمة منخفض بيرون حجم المعاناة في غزة. ويكشف المشهد هشاشة الملاجئ. كما يظهر نقص الإمكانيات. ويبرز الدور المحدود للمنظمات في ظل القيود. ويزداد الخطر مع كل يوم جديد. ويحتاج القطاع لتحرك عاجل. ويحتاج النازحون لخيام جديدة. كما يحتاج الأطفال إلى حماية أكبر.
تنويه مهم
تعلن مؤسسة دار العطاء عن استمرار حملة كسوة الشتاء لتوفير الخيام والشوادر والملابس والبطانيات للنازحين والمشردين في غزة.
📞 للتواصل والاستفسار: (https://wa.me/970598324089)
اقرأ كذلك: في شمال قطاع غزة توزيع السلال الغذائية ينعش الأمل بين النازحين