هل تُراهن الكرة الأردنية على نجاح “النشامى” في كأس آسيا؟
الحكومة الأردنية ودعم الرياضة: هل تتبنى إنجازات كأس آسيا لتعزيز المجتمع ورفع اسم البلاد؟

شهدت إنجازات “النشامى” في بلوغهم نهائي كأس آسيا لكرة القدم فتحا جديدا لتحليل مصير الرياضة في الأردن. انعكست هذه الإنجازات على واقع اللعبة المحلية المتواضع وأزمة الديون المتفاقمة التي تضغط على الأندية، وضعف المنشآت الرياضية.
مع تأهلهم للمرة الخامسة، جاء دور “النشامى” بتوجيه الأنظار إلى المدرب الحسين عموتة ونجومهم موسى التعمري ويزن النعيمات. هذه المشاركة البارزة قد تساوي إنجازات الفريق في 2004 و2011.
تعبر سمر نصّار، الأمينة العامة للاتحاد الأردني، عن أملها في أن يفتح هذا الإنجاز الأبواب أمام الدعم العام. وليس فقط دعم المنتخب. وقدمت بعض المؤسسات والمصارف مكافآت مالية للاعبين عقب تأهلهم للنهائي.
بالرغم من هذه الإيجابيات، تقف تحديات كبيرة أمام الكرة الأردنية. وتحتاج إلى بنية تحتية مطورة ودعم شامل من القطاع الخاص.
مطالب بتعديل التشريع: تحديات وآمال كأس آسيا للكرة الأردنية
يؤكّد المراقب الدولي والمحاضر الآسيوي، منعم فاخوري. على أهمية الإصلاح بتشكيل رابطة لدوري المحترفين لإدارة البطولات المحلية وشؤون التسويق. هذا التحديث يُعتبر بمثابة دعم للمنظومة الرياضية بأكملها ويستدعي إعادة النظر في العديد من الأمور.
تشدد نصار على دور الأندية كركيزة أساسية ومصدر للاعبين المتميزين. تقول: “نحن بحاجة إلى دعم شامل ومتواصل للمنظومة الرياضية بأكملها”.
من جهته، يشير فاخوري إلى ضرورة تعديل التشريع لدعم الأندية. موضحا أنها تعمل تحت إشراف وزارة الشباب. ومع ذلك، تؤكد نصار أن التأهل لكأس العالم سيعزز اللعبة بشكل كبير.
تضيف نصار: “استثمرنا في المنتخب لأننا رأينا فيه القدرة على التميز. ونحن واثقون من أنه سيحقق أهدافاً أبعد من كأس آسيا”.
ومع ذلك، تواجه الكرة الأردنية تحديات عدة. حيث حققت حتى الآن نتائج متواضعة في التصفيات المشتركة لكأس العالم وكأس آسيا.
على الرغم من التحديات، تبقى الأمال معلقة على تحسين الوضع. خاصة مع استمرار الأندية في تحقيق النجاحات على الساحة القارية والدولية.
تحديات مالية تواجه الأندية في ظل مشاركة الأردن في كأس آسيا
يُشير فاخوري، الذي يشغل منصب الأمين العام في نادي الجزيرة، إلى ضرورة استغلال نجاح المنتخب في كأس آسيا لجذب دعم من الشركات. يشدد على ضرورة عقد اجتماعات مستمرة بين الاتحاد والأندية، حيث يُركز الدعم عادة على المنتخبات والمصروفات الإدارية.
وفيما يتعلق بالوضع المالي للأندية، يُظهر فاخوري أنه متدهور، مع مكافآت ضئيلة لبطل الدوري ومصاريف شهرية تتجاوز قدرتهم الشرائية. وتتمثل الصعوبات أكثر للأندية الصغيرة التي تتأخر في دفع الرواتب للاعبينها.
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من لاعبي المنتخب يحترفون في الدوري المحلي، ويضطرون للعمل في مهن إضافية بسبب رواتبهم المنخفضة.
بينما يعتبر الحارس التاريخي عامر شفيع تواجد الأردن في كأس آسيا “معجزة”، يؤكد مساعد المدرب عبد الله أبو زمع على أن تغييرات في أسلوب الفريق ساهمت في تحقيق النجاحات، وتعهد بالاستمرار على هذا النهج.
هل تلتفت الحكومة إلى إنجازات كأس آسيا؟
أشارت صحيفة الغد إلى ضرورة أن تدرك الحكومة الأردنية أهمية الإنجاز الكبير الذي حققه المنتخب في كأس آسيا، وأن تستثمر في دعم الرياضة والرياضيين في المستقبل. تحت عنوان “إنجاز من رحم المعاناة للكرة الأردنية.. هل تلتفت له الحكومة؟”، أكدت الصحيفة أن المطالبات بدعم الرياضة تأتي من إدارات الأندية واتحاد الكرة، مشيرة إلى الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الحكومة في رفع اسم الوطن في المجالات الرياضية المختلفة نظرًا لأهميتها المجتمعية.
اقرأ كذلك: تأهل تاريخي: الأردن يتأهل لنهائي كأس آسيا بعد الفوز على كوريا الجنوبية للمرة الأولى