العالم

حزب اللواء السوري.. تمدده في السويداء وصلاته مع إسرائيل

حزب اللواء السوري.. صعوده في السويداء وتحالفه المعلن مع إسرائيل

حزب اللواء السوري.. صعوده في السويداء وعلاقته بإسرائيل

شهدت محافظة السويداء تصعيداً غير مسبوق ضد الحكومة السورية. رفعت تيارات محلية شعارات تطالب بالانفصال والانضمام إلى إسرائيل. جاءت المظاهرة في 16 أغسطس/آب. رفعت شعار “حق تقرير المصير”. شارك فيها مئات المتظاهرين. هذه التحركات أثارت جدلاً واسعاً. واهتمت وسائل الإعلام بتغطيتها لتعزيز (السيو) ونتائج البحث على قوقل.

ظهرت هذه المطالب بعد مواجهات بين عشائر بدوية وفصائل درزية. تدخلت القوات الحكومية للفصل بين الجانبين وبسط الأمن. نتج عن ذلك مواجهات مع فصائل محلية يقودها المجلس العسكري. وانتهى الأمر بضربات إسرائيلية دعماً للأخير. هذه التطورات أكسبت المشهد بعداً إقليمياً خطيراً.

حزب اللواء السوري في الواجهة

برز حزب اللواء السوري كتيار رئيسي يطالب بانفصال السويداء. تصدّر الحزب المشهد سريعاً. أمينه العام مالك أبو الخير صرّح علناً بالمطلب عبر مقابلات تلفزيونية منذ يوليو/تموز. استغل الحزب الأحداث الدامية في المحافظة. وحاول تثبيت موقعه السياسي. هذا الظهور عزّز اهتمام الباحثين بالموضوع. كما رفع قيمته في مجال (السيو) على قوقل.

النشأة والبدايات

أطلق حزب اللواء أول نشاط إعلامي عام 2021. لكن نشطاء من السويداء يؤكدون أن الجهود بدأت في باريس عام 2019. كان أبو الخير يقيم هناك. الحزب قدّم نفسه كتيار علماني. أكد التزامه بوحدة الأراضي السورية. أعلن رفضه لهيمنة الأجهزة الأمنية. دعا إلى انتقال ديمقراطي. شدد على إعادة السويداء لدورها التاريخي في سوريا والعالم العربي. هذه التصريحات بدت منسجمة مع خطاب معارض واسع.

الموقف من إيران قبل سقوط النظام

قبل سقوط نظام الأسد ركّز الحزب على رفض النفوذ الإيراني. أكد أن وجود إيران في الجنوب يشكل خطراً كبيراً. حذر من أن هذا النفوذ يجلب تدخلاً خارجياً. كما أشار إلى إمكانية اندلاع حرب إقليمية على الأراضي السورية. هذا الموقف من إيران وضع الحزب في مواجهة مبكرة مع قوى نافذة.

التحالف مع قوة مكافحة الإرهاب

في أواخر 2021 عزّز الحزب تنسيقه مع قوة مكافحة الإرهاب بقيادة سامر الحكيم. اتخذت القوة من بلدة خازمة معقلاً أساسياً. أعلن الحزب وجود وثيقة تفاهم بين الجانبين. الحزب تولى التمثيل السياسي دولياً. القوة تكفلت بحماية المدنيين. أشرف مراقبون من الحزب على عملها. هذا التحالف منح الحزب ثقلاً إضافياً. لكنه أثار الشكوك بين السكان. كثيرون اعتبروا أن المشروع خارجي وغير واضح الأهداف.

التحذيرات المحلية

منذ البدايات ظهرت تحذيرات من مشاريع خارجية. مشايخ عقل مثل يوسف الجربوع دعوا للتصدي للحزب. كما امتنعت حركة رجال الكرامة عن التعاون مع قوة مكافحة الإرهاب المتحالفة مع الحزب. هذا الرفض الشعبي أضعف قدرة الحزب على كسب شرعية محلية واسعة.

الحزب والاحتجاجات الشعبية

مع اندلاع احتجاجات 2023 حاول الحزب التغلغل في الحراك المدني. اتخذ الحراك من ساحة الكرامة مركزاً لاعتصاماته. في مطلع 2024 نشبت مشادات بين الحراك وأعضاء الحزب. السبب محاولة الحزب المشاركة في الاحتجاجات ورفع علم الطائفة الدرزية. كما تبنى الحزب شعارات الإدارة الذاتية. هذه الخطوات خلقت انقسامات داخل الحراك. ودفعت ناشطين للتحذير من محاولات اختراقه.

محاولات اختراق إضافية

سعى الحزب لاختراق الحراك عبر هيئة بناء وطن بقيادة خالد جمول. كما اعتمد على مجلس الجنوب السوري. وتحالف مع تيار الفدرالية. هذه التحركات أثارت اتهامات للحزب بالسعي لشق الصف. بعض الناشطين وصفوا أنشطته بأنها دسائس أمنية. حرص المشاركون في الحراك على منع الحزب من السيطرة على اعتصامات ساحة الكرامة. التوجس من نواياه ظل مسيطراً.

العلاقة مع قسد

عام 2022 تحدثت تحقيقات صحفية عن تنسيق بين قوة مكافحة الإرهاب وقوات سوريا الديمقراطية. قسد تولت تدريب القوة. لكن منتصف العام شن النظام السوري حملة عسكرية. دعمتها فصائل موالية لإيران. تمكنت الحملة من قتل الحكيم قائد القوة. تفرق عناصره على فصائل محلية. هذا الحدث أضعف تحالف الحزب مؤقتاً.

المكاتب الخدمية والإدارة الذاتية

عام 2023 أنشأ الحزب مكاتب خدمية في السويداء. استغل التردي الخدمي والاحتجاجات الشعبية. أعلن أن هذه المكاتب نواة لإدارة ذاتية. تقارير صحفية قالت إن أبو الخير تلقى دعماً من قسد بقيمة 200 ألف دولار. هذا التمويل ساعد الحزب في تنفيذ خططه. كما عزز دوره التنظيمي في المحافظة.

السلاح والاتهامات

في مايو 2025 أعلنت قوات الأمن السورية ضبط شحنة أسلحة. كانت قادمة من مناطق سيطرة قسد إلى السويداء. هذه الحادثة زادت من اتهامات الحزب بالارتباط بمشاريع خارجية. وأكدت أن دوره يتجاوز النشاط السياسي. وتزامن ذلك مع جدل متصاعد حول نواياه المستقبلية.

التصعيد بعد سقوط النظام

بعد سقوط نظام الأسد صعد الحزب مواقفه ضد الحكومة الجديدة. في مارس 2025 دعا إلى النفير العام ضد هيئة تحرير الشام. أكد أنه يقف بوجه المشروعين الإيراني والتركي. تبنى منع دخول القوات الحكومية إلى السويداء. أعلن التنسيق مع شيخ العقل حكمت الهجري. الأخير بدوره رفض دخول الحكومة الجديدة للمحافظة. هذا التحالف أظهر الحزب كقوة متمردة.

الإدارة الذاتية والتحالف مع إسرائيل

في أغسطس 2025 أعلن الحزب بدء تطبيق نموذج الإدارة الذاتية. أكد أن الجنوب السوري أصبح كياناً سياسياً مستقلاً. أوضح أنه يعمل على ضم درعا للنموذج نفسه. قاد الحزب مظاهرات وسط السويداء. طالبت بتقرير المصير والانفصال عن سوريا. أبو الخير برر ذلك بعدم تمثيل الحكومة السورية للهوية الوطنية. أشار إلى تعرض الدروز لهجمات طائفية. هذه اللغة التصعيدية تزامنت مع تدخل إسرائيلي مباشر.

إسرائيل أعلنت عبر وزير خارجيتها جدعون ساعر ضرورة التحالف مع الأقليات. شددت على أن الدروز والأكراد هم الحلفاء الطبيعيون. هذا الموقف فتح الباب أمام تحالف غير معلن مع الحزب. لسنوات نفى الحزب أي تنسيق مع إسرائيل. لكن بعد سقوط النظام اتجه إلى المجاهرة بالعلاقة.

رفع العلم الإسرائيلي

منذ يوليو 2025 بدأ منتسبو الحزب رفع علم إسرائيل علناً. شارك في ذلك عناصر من قوة مكافحة الإرهاب. هؤلاء انضموا لاحقاً لمجلس السويداء العسكري. في 16 أغسطس أصدر الحزب بياناً رسمياً. أعلن دخول السويداء في تحالف استراتيجي مع إسرائيل. الهدف المعلن مواجهة “الإرهاب المدعوم من تركيا”. أكد الحزب أن أولوياته رصد نشاط حركة حماس في درعا وجنوب دمشق. هذا الموقف عكس تبنياً واضحاً للخطاب الإسرائيلي.

البعد الإقليمي

كشف موقع أكسيوس الأميركي أن إسرائيل تعمل على فتح ممر مع درعا. الحكومة السورية رفضت الفكرة خوفاً من تهريب السلاح. بيانات الحزب أصبحت أكثر وضوحاً في استرضاء إسرائيل. ركزت على اتهام حماس بالنشاط في الجنوب. وأكدت أن الأجهزة الأمنية السورية ترتبط بالحركة. هذه المواقف انسجمت مع مطالب إسرائيل بجعل الجنوب السوري منزوع السلاح.

مستقبل الحزب وتحدياته

الحزب استثمر بقوة في توترات السويداء منتصف 2025. حاول دفع الرأي الشعبي لتبني رؤية إسرائيل. لكن نجاحه غير مؤكد. بيان التأسيس وصف الحزب بأنه علماني ديمقراطي. هذا التوجه صعّب حصوله على دعم المرجعيات الدينية. حكمت الهجري سعى بدوره لقيادة المجتمع المحلي.

في المقابل يتوقع أن تتزايد الأصوات الرافضة لدور الحزب. الاستياء الشعبي من تحالفه مع إسرائيل كبير. دعوته للانفصال عن سوريا أثارت قلقاً عميقاً. استمرار هذا النهج قد يعزز التأييد الشعبي لإجراءات حكومية مشددة. وقد يؤدي إلى تضييق أمني على طرق السويداء. هذا الوضع سينعكس سلباً على السكان المحليين.

ورغم ذلك قد يتمكن الحزب من توسيع نفوذه مستقبلاً. التدخل الإسرائيلي المتزايد قد يمنحه دعماً أكبر. خ هذه المستجدات قد تغير موازين القوى في الجنوب السوري.

اقرأ كذالك:الفصائل الفلسطينية: سلاح المقاومة للدفاع عن النفس والغزّيون طليعة جيش مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات