العالم

ترحيل 11 معتقلًا من غوانتانامو إلى سلطنة عمان

دور سلطنة عمان في تسهيل نقل المعتقلين من غوانتانامو: جهود دولية لإنهاء حقبة سجن مثير للجدل وتعزيز حقوق الإنسان

نقل 11 معتقلًا من غوانتانامو إلى سلطنة عمان أعلنت وزارة الدفاع الأميركية يوم الاثنين أنها نقلت 11 معتقلًا يمنيًا من سجن غوانتانامو إلى سلطنة عمان. يأتي هذا الإجراء بعد أكثر من عقدين من احتجازهم دون توجيه تهم رسمية. معتقل غوانتانامو. الذي يُعد واحدًا من أكثر السجون إثارة للجدل في العالم. يقع ضمن القاعدة العسكرية الأميركية في شرق جزيرة كوبا. ومع هذا النقل الأخير. يتبقى في المعتقل 15 سجينًا فقط.

تفاصيل البيان الأميركي حول نقل المعتقلين

أشار البنتاغون. في بيان رسمي. إلى أهمية هذه الخطوة ضمن الجهود الأميركية المستمرة لتقليل عدد المحتجزين في غوانتانامو. وأوضح البيان أن الولايات المتحدة تثمّن التعاون البناء من قبل حكومة سلطنة عمان وشركاء آخرين لدعم هذه الجهود. وأضاف أن هذه العمليات تأتي في إطار خطة طويلة الأمد تهدف إلى الإغلاق النهائي للمعتقل.

وأكد البيان أن الخطوة الأخيرة تمثل التزامًا بإدارة عمليات النقل بشكل مسؤول. مع مراعاة الحفاظ على الأمن القومي الأميركي وضمان إعادة تأهيل المعتقلين.

نقل تونسي قبل أيام فقط

لم يكن هذا النقل الأول خلال الأسابيع الأخيرة. فقد سبقته عملية أخرى شملت ترحيل معتقل تونسي من غوانتانامو إلى وطنه. يُظهر هذا سلسلة من الخطوات المتسارعة التي تقوم بها الولايات المتحدة لتصفية المعتقل. والذي لطالما واجه انتقادات حقوقية ودولية بسبب ظروف الاحتجاز.

تصنيف المعتقلين المتبقين

بعد نقل المعتقلين اليمنيين، كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن أوضاع السجناء المتبقين في غوانتانامو. توزعت أوضاعهم كالآتي:

  • ثلاثة سجناء مؤهلون للنقل الفوري: يمكن نقلهم إلى دولهم الأصلية أو إلى دولة ثالثة توفر لهم الحماية اللازمة.
  • ثلاثة سجناء مؤهلون لمراجعة ملفاتهم: سيتم النظر في إمكانية الإفراج عنهم بعد إعادة تقييم حالتهم القانونية والأمنية.
  • سبعة معتقلين وُجهت إليهم اتهامات رسمية: لا تزال قضاياهم قائمة أمام المحاكم العسكرية.
  • معتقلان تمت إدانتهم رسميًا: يقضيان حاليًا الأحكام الصادرة بحقهم.

خالد شيخ محمد وأبرز المعتقلين

من بين المعتقلين المتبقين، يُعتبر خالد شيخ محمد الأكثر شهرة. إذ يُعرف بأنه “العقل المدبر” لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. تواجه قضيته تعقيدات قانونية وسياسية. وهو ما يجعل مصيره محط أنظار دولية.

غوانتانامو: رمز الحرب على الإرهاب

أنشأت الولايات المتحدة معتقل غوانتانامو في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. كجزء من حملتها التي أطلقت عليها اسم “الحرب على الإرهاب”. وُجهت انتقادات حادة لهذه الحملة بسبب استخدامها للمعتقل لاحتجاز الأفراد دون محاكمات عادلة.

كان الهدف الرئيسي من إنشاء المعتقل هو احتجاز الأفراد الذين يُعتبرون “تهديدًا للأمن القومي”. مع حرمانهم من الحقوق التي يضمنها القانون الأميركي. هذا النهج أثار انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي أكدت أن المعتقل يشهد انتهاكات خطيرة تشمل التعذيب والمعاملة اللاإنسانية.

ذروة المعتقل وعدد السجناء

افتُتح غوانتانامو خلال فترة رئاسة جورج بوش الابن. في ذروته. ضم المعتقل حوالي 800 سجين. معظمهم تم اعتقالهم خلال العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان والعراق.

ومع مرور الوقت، بدأت الولايات المتحدة في تقليص عدد السجناء. حيث تم نقل الأغلبية الساحقة منهم إلى بلدانهم الأصلية أو إلى دول ثالثة. عمليات النقل هذه جاءت نتيجة لضغوط دولية وانتقادات مستمرة من منظمات حقوقية.

الجهود لإغلاق المعتقل

تعهد العديد من الرؤساء الأميركيين بإغلاق غوانتانامو، ومن بينهم باراك أوباما، الذي جعل هذا الملف أحد أولويات إدارته. وعلى الرغم من التقدم الذي أُحرز خلال فترته، إلا أن المعتقل بقي مفتوحًا.

الرئيس جو بايدن، الذي تولى المنصب في عام 2021. تعهد أيضًا بإغلاق المعتقل قبل انتهاء ولايته. لكن مع اقتراب نهاية فترة رئاسته، لا يزال المعتقل يعمل. مما يثير تساؤلات حول مدى جدية الإدارة في تحقيق هذا الهدف.

انتقادات حقوق الإنسان

واجه معتقل غوانتانامو إدانات مستمرة من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية. تتهم هذه المنظمات الولايات المتحدة باستخدام المعتقل لممارسة التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان.

أبرز أساليب التعذيب التي وثقتها تقارير حقوقية تشمل الإيهام بالغرق، الحرمان من النوم لفترات طويلة. والعزل الانفرادي. هذه الممارسات دفعت العديد من المنظمات إلى وصف غوانتانامو بأنه رمز للانتهاكات الأميركية في إطار “الحرب على الإرهاب”.

دور سلطنة عمان في نقل المعتقلين

سلطنة عمان لعبت دورًا محوريًا في تسهيل عمليات نقل المعتقلين. تُعرف السلطنة بسياستها الخارجية المتوازنة وعلاقاتها الدبلوماسية القوية. مما جعلها شريكًا موثوقًا في هذا الملف الحساس.

استضافة عمان للمعتقلين تأتي ضمن إطار جهود إنسانية ودبلوماسية لضمان إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع. تُظهر هذه الخطوة التزام السلطنة بدعم الاستقرار الإقليمي والدولي.

غوانتانامو ومستقبل السجناء المتبقين

مع بقاء 15 معتقلًا فقط، يقترب غوانتانامو من نهاية رحلته كواحد من أكثر السجون إثارة للجدل. ومع ذلك. يبقى السؤال حول مصير السجناء المتبقين مفتوحًا.

معتقل غوانتانامو يمثل فصلًا مظلمًا في تاريخ “الحرب على الإرهاب”. ورغم التقدم في تقليص عدد السجناء. فإن التحديات السياسية والقانونية لا تزال قائمة.

إن جهود نقل المعتقلين. مثلما حدث مع السجناء اليمنيين والتونسي. تعكس التزامًا دوليًا بطي صفحة هذا السجن. ومع ذلك. فإن الإغلاق الكامل للمعتقل يتطلب إرادة سياسية قوية واستراتيجية متكاملة لتحقيق العدالة وحماية حقوق الإنسان.

اقرأ كذلك :ميساء صابرين: حاكماً لمصرف سوريا المركزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات