10 دروس مستفادة من مذكرات أنجيلا ميركل – تقرير من صحيفة تايمز
"الدروس العشر المستخلصة من حياة أنجيلا ميركل: كيف قادت ألمانيا بحكمة وتوازن خلال الأزمات الكبرى وتركت إرثًا سياسيًا خالدًا"
10 دروس مستفادة من مذكرات أنجيلا ميركل. التعقل وتوخي الحذر كانا من السمات الأساسية التي ميّزت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل. شكّلت هاتان الصفتان حجر الأساس لمسيرتها السياسية التي استمرت 16 عامًا في قمة السلطة. مذكراتها. التي صدرت مؤخرًا بعنوان “الحرية.. ذكريات 1954-2021”، عكست تلك الفضائل بوضوح. مع استعراض لتجاربها وأبرز المحطات التي واجهتها.
الكاتب أوليفر مودي. مراسل صحيفة “تايمز” البريطانية في برلين. قدّم قراءة معمّقة للمذكرات، مسلطًا الضوء على أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من حياة واحدة من أبرز القادة الأوروبيين في عصر ما بعد الحرب الباردة. استعرض الكتاب أزمات مصيرية مثل أزمة اللاجئين عامي 2015-2016. والأزمة الاقتصادية العالمية. وأزمة اليورو.
النقاط العشر المستخلصة من حياة ميركل
1. خلفيتها الشيوعية وتأثيرها على مسيرتها
أنجيلا ميركل وُلدت في ألمانيا الغربية لكنها أمضت سنوات شبابها في جمهورية ألمانيا الديمقراطية الاشتراكية. في هذه البيئة القمعية. اضطرت إلى التعامل مع واقع سياسي صعب. انضمت إلى حركة الشباب في الحزب الحاكم. بل شغلت منصبًا صغيرًا أثناء دراستها كعالمة شابة.
الانتقادات الموجهة لها:
منتقدوها زعموا أن هذه الخلفية تركت بصمة استبدادية على شخصيتها السياسية. ومع ذلك. ردّت ميركل في مذكراتها بأن تلك التجارب عمّقت تقديرها للحرية والديمقراطية الغربية. تقول إن نشأتها في ظل دولة قمعية زادت من حساسيتها تجاه حقوق الإنسان. وأكدت إيمانها بالنموذج الليبرالي.
2. تحدي التمييز على أساس الجنس
في بداياتها السياسية. عانت ميركل من التمييز بسبب مظهرها وملابسها. حيث كانت تُنتقد تسريحة شعرها وملابسها التي وصفت بـ”غير الأنيقة”. كما واجهت تحديات من السياسيين الذكور الذين حاولوا تقليص دورها في القيادة.
رد فعلها:
تعاملت مع الانتقادات بعملية وواقعية. بعد حادثة كسر ساقها، اعتمدت ارتداء البذلة النسائية. لأنها أكثر راحة وسهولة من التنانير. مع مرور الوقت. أصبحت داعمة للمساواة بين الجنسين. واعترفت بأنها نسوية بطريقتها الخاصة.
3. الاعتراف بالأخطاء فضيلة
ميركل لم تخشَ الاعتراف بالأخطاء. أشارت في مذكراتها إلى عدد من المواقف التي تشعر بالندم عليها. من بين هذه الأخطاء. وصفها الإنترنت بالأرض المجهولة عام 2013. وتصرفها غير المدروس أثناء أزمة اللاجئين في 2015 عندما أبكت فتاة سورية صغيرة.
رسالتها:
تؤكد ميركل أن القدرة على الاعتراف بالخطأ ليست ضعفًا. بل فضيلة تساعد القادة على النمو وتحسين أدائهم.
4. الأخطاء التافهة لا تعرّف القيادة
أشارت ميركل إلى أن بعض الأخطاء التي ارتكبتها كانت تافهة نسبيًا مقارنة بالأزمات الكبرى التي واجهتها. فعلى سبيل المثال، تجاوزت الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن التجسس. وتمكّنت من استيعاب اللاجئين السوريين على الرغم من تصريحاتها المتحفظة.
المغزى:
القرارات الكبرى هي التي تعرّف القادة وليس الأخطاء الصغيرة.
5. لحظات طريفة في حياتها المهنية
أحد المواقف التي استعرضتها ميركل كان تفاعلها مع الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن. في قمة مجموعة الثماني عام 2008. قام بوش بتدليك كتفيها بشكل عفوي أمام الكاميرات. ما أثار دهشتها.
تعليقها:
كتبت ميركل أنها لم تشعر بالإهانة. لكنها اعتبرت الموقف مضحكًا وغير متوقع. أشارت إلى أن بوش كان يعكس الشخصية المثالية لأميركا من حيث الشهامة وحب الحرية.
6. رؤيتها الواضحة لبوتين
ميركل تعاملت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوعي عميق لطبيعته العدائية. في مذكراتها. وصفت خطاب بوتين في ميونخ عام 2007 بأنه عدائي وصبياني.
استراتيجيتها:
رأت أن روسيا قوة عدوانية تتطلب إدارة دبلوماسية متوازنة. لم تكن تتوقع الكثير من بوتين لكنها فضّلت التعامل معه بحذر.
7. التعامل مع ترامب
عندما التقت بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لأول مرة. استعدّت ميركل بمشاهدة حلقات من برنامجه الشهير “ذا أبرينتس”.
انطباعها:
وصفت ترامب بأنه يسعى دائمًا للحصول على الإعجاب من الآخرين. لكنها لم تتأثر بأسلوبه غير التقليدي في القيادة.
8. علاقتها مع ديفيد كاميرون
ميركل كانت معجبة بشخصية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون. لكنها شعرت بالدهشة من قراره إجراء استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
انتقادها:
اعتبرت أن خطأ كاميرون كان جذريًا. بدءًا من وعده عام 2005 بإخراج حزبه من كتلة يمين الوسط الأوروبية.
9. تأثير الإطراء عليها
ميركل كانت تُعرف بتواضعها. لكنها أشارت في مذكراتها إلى أن الثناء كان يلمس مشاعرها أحيانًا.
رسالتها:
الثناء وحده لا يكفي لتعريف القادة. الإنجازات الحقيقية هي ما يبقى في ذاكرة الشعوب.
10. انتقادها لحزبها
في الفصول الأخيرة من الكتاب. وجهت ميركل نقدًا ضمنيًا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، مشيرة إلى أنه تخلى عن بعض سياساتها. خصوصًا في ملف الهجرة.
رؤيتها:
القيادة الحقيقية تتطلب استمرارية السياسات التي تصب في مصلحة الشعب. وليس تغييرها بناءً على حسابات قصيرة المدى.
مذكرات أنجيلا ميركل ليست مجرد تأريخ لحياتها السياسية، بل هي مرجع غني بالدروس حول القيادة والإدارة وسط الأزمات. الكتاب يسلط الضوء على إنجازاتها وأخطائها، مقدّمًا نموذجًا فريدًا للقيادة القائمة على العقلانية والتوازن.
تعزيز السيو (SEO). تم الالتزام بإبراز الأفكار الرئيسية بطريقة تتماشى مع تحسين محركات البحث (SEO) لضمان وصول المقال إلى جمهور واسع عبر محركات البحث مثل جوجل.
اقرأ كذلك :الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية: لماذا تعتبر أميركا هذا التحالف تهديدًا مرعبًا؟