تركيا: سنتعاون في مجال الدفاع مع الإدارة السورية الجديدة
في خطوة هامة تعكس التوجهات الجديدة في سياسة تركيا تجاه الوضع في سوريا. أكدت وزارة الدفاع التركية دعمها لتأسيس الجيش السوري وأهمية التعاون الدفاعي بين تركيا والإدارة السورية الجديدة. هذا التصريح يأتي في وقت حساس يشهد فيه الوضع السوري تطورات كبيرة في مجالات عدة، من بينها الدفاع والأمن. وتعتبر هذه الخطوة علامة بارزة في العلاقات بين البلدين، خصوصًا في ظل الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد.
دعم تركيا لتأسيس الجيش السوري
أكدت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، أن أنقرة تدعم بشكل كامل جهود تأسيس الجيش السوري. وتعد هذه الخطوة بمثابة تأكيد على التزام تركيا بتوفير الاستقرار في المنطقة وتعزيز قدرات الدفاع الوطني في سوريا. تركيا تعتبر أن تشكيل جيش سوري قوي وموحد سيكون خطوة ضرورية لاستعادة الأمن والنظام في سوريا بعد سنوات من الفوضى والدمار.
وفي هذا السياق، شدد مسؤول بوزارة الدفاع التركية على دعم أنقرة لتأسيس جيش سوري واحد. وذكر أن الجهود التي تبذلها الإدارة السورية الجديدة في هذا المجال تعتبر خطوة إيجابية نحو الاستقرار. وأن تركيا على استعداد للمساهمة في هذه العملية من خلال تبادل الخبرات والموارد.
البنية التحتية الدفاعية التركية وخبرة الجيش التركي
تتمتع تركيا ببنية تحتية قوية في مجال الصناعات الدفاعية، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في تعزيز الأمن في المنطقة. يشير المسؤولون العسكريون الأتراك إلى أن البنية التحتية للصناعات الدفاعية التركية يمكن أن تقدم مساهمات كبيرة في زيادة قدرة الجيش السوري. على وجه الخصوص، ستوفر هذه الصناعة تقنيات حديثة وموارد تساعد في تعزيز قدرة سوريا على مواجهة التحديات الأمنية.
كما أن تركيا تتمتع بخبرة طويلة في مكافحة الإرهاب، وهي خبرة اكتسبتها على مدار سنوات من مواجهة التنظيمات الإرهابية داخل أراضيها وفي مناطق أخرى. يعتبر الجيش التركي من بين الجيوش الأكثر خبرة في هذا المجال. ويجري استخدام هذه الخبرة لمكافحة التنظيمات الإرهابية في عدة مناطق.
وقد قامت تركيا بتقديم العديد من الاستراتيجيات الناجحة في مكافحة الإرهاب والتي تعتمد على التحليل الاستخباراتي المتقدم، والتنسيق الوثيق مع القوات المحلية في المناطق المستهدفة. من خلال هذه الخبرات، تعتقد تركيا أنها يمكن أن تكون شريكًا أساسيًا للإدارة السورية الجديدة في حربها ضد الإرهاب.
التعاون التركي مع الإدارة السورية الجديدة في مكافحة الإرهاب
أحد المحاور الرئيسية التي تركز عليها تركيا في علاقاتها مع سوريا هو مكافحة الإرهاب. وبحسب المسؤولين العسكريين الأتراك، فإن تركيا تسعى للعمل جنبًا إلى جنب مع الإدارة السورية الجديدة في هذا المجال. ويؤكد المسؤولون أن هناك “لا مكان لأي تنظيمات إرهابية في مستقبل سوريا ومنطقتنا ولن نسمح بذلك”.
وتعتبر تركيا أن وجود التنظيمات الإرهابية مثل داعش وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية يشكل تهديدًا كبيرًا ليس فقط على سوريا ولكن على المنطقة بأكملها. لذلك، ترى تركيا أن التعاون الوثيق مع الإدارة السورية الجديدة في هذا المجال سيكون خطوة هامة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة.
دور وزارة الدفاع التركية في دعم الإدارة السورية الجديدة
تواصل وزارة الدفاع التركية متابعة ودعم جهود الإدارة السورية الجديدة لتعزيز قدرة أجهزة الدولة السورية على العمل بكفاءة. ومن خلال هذا الدعم، تأمل تركيا في أن تتمكن سوريا من استعادة سيادتها الكاملة على أراضيها. وأن يتمكن الجيش السوري من فرض السيطرة على كافة الأراضي السورية.
ويشمل هذا الدعم التنسيق مع القوات السورية في مواجهة التحديات الأمنية. وخاصة في المناطق التي ما زالت تعاني من وجود تنظيمات إرهابية. كما يتم النظر في إمكانية تقديم تدريب ومساعدة تقنية للقوات المسلحة السورية لتطوير قدراتها.
فرصة التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا
من المتوقع أن يحقق التعاون الدفاعي بين تركيا والإدارة السورية الجديدة فوائد كبيرة للطرفين. بحسب وزارة الدفاع التركية، فإن هذا التعاون سيكون ليس فقط في مصلحة البلدين بل سيؤدي أيضًا إلى تعزيز استقرار المنطقة ككل. في الوقت الذي تواجه فيه سوريا تحديات كبيرة من حيث الأمن والإرهاب. فإن التعاون مع تركيا يمكن أن يعزز قدرة القوات السورية على التصدي لهذه التحديات.
أحد القضايا الحساسة في هذا السياق هو الوضع في شمال سوريا. حيث تسيطر القوات التركية على عدة مناطق في الشمال، وخاصة في منطقة منبج وسد تشرين. وبحسب الوزارة، فإن الجيش الوطني السوري يسيطر على مدينة منبج. وكذلك على سد تشرين الذي يفصل بين محافظة حلب شمالي سوريا ومحافظة الرقة شمال شرقي البلاد. وهذا يشير إلى أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين تركيا والقوات السورية في هذه المناطق.
التعامل مع مزاعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية
في السياق ذاته، أشار المسؤولون العسكريون الأتراك إلى أن مزاعم تنظيم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية حول التقدم في هذه المناطق لا تتوافق مع الواقع. وقالوا إن هذه المزاعم ليس لها أساس من الصحة، وهي تهدف إلى تشويه الحقائق وإثارة الفوضى في المنطقة.
تعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني جزءًا من تهديد أمني مستمر في المنطقة. ومن خلال الدعم المستمر للقوات السورية. تأمل تركيا في القضاء على هذا التهديد وتوفير بيئة آمنة للمواطنين في المناطق التي تشهد نزاعًا.
الزيارة التاريخية لوزير الخارجية التركي إلى دمشق
في خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات بين تركيا وسوريا، قام وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بزيارة إلى دمشق في يوم الأحد الماضي. وكانت هذه الزيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد، حيث لم يزر أي وزير خارجية تركي سوريا منذ بداية الأزمة في عام 2011.
وخلال الزيارة، التقى فيدان بالقائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في قصر الشعب. حيث تم مناقشة العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك الدفاع والأمن. وقد كانت هذه الزيارة بمثابة بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة وزير الخارجية التركي جاءت بعد زيارة سابقة لرئيس المخابرات التركي، إبراهيم قالن. إلى دمشق في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري. هذه الزيارات تعكس تغيرًا ملحوظًا في السياسة التركية تجاه سوريا. وتعد مؤشرًا على قرب التعاون بين البلدين في المستقبل.
تعزيز التعاون بين تركيا وسوريا
يمكن القول إن التعاون بين تركيا والإدارة السورية الجديدة يمثل خطوة هامة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة. من خلال التعاون في مجال الدفاع ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تقديم الدعم لبناء الجيش السوري، يمكن أن تشهد سوريا تحولًا كبيرًا في قدرتها على التعامل مع التحديات الأمنية.
ومع استمرار الحوار بين تركيا وسوريا، فإن الآمال تتزايد في أن يتمكن البلدان من التعاون بشكل أكبر في المستقبل. من المؤكد أن هذا التعاون سيلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الاستقرار في المنطقة، وقد يؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل.
اقرأ كذلك: إبراهيم قالن: مايسترو الاستخبارات التركية ودوره المحوري في التحولات الإقليمية