حال رفض بوتين وقف الحرب في أوكرانيا.. ما الذي سيقوم به ترامب؟
تصعيد الحرب الأوكرانية بعد الهجوم الضخم على موسكو وتطورات الدعم الأمريكي المستمر لكييف في ظل التهديدات السياسية لترامب وتأثيرها على السياسة الأوروبية والدولية
التوترات في الحرب الأوكرانية.. هجوم ضخم على موسكو وتهديدات ترامب شهدت الحرب الأوكرانية اليوم تطورًا لافتًا تمثل فيتصاعد هجوم جوي مكثف شنته أوكرانيا على العاصمة الروسية موسكو، إذ أطلقت القوات الأوكرانية ما لا يقل عن 32 طائرةً مسيَّرة استهدفت مواقع مختلفة في موسكو. هذا الهجوم يعد الأكبر من نوعه الذي تتعرض له العاصمة الروسية منذ بداية الحرب في فبراير 2022. الهجوم هذا يعكس التصعيد الكبير في النزاع بين الجانبين، ويشكل تحديًا كبيرًا للجانب الروسي في ظل الأوضاع العسكرية الراهنة.
الهجوم على موسكو: تفاصيل وصدى الهجوم الأوكراني
وفقًا للتقارير الواردة من العاصمة الروسية، أعلنت السلطات أن الدفاعات الجوية الروسية نجحت في اعتراض معظم الطائرات المسيَّرة التي أُطلقت من الأراضي الأوكرانية. ومع ذلك، تسبَّب الهجوم في إصابة شخص واحد على الأقل، إضافة إلى تحويل حركة الطيران في ثلاثة من أكبر المطارات الروسية، مما أثر على حركة النقل الجوي في العاصمة، وهو أمر يعتبر غير مسبوق في الحروب الحديثة، حيث تستهدف الهجمات المسيَّرة عادةً المواقع العسكرية والاقتصادية.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها تمكنت من إسقاط نحو 70 طائرة مسيَّرة أوكرانية تم إطلاقها على ست مناطق روسية. ولكن الهجوم الذي شنته أوكرانيا على موسكو أظهر أن الدفاعات الجوية الروسية قد تكون بحاجة إلى المزيد من التطوير والابتكار لمواجهة هذا النوع من الهجمات. على الرغم من فعالية الدفاعات الجوية الروسية في اعتراض العديد من الطائرات، إلا أن الهجوم يثير تساؤلات حول مدى استعداد موسكو لمثل هذه الهجمات المتزايدة.
الدفاعات الأوكرانية: الصمود أمام الضغوط الروسية
في الجانب الأوكراني، أعلن الجيش الأوكراني أن دفاعاته الجوية تمكنت من إسقاط نحو 60 طائرة مسيَّرة من أصل 145 طائرةً تم إطلاقها من روسيا خلال الليلة الماضية. هذا التصعيد من قبل كييف جاء ضمن سياق العمليات العسكرية المستمرة في الحرب، والتي تهدف إلى كسر الحصار الروسي والتقليل من الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية الأوكرانية.
وتعد هذه الهجمات، التي يتم شنها عبر الطائرات المسيَّرة، جزءًا من استراتيجية أوكرانيا لتحييد القدرات الجوية الروسية وتخفيف الضغط على قواتها العسكرية. كما تسعى أوكرانيا من خلال هذه العمليات إلى التأثير على المعنويات العسكرية والمدنية في روسيا، وإظهار قدرتها على ضرب قلب العاصمة الروسية موسكو.
التحركات الأمريكية: دعم عسكري إضافي لأوكرانيا
من جهة أخرى، تشير التقارير الإعلامية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة الرئيس جو بايدن تسعى إلى تسريع الدعم العسكري لكييف، وذلك في إطار تعزيز موقف أوكرانيا على طاولة المفاوضات. نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة بايدن تعمل على إرسال مزيد من المعدات العسكرية بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا قبل مغادرتها السلطة. ويهدف هذا الدعم إلى تحسين قدرات الدفاع الأوكرانية وزيادة فرصها في الحصول على دعم أكبر من الحلفاء في أوروبا.
مع ذلك. يواجه هذا الجهد الأمريكي العديد من التحديات اللوجستية. حيث يعاني الجيش الأمريكي من عقبات كبيرة في نقل الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا بسبب صعوبات في خطوط الإمداد والمسائل التنظيمية. هذه العقبات أثارت مخاوف كبيرة بشأن استنزاف المخزونات العسكرية الأمريكية. المسؤولون الأمريكيون عبروا عن قلقهم من أن الاستمرار في إرسال المعدات العسكرية قد يؤدي إلى انخفاض حاد في المخزونات الاستراتيجية للولايات المتحدة. وهو ما قد يؤثر على قدرة البلاد على مواجهة تهديدات أخرى في مناطق نزاع مختلفة حول العالم.
بايدن وكيفية استمرار الدعم لأوكرانيا
في الوقت ذاته. أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان أن سياسة الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا لم تتغير. الولايات المتحدة تواصل دعم أوكرانيا لتتمكن من الجلوس إلى طاولة المفاوضات وهي في أقوى موقف ممكن. سوليفان أضاف أن الرئيس بايدن سيوضح للكونغرس الأمريكي ضرورة استمرار الدعم العسكري لكييف. حتى بعد انتهاء ولايته الرئاسية. بهدف ضمان استقرار الوضع الأمني في أوكرانيا وعدم التراجع أمام الضغوط الروسية.
هذا الموقف يعكس التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم أوكرانيا ضد العدوان الروسي. وفي الوقت الذي تستمر فيه الحرب، يبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى لتسريع هذه العملية قبل مغادرة بايدن البيت الأبيض. في حين أن فوز ترامب في الانتخابات قد يشكل نقطة تحول هامة في مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
تأثير فوز ترامب: هل يتغير موقف الولايات المتحدة؟
في سياق حديث عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة. يترقب العالم التأثير الذي قد يتركه فوز الرئيس السابق دونالد ترامب على الحرب في أوكرانيا. منذ بداية الحملة الانتخابية. لم يخف ترامب انتقاداته للحرب في أوكرانيا. متهماً إدارة بايدن بأنها فشلت في التعامل مع الأزمة بشكل فعال. في تصريحاته. أعرب ترامب عن رغبته في إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، مؤكداً أن الطريق إلى السلام يجب أن يكون عبر الحوار والتفاوض. وليس عبر التصعيد العسكري المستمر.
الكرملين نفسه أبدى بعض التوقعات حول تأثير الانتخابات الأمريكية على مسار الحرب. حيث صرح المتحدث باسم الكرملين بأن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لن تؤثر بشكل كبير على مستقبل الوضع في أوكرانيا. وأضاف الكرملين أن تصريحات ترامب بشأن السلام وليس المواجهة تميز موقفه عن إدارة بايدن الحالية، وهو ما قد يشكل تحولًا في الاستراتيجية الأمريكية تجاه روسيا في حال فوز ترامب.
المواقف الأوروبية: الخلاف مع رؤية ترامب
على الصعيد الأوروبي، يزداد انقسام المواقف حدة بين الدول الأوروبية، خاصة بعد تصريحات ترامب الأخيرة حول موقفه من الحرب في أوكرانيا. الاتحاد الأوروبي الذي تبنى موقفًا داعمًا لأوكرانيا منذ بداية الحرب، أكد أنه لن يتراجع عن دعمه لكييف في مواجهة روسيا. في هذا السياق. صرح جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. بأن السبيل الوحيد لضمان استقرار الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل يكمن في قدرته على الدفاع عن نفسه بشكل مستقل.
بوريل شدد على ضرورة أن تواصل أوروبا دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. حتى لو كان ذلك يعني تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية بعيدًا عن الاعتماد على حلفاء خارجيين.
هذه التصريحات تعكس تزايد الفجوة بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن التعامل مع الحرب في أوكرانيا. حيث تسعى أوروبا لضمان أمنها دون التأثير الكبير من الخارج.
المستقبل الغامض: ماذا يحمل المستقبل؟
في الختام، تبقى الحرب الأوكرانية في مرحلة حرجة، حيث تتسارع التطورات العسكرية والسياسية في وقت واحد. تتزايد الهجمات على موسكو من قبل القوات الأوكرانية، بينما تبذل الولايات المتحدة جهودًا حثيثة لتسريع الدعم العسكري لأوكرانيا. من جانب آخر. تترقب القوى العالمية نتائج الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على مستقبل الحرب. سواء في حال فوز بايدن أو ترامب.
من الواضح أن هناك تصعيدًا متزايدًا في الحرب، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي. في الوقت الذي يزداد فيه الضغط على روسيا من خلال الهجمات الأوكرانية. تبقى العوامل الجيوسياسية مثل الموقف الأوروبي والقرار الأمريكي حاسمة في تحديد ملامح المستقبل القريب لهذه الحرب.
اقرأ كذلك :غارديان: إيلون ماسك يصبح “نائباً ثانياً” لترامب