التكنولوجيا الإسرائيلية المحظورة وتفجيرات “البيجر”!
تأثير الأساطير اليهودية على تطور الذكاء الاصطناعي: من مذبحة اليهود في القرن السادس عشر إلى الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية وأثرها على الأمن العالمي
الإالتكنولوجيا سرائيلية المحظورة وتفجيرات “البيجر”!… مذبحة اليهود في القرن السادس عشر وأسطورة “الغوليم” وتأثيرها على الذكاء الاصطناعي في القرن السادس عشر. تعرض اليهود في مدينة “براغ” التي تقع في التشيك حاليًا لمذبحة مروعة. حيث قام البوهيميون الغاضبون. بمساعدة جنود الإمبراطورية الرومانية المقدسة، بإحراق منازلهم. وذلك بعد أن اكتشفوا أن مجموعة من اليهود كانوا يقومون بسرقة أطفال مسيحيين في الليل. بهدف التضحية بهم في طقوسهم التلمودية. وقد كانت تلك الأحداث من أسوأ الفترات التي مر بها اليهود في تلك الحقبة.
أسطورة الغوليم كدفاع عن اليهودية
ومن أجل محو هذا العار التاريخي من الذاكرة اليهودية. انتشرت في العام 1609 أسطورة يهودية في التراث العبري، مقتبسة من التلمود. كانت هذه الأسطورة تتحدث عن كائن عملاق مصنوع من الطين يدعى “غوليم” (Le Golem). وقد تم إنشاؤه بواسطة الحاخام اليهودي “ماهارال براغ”. كان الهدف من صنع هذا الكائن هو الدفاع عن الأحياء اليهودية في مدينة “براغ” ضد البوهيميين الذين كانوا يهاجمونهم. ولكن مع مرور الوقت. خرج “الغوليم” عن سيطرة الحاخام. وبدلاً من حماية اليهود. بدأ في قتل وتدمير الأحياء اليهودية. مما جعل الأسطورة تصبح رمزًا للخطورة التي قد تطرأ على المخلوقات التي يخلقها الإنسان.
البرلمان الأوروبي والأسطورة اليهودية
تعود الأسطورة مرة أخرى إلى الواجهة في عام 2017. لكن هذه المرة في مشهد غير تقليدي. بدأ البرلمان الأوروبي أولى خطواته التشريعية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي عبر الحديث عن “الغوليم” في ديباجة مشروع القانون. لم يكن الأمر مجرد تشبيه. بل كان محاولة للتأكيد على خطورة الذكاء الاصطناعي. والهدف من هذا التشبيه كان تحذيرًا من القوى التي يمكن أن يتسبب فيها الذكاء الاصطناعي إذا خرج عن السيطرة. تمامًا كما حدث مع “الغوليم” في الأسطورة. تم دعم هذا التحذير بالإشارة إلى التأثير العميق للأساطير الدينية اليهودية والمسيحية في الثقافة الأوروبية.
ومع ذلك، لم تأت الرياح بما يشتهيه المشرع الأوروبي. حيث أثار هذا التشبيه الكثير من الغضب من دول وحكومات مختلفة حول العالم. كان هذا التشبيه بمثابة جرس إنذار حول الدور الذي قد يلعبه الذكاء الاصطناعي في المستقبل. مما يهدد الأمن السيبراني ويضعف الثقة في العديد من المنتجات الإلكترونية. ما قد يؤدي إلى خسائر فادحة قد تصل إلى مليارات الدولارات.
تكنولوجيا الحرب الإلكترونية في الصراع الإسرائيلي اللبناني
بالانتقال إلى موضوع آخر متعلق بتكنولوجيا الحرب. نجد أن الكيان الصهيوني قد أثار غضب العالم باستخدامه للتكنولوجيا في سفك دماء الأبرياء وشن الحروب ضد شعوب المنطقة. ومن أبرز الحروب التي استخدمت فيها إسرائيل التكنولوجيا بشكل غير قانوني كانت الهجوم الإلكتروني على لبنان. الذي أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص وإصابة آلاف آخرين. بينهم أطفال ونساء. الهجوم كان قد استهدف عدة أنظمة إلكترونية حساسة، مثل أجهزة النداء (البيجر). وأجهزة الاتصال اللاسلكي، وأنظمة الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى معدات التعرف على بصمات الأصابع.
هذا الهجوم لم يكن مجرد اختراق تقني. بل كان له تبعات خطيرة على مستوى الثقة في الأمان الإلكتروني في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى خسائر كبيرة في صناعة التكنولوجيا. تأثر العديد من الشركات الكبرى، مثل “آبل”. حيث شهدت أسهمها انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 2.78% بعد الهجوم. مما يعكس مدى الضرر الذي وقع على صناعة الإلكترونيات العالمية.
الهجوم الإلكتروني الإرهابي: تكنولوجيا الحرب الإلكترونية والطاقة الموجهة
في قلب هذا الهجوم الإلكتروني، اعتمدت إسرائيل على تكنولوجيا متقدمة ومهارات حربية إلكترونية حديثة. وقد تم استخدام برامج ضارة تستغل الثغرات الأمنية في الأجهزة الإلكترونية لإحداث فوضى في النظام الوطني اللبناني. استهدفت الهجمات أجهزة النداء وأجهزة الاتصال. بهدف قتل وجرح المدنيين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالصراع. مما يجعل هذا الهجوم جريمة إرهابية.
لقد كانت إسرائيل قد استثمرت في بناء أبراج اتصالات ضخمة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. والتي تحتوي على تقنيات متقدمة مدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي. وتتمثل مهمة هذه الأبراج في اختراق شبكات الاتصال الخلوية والأرضية وكذلك خوادم الإنترنت. وكان لهذه الأبراج دور أساسي في تنفيذ الهجوم الإلكتروني على لبنان.
مراحل الهجوم الإلكتروني على لبنان
كانت العملية تتبع خطة دقيقة ومعقدة. المرحلة الأولى كانت اختراق الأجهزة الإلكترونية من خلال ثغرات أمنية. قامت إسرائيل باختراق أجهزة النداء. ثم عطلت اللوحات الإلكترونية الخاصة بها. وفي المرحلة الثانية. تم استخدام تقنيات الموجات الكهرومغناطيسية وموجات الميكروويف من خلال أبراج الاتصال لضبط الأجهزة المستهدفة.
الموجات الكهرومغناطيسية التي بثتها الأبراج الصهيونية على الحدود اللبنانية كانت تستخدم كسلاح لإحداث أضرار في الأجهزة الإلكترونية. مما أدى إلى تسخين الأجهزة إلى درجة حرارة خطيرة. وبالتالي انفجارها. وأدى ذلك إلى إصابات عديدة بين المدنيين بسبب شظايا الأجهزة المتطايرة.
التفاعل الإعلامي مع الهجوم
على الرغم من أن الهجوم كان قد أسفر عن تدمير واسع النطاق للأجهزة الإلكترونية. إلا أن وسائل الإعلام الغربية والعربية حاولت التقليل من أهمية الهجوم وطرحه على أنه استهداف لحزب الله فقط. تم ترويج الرواية التي تقول إن الهجوم كان موجهًا فقط ضد الأجهزة التي يستخدمها حزب الله في العمليات العسكرية. ولكن هذا التفسير لا يعكس الحقيقة الكاملة. إذ أن الضحايا كانوا من المدنيين العزل الذين لم يكن لهم أي علاقة بالصراع العسكري.
الهدف الاستراتيجي من الهجوم الإلكتروني الإسرائيلي
من الواضح أن الهدف الرئيسي من هذا الهجوم الإلكتروني كان استعراض القوة التكنولوجية لإسرائيل. لم يكن الهدف فقط تدمير حزب الله أو مواقعه العسكرية. بل كان الهدف هو إرسال رسالة قوية عن التفوق التكنولوجي الإسرائيلي ورفض إسرائيل احترام قواعد القانون الدولي. هذا الهجوم الإلكتروني كان بمثابة تحدٍ لكل المبادئ الدولية التي تمنع استخدام التكنولوجيا كوسيلة لإلحاق الضرر بالمدنيين.
الذكاء الاصطناعي والحروب الإلكترونية
في هذه الأيام، تزداد المخاوف من أن تصبح التكنولوجيا المتقدمة. مثل الذكاء الاصطناعي. جزءًا لا يتجزأ من الحروب المستقبلية. الهجمات الإلكترونية التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان تعكس تحولًا في أسلوب الحرب، حيث يتم استخدام البرمجيات والأنظمة المتطورة كأدوات رئيسية في النزاعات المسلحة.
الذكاء الاصطناعي والطاقة الموجهة أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا على الأمن الدولي. وهذا الهجوم هو مجرد مثال على كيفية توظيف هذه التقنيات في ممارسات غير قانونية تهدد الأمن العالمي.
في النهاية. لا يمكن إغفال التأثير العميق الذي تتركه هذه الحروب الإلكترونية على المجتمع الدولي. الهجوم الإلكتروني الإسرائيلي على لبنان هو مجرد بداية لموجة من الصراعات المستقبلية التي قد تتضمن تكنولوجيا الحرب الإلكترونية. وبغض النظر عن محاولات إسرائيل المتكررة لتبرير هجماتها.
السيو (السيو) يظل جزءًا من هذه الحرب الرقمية. حيث يعكس تطور التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم مدى تعقيد الصراعات المستقبلية. ومدى تأثيرها على حياتنا اليومية.
اقرأ كذلك :تهديدات إسرائيلية تجاه تركيا