مدونات

أسيرة إسرائيلية تروي تفاصيل احتجازها في غزة: “أحضروا لي بيتزا وأحسنوا معاملتي”

انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية من أسيرة سابقة: "الحكومة تضحي بالمواطنين في غزة من أجل البقاء السياسي"

في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أدركت الأسيرة الإسرائيلية السابقة ليئات أتزيلي أن شيئا غير عادي يحدث في كيبوتس نير أوز. عندما رأت عناصر من المقاومة الفلسطينية يحملون أسلحتهم، قالوا لها “لا تخافي. لن نؤذيك. تعالي معنا”. أكدت أتزيلي لاحقًا أنها تلقت معاملة حسنة طوال فترة أسرها. لم تتعرض لعنف جسدي أو معاملة قاسية.

وروت الأسيرة أتزيلي لصحيفة هآرتس تفاصيل أسابيع أمضتها مع محتجزيها. قدموا لها الرعاية والحماية. خلال فترة أسرها، كانت هناك أحاديث ودية بينهم.

وتوضح الأسيرة الإسرائيلية، التي أطلق سراحها في نوفمبر/تشرين الثاني كجزء من هدنة استمرت أسبوعا، أنها لم تتعرض لتهديد من قبل المسلحين. قالت: “أعطوني الوقت لارتداء ملابسي وتنظيم نفسي”. حتى أنهم ساعدوها في البحث عن نظارتها.

وأضافت: “وصلت إلى منزل في خان يونس يعود لأحد الخاطفين. هناك رحبت بي والدته. كنت أبكي. عانقتني وقالت سيكون كل شيء على ما يرام”.

وأشارت إلى أنها كانت تبكي طوال الوقت. كانوا قلقين بشأنها. تعهدوا بحمايتها وتوفير الأكل والشرب لها. سمحوا لها بالاستحمام وغسلوا ملابسها.

وذكرت أنه لم تكن هناك حراسة في المنزل. كان مفتوحا أمامها بالكامل. كانت تتجول بحرية داخله. كانوا يسألونها دائما إذا كانت تحتاج إلى أي شيء. إذا ما كانت تريد البقاء لوحدها في الغرفة.

بهذه التفاصيل، تقدم ليئات أتزيلي رواية غير متوقعة عن فترة احتجازها. تعكس تجربتها معاملة إنسانية. توفر نظرة جديدة على كيفية تعامل المقاومة الفلسطينية مع الأسرى الإسرائيليين.

أسيرة إسرائيلية تروي تفاصيل احتجازها في غزة: تواصل إنساني ومعاملة حسنة

أشارت الأسيرة الإسرائيلية السابقة ليئات أتزيلي إلى أن والدي “الخاطف” كانا معها في المنزل، بالإضافة إلى إخوته وأخته مع أطفالها. عندما تكون في منزل مع أطفال صغار، يكون الأمر مطمئنا، كما تقول.

في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، نُقلت أتزيلي إلى شقة أخرى. هناك التقت بالعمال التايلانديين وأسيرة أخرى تدعى آيلانا غريتزويسكي.

أوضحت أن بقاءهما معا أضفى جوا من الارتياح. تبادلتا الحديث والمشاعر بينهما ومع عناصر المقاومة التي كانت تحرسهما. هذا زرع نوعا من الثقة بينهم.

ذكرت أتزيلي أن حراسهم سمحوا لهما بمشاهدة قناة الجزيرة كل يوم. بهذا تمكنتا من استخلاص بعض المعلومات عما حدث في السابع من أكتوبر.

مع مرور الأيام، بدأت المرأتان بإجراء محادثات طويلة مع حراسهم. فهمت أن التواصل معهم بأكبر قدر ممكن سيساعدها على البقاء. أراد الحراس منهما أن تراهما كأناس، وكانوا يريدون نفس الشيء بالمقابل. بسرعة كبيرة، بدأت المحادثات تدور حول العائلة وحياتهما ونجحت.

أشارت أتزيلي إلى أنها أرادت أن يعجبوا بها ويتعرفوا عليها ويهتموا بها “حتى تنجو”، كما تقول.

أسيرة إسرائيلية تروي تفاصيل احتجازها في غزة: معاملة حسنة وتجارب إنسانية

وروت ليئات أتزيلي عن حراسها، قائلة إن أحدهم محامٍ والآخر مدرس. كلاهما متزوج وله طفل. تذكر أنه في يوم من الأيام، جاءت زوجة أحدهم إلى الشقة مع مولودها الجديد.

أوضحت أتزيلي أنها كانت تتحدث معهم عن الأطفال والأزواج والآباء والحياة اليومية والعادات والطعام. أشارت إلى أن أحد الحراس كان يحب الطبخ حقا. وصفوا لها جميع أنواع الأطعمة مثل المقلوبة والخضراوات المحشوة وجميع أنواع السلطات.

وعن خوفها من كونها امرأة محتجزة لدى رجال، قالت إنها كانت مرتابة جدا في البداية. كانت تخشى من حدوث شيء أو أن تتعرض لاعتداء جنسي. لكنها تأكدت بعد ذلك أن كل شيء كان على ما يرام. كان الحراس ملتزمين بالحدود.

وقالت أتزيلي إن حراسها اندهشوا من كونها نباتية وسألوها “إذن، ماذا تأكلين؟”. أجابت بأنها تحب البيتزا كثيرا. ذهب أحدهم بدراجته وأحضر بيتزا من “كريسبي بيتزا” في خان يونس. بعد ذلك، طلبت الفواكه والخضراوات وأحضروها لها.

قالت “لقد عاملونا بإنسانية بطريقة جعلت من الممكن لنا أن نجتاز تلك الفترة على ما يرام، في المجمل”. أكدت أتزيلي أنها لم تكن محتجزة في الأنفاق. تلقت طعاما كافيا ولم تتعرض للعنف الجسدي أو المعاملة القاسية. تشعر أنها كانت محظوظة للغاية.

أسيرة إسرائيلية سابقة تنتقد سياسات الحكومة وتبدي تعاطفها مع غزة

وأوضحت الأسيرة الإسرائيلية السابقة أن القول بأن قطاع غزة بأكمله تحت سيطرة حركة حماس خاطئ من الناحية الواقعية. أشارت إلى أن “لدينا حكومة مروعة ورئيس وزراء، بنيامين نتنياهو، غير جدير بالمنصب بأغلبية مقلقة”، بحسب وصفها.

قالت إنها تفكر كثيرا في غزة وتشعر بالشفقة على الناس الذين يعانون. أكدت أن هذه الحرب لا تخدم سوى المصالح الشخصية. من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية ضحت من أجل بقائها السياسي.

اقرأ كذلك: من يتحمل المسؤولية القانونية عن إعادة إعمار غزة وتعويض الفلسطينيين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات