Uncategorized

كيف تؤثر الخلافات في صفوف المعارضة التركية على فرصها في الانتخابات؟

تحولات أحزاب المعارضة التركية وتحدياتها في مواجهة الانتخابات المحلية: تحديد الهويات السياسية والتوازن الداخلي في ظل المنافسة الشديدة

مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في تركيا. تتعرض المعارضة التركية لتحديات كبيرة تتجلى في الصعوبات والتحديات الداخلية التي تعترض طريقها. تلك التحديات تتجلى بوضوح في ظل الانقسامات الداخلية والصراعات التي شهدها أبرز أحزاب المعارضة. ومنها حزب الشعب الجمهوري، الذي يعد من أبرز الأحزاب المعارضة في تركيا.

ومن النقاط التي أثارت الجدل والانقسام داخل حزب الشعب الجمهوري هو الخلاف العلني بين رئيس الحزب، أوزغور أوزيل. ورئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو. حول تحديد المرشحين للانتخابات المحلية في عدة مناطق. هذا الخلاف لم يقتصر فقط على الأمور الداخلية للحزب. بل ألقى بظلاله على سمعة الحزب وجعله عرضة لانتقادات متزايدة من داخل الحزب ومن خارجه.

ومن الملاحظ أيضًا تزايد الانتقادات الوجهة لرؤساء البلديات الحاليين الذين لم يتم ترشيحهم لفترات قادمة. حيث يتم اتهام الحزب بوجود إقصاء للأكراد والعلويين ضمن صفوفه. وأيضًا اتهامه بـ “تهميش مناصري كليجدار أوغلو”. هذه الاتهامات والانتقادات أدت إلى تفاقم الانقسام داخل الحزب. مما يعكس حجم الصراعات الداخلية التي يواجهها.

من ناحية أخرى، يتمتع “تحالف الشعب”، الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. بوضع استقرار أكبر واتزان أكثر، مما يزيد من تحديات المعارضة التركية. خاصةً بعد ارتفاع حدة الاختلافات وتوسع الانشقاقات في صفوف أحزاب المعارضة، الذين جمعهم تحت راية “تحالف الأمة”. خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العام الماضي.

صراعات داخل المعارضة التركية

صديق الأمس عدو اليوم! هذه العبارة تجسد الواقع السياسي في تركيا حيث تتصاعد الخلافات والتراشق بين حزب الشعب الجمهوري وحزب “الجيد”، مما يكشف عن عمق الشقاقات بين الحزبين. يعود هذا التوتر إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2023. حيث فاز رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، مما أدى إلى خسارة تحالف الأمة بقيادة كمال كليجدار أوغلو. وتعزيز موقع حزب العدالة والتنمية في البرلمان.

خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب “الجيد”. ألقت رئيسة الحزب ميرال أكشنار خطابًا حماسيًا استخدمت فيه أبياتٍ شعريةً تعبر عن قوة الرجال في الحروب. مما أشار إلى تردد رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة في الترشح ضمن تحالف الأمة، وعدم رؤية أكشنار لكليجدار أوغلو كمرشح مثالي.

أكشنار أعلنت خطة حزبها لخوض الانتخابات البلدية المقبلة بشكل فردي. واتهمت رئيس بلدية إسطنبول الحالي بمنع وضع لوحات دعائية في المدينة. وأكدت أن العقبات تنبع من داخل إسطنبول نفسها وليس من العاصمة أنقرة.

على الجانب الآخر، تعرض حزب “الجيد” لتحديات داخلية بسبب سلسلة استقالات وصرح رئيس الكتلة البرلمانية السابق بـ”ممارسة سياسة الباب الخلفي”. مما أثار الجدل حول التحالفات والوعود.

ردًا على ذلك، وصفت أكشنار هذه التحركات بأنها “هجوم مباشر”. مؤكدة عزمها على التصدي لأية محاولات للتدخل في شؤون الحزب. بينما أعرب إمام أوغلو عن استعداده للتعاون والحفاظ على العلاقات الودية.

المعارضة التركية تعلن دعمًا جديدًا للانتخابات المحلية

في طرابزون. أصدر المقر الرئيسي لحزب الشعب الجمهوري بيانًا يعلن فيه دعمه لمرشح حزب الجيد في الانتخابات المحلية القادمة. وذلك بناءً على تعليمات رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو. هذا الإعلان يسلط الضوء من جديد على التوتر المتصاعد بين إمام أوغلو ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل.

تشير التحليلات إلى أن هذه الخطوة من إمام أوغلو تهدف إلى تعزيز التواصل مع رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار. التي لم تصدر أي تعليقات بعد حول هذا التطور.

يثير انتباه الجميع العلاقة الودية التي ظهرت بين إمام أوغلو وأكشنار خلال تواجدهما في جنازة شقيقتها. حيث تبادلا الأحاديث بطريقة تعكس مستوى عالٍ من الاحترام والتقدير المتبادل. مما يراه البعض خطوة إيجابية نحو عودة العلاقات بين الطرفين.

تحرر أحزاب المعارضة التركية

تحدث الباحث السياسي أحمد أوزغور للجزيرة نت عن تحولات كبيرة في استراتيجيات أحزاب المعارضة التركية. حيث بدأت تخوض الانتخابات بشكل مستقل، متحررة من ضغوط التعاون السابق مع حزب الشعب الجمهوري. هذا التحول يعكس رغبة في تعزيز الهويات السياسية الفردية وتحسين فرصها في الانتخابات المحلية القادمة.

أكد أوزغور أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مايو/أيار 2023 أظهرت أن “الوحدة في مواجهة الرئيس أردوغان لم تعد كافية كإستراتيجية للفوز”. هذا يعكس حالة من الإحباط وربما اليأس لدى الأحزاب الصغيرة.

وأضاف رئيس فرع الشباب في حزب الشعب الجمهوري جوكشان علو كوش للجزيرة نت. أن “الأزمة بين إمام أوغلو وأوزغور أوزيل تتخذ منحى متسعًا. وقد تصل إلى حد القطيعة”. هذا يشير إلى بحث كل طرف عن مصالحه وتطلعاته بشكل مستقل، مما يعقد الوضع الحالي للحزب.

وشدد علو كوش على “ضرورة الانتباه إلى وجود كمال كليجدار أوغلو.  الذي يبدو أنه ينتظر اليوم التالي للانتخابات ليثبت حضوره مجددًا، خاصة في حال خسارة الحزب السيطرة على البلديات الكبرى”. وحذر من أن “الأزمة مع حزب الجيد قد تؤثر سلبًا على توازن المعارضة في وقت حرج، مع اقتراب الانتخابات المحلية”.

هذه التحولات والتحديات تبرز أهمية فهم الديناميات السياسية والتحالفات المحتملة في المشهد السياسي الحالي لتركيا. وتحديد مستقبل المعارضة في ظل الظروف الراهنة التي تتسم بالتعقيد والتحديات المتزايدة.

اقرأ كذلك: الدستور السري للدولة التركية “الكتاب الأحمر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات