Uncategorized

أبو مرزوق: روسيا ستتخذ موقفاً مختلفاً إذا تصاعدت الحرب والسلطة تعرقل جهود المصالحة

تأثيرات تصاعد هجمات "جبهات الإسناد" على غزة والوضع الفلسطيني: تحليل لتأثيرات التوترات الحالية وسياسات الرد الإسرائيلية

قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) موسى أبو مرزوق. إن روسيا ستكون حاضرة في حال توسع نطاق الحرب في غزة ليشمل جبهات أخرى. لأن لها حلفاء في المنطقة. خاصة إيران. وستكون لها أدوار أخرى غير تلك التي تقوم بها في الوقت الحاضر.

اتهم أبو مرزوق السلطة الفلسطينية بعدم استثمار ما وصفها بالمكتسبات التي تحققت بفعل حرب غزة. كما اتهمها “بتعطيل المصالحة الوطنية ومواصلة التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي”. جاءت هذه الاتهامات في مقابلة خاصة أجراها في موسكو.

يزور أبو مرزوق روسيا حالياً. وفق بيان صادر عن حركة حماس لم يحدد تفاصيل الزيارة ومدتها.

أسباب زيارة موسكو وما الملفات التي تمت مناقشتها مع الجانب الروسي

الحراك السياسي والدبلوماسي لا ينقطع، خاصة مع دولة بوزن روسيا. هي عضو في مجلس الأمن الدولي وذات حضور قوي على المستوى العالمي.

وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لا يغيب عن المنطقة. هناك حرب دائرة ومتغيرات هائلة، مما يقتضي التشاور على كل المستويات. حماس والمقاومة الفلسطينية هما طرف أساسي في الحرب، بينما تُعد إسرائيل كواجهة وأداة.

الصراع الحقيقي هو مع الولايات المتحدة، التي تمد تل أبيب بالسلاح وتحميها في المحافل الدولية. لذلك، لابد من وجود دولة بحجم روسيا تقف إلى جانبنا، كي لا تستفرد الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط والساحة الدولية.

المشاورات ضرورية لتقييم الأوضاع. الدعوة وُجهت إلينا أيضا لسبب موضوعي، وهو حراك إسرائيل الدبلوماسي النشط مؤخراً. تحاول إسرائيل صرف النظر عن مركزية التفاوض حول الورقة التي تم إقرارها في مجلس الأمن. تحاول تشتيت الانتباه وفصل مسارات التفاوض.

وفد سياسي وعسكري إسرائيلي كبير حضر إلى موسكو. قدم عرضاً بوقف إطلاق نار مؤقت وإطلاق سراح الأسرى الروس لدى حماس. كان من الضروري سؤال الجانب الروسي حول هذا الموضوع. هذا أحد الأسباب التي استدعت الحوار مع الأصدقاء الروس.

أوضحنا لهم الموقف بجلاء. لا مجال سوى تطبيق قرار مجلس الأمن الأخير. وقف إطلاق نار دائم ووقف العدوان وإغاثة الشعب الفلسطيني. البدء بإعادة الإعمار وكسر الحصار. هذا يمكن أن يفضي إلى صفقة تبادل للأسرى من كلا الجانبين.

الدور المرجو لروسيا في ملف حرب غزة والمنطقة والجبهات المفتوحة مع إسرائيل

الدور السياسي لروسيا محل تقدير كبير لدينا. موقفها تجاه الشعب الفلسطيني واضح منذ سنوات. يدعمون حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وتقرير مصيرهم. الآن، يقدمون مساعدات مدنية.

على المستوى العسكري، تصنع المقاومة سلاحها وتقاوم العدو بنفسها. إذا توسعت المعركة، ستكون روسيا حاضرة بقوة. لديهم حلفاء في المنطقة. لموسكو وجود في سوريا وعلاقات متميزة مع إيران.

سيكون لروسيا أدوار أخرى غير التي تقوم بها في الوقت الحاضر. حينها، سيكون لكل حادث حديث.

تقدم ملف المفاوضات للتهدئة وإجبار نتنياهو على قبول شروط المقاومة الفلسطينية

هناك ثلاثة عوامل ستجبر نتنياهو على وقف عدوانه والخروج من الحلبة السياسية:

العامل الأول هو صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة وفعاليتها في مواجهة الجيش الإسرائيلي. هذا الصمود أفشل كل مخططات الاحتلال وأهدافه.

العامل الثاني يتمثل في ضعف الولايات المتحدة حاليًا بسبب الانتخابات. هذا الوضع يجعلها مترددة في إجبار نتنياهو على وقف العدوان.

العامل الثالث يرتبط بالوضع الداخلي والانقسام السياسي الحاد داخل إسرائيل. هناك انقسامات بين الجمهور ونتنياهو وبين الجيش ونتنياهو. هذا دفعه إلى إلغاء مجلس الحرب. عدم استقرار الأوضاع في تل أبيب سيجبره في نهاية المطاف على وقف العدوان.

يجب إضافة عامل آخر وهو تحول إسرائيل إلى دولة منبوذة ومكروهة. تنتهك القوانين الدولية والإنسانية. صدرت بحق قادتها مذكرات اعتقال وملاحقة من محكمتي الجنايات الدولية والعدل الدولية. هناك أيضا قضايا مرفوعة ضد إسرائيل في محاكم محلية كثيرة.

تقييم الخلاف بين إدارة بايدن ونتنياهو وإمكانية تأثير واشنطن على حكومته

سياسة واشنطن الحالية تكمن في عزل أمن إسرائيل عن مستقبل نتنياهو. الإدارة الأميركية تعتبر أن نتنياهو لا يعمل لصالح تل أبيب بل لأهداف سياسية. ومع ذلك، تظل واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل.

نتنياهو يحاول مواجهة هذه الضغوط خلال فترة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. يلعب على حاجة الإدارة الأميركية إلى الأموال اليهودية. كما يملك أغلبية مريحة في الكنيست ممثلة بالتيار الصهيوني المتدين.

موقف الكونغرس المنحاز بشكل كبير جدا لإسرائيل يضعف تأثير الإدارة الأميركية على تل أبيب.

المكاسب الحقيقية للقضية الفلسطينية جراء “طوفان الأقصى”

بعد 7 أكتوبر 2023، كسبت القضية الفلسطينية تأييداً واسعاً، لا سيما في حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإنشاء دولتهم المستقلة.

حتى الآن، اعترفت حوالي 144 دولة بهذا الحق. التأييد الشعبي الهائل في أوروبا، بما في ذلك اليهود غير الصهاينة، يزداد. دول جديدة تنضم إلى الدعوات ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. هذا نتيجة صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في قطاع غزة الذي يعبر عن صلابته وتمسكه بحقوقه ورفضه للتهجير.

مكانة إسرائيل لم تعد كما كانت. أصبحت غير قادرة على حماية أنظمة في المنطقة أو الدفاع عن نفسها بجانب دول أخرى تقيم معها تحالفات عسكرية وأمنية.

لكن المشكلة الأساسية ليست في المقاومة ولا في الموقف العربي أو الدولي. المشكلة تكمن في السلطة الفلسطينية العاجزة والفاسدة. جاءت كل هذه المكتسبات والسلطة خامدة، لا تقوم بأي حراك على مستوى وحدة الشعب الفلسطيني، أو جني المكاسب الهائلة للقضية الفلسطينية، ولا على مستوى الإنجاز الذي حققته المقاومة.

لن يكون من الممكن استثمار هذه المكاسب إلا بتغيير هذه السلطة وإزاحتها من طريق الشعب الفلسطيني. لم تعد صالحة لتمثيل الشعب والتعبير عن آماله.

تأثير المعارك الحالية على ملف المصالحة الوطنية ودور روسيا في الوساطة

موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وموقف حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لم يعد مقرراً لمستقبلهم الشخصي ولا مستقبل السلطة ولا الوضع الفلسطيني. للأسف، موقفهم مرهون بدول في المنطقة وبالولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي هو موقف غير مستقل ولا يخدم الشعب الفلسطيني.

كل محاولات المصالحة أفشلها أبو مازن بطريقة أو بأخرى. عندما كنا في موسكو، اجتمعنا 14 فصيلاً فلسطينياً واتفقنا وأصدرنا بياناً في أول اجتماع بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023. وكان من المفترض أن يكون الاجتماع التالي أيضاً في موسكو بين حركتي فتح وحماس لتحديد معالم المرحلة المقبلة حول الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير والدولة الفلسطينية والمشروع الوطني.

ولكن بعد يومين فقط، أصدر أبو مازن قراراً دون تشاور، استشار دولة في المنطقة والولايات المتحدة، وعيّن محمد مصطفى رئيساً للوزراء، مفشلاً بذلك جهود روسيا في هذا الصدد.

المجهود الآخر كان من جانب الصين، التي دعت حماس وفتح إلى بكين في أبريل الماضي. كان اللقاء ناجحاً واتفقنا خلاله على جدول أعمال لقاء موسع للفصائل الفلسطينية. تضمن الجدول 8 نقاط إيجابية تحظى بإجماع فلسطيني، منها أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودخول كل الفصائل إليها، وحكومة بتوافق وطني جامع.

كما تضمن الجدول موضوع دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو، والحفاظ على الضفة الغربية، ومقاومة الاستيطان، ومنع محاولات تهويد القدس، وملف الأسرى. اتفقنا على مواصلة بحث هذه النقاط في اللقاء المقبل المحدد يوم 23 يونيو الجاري.

ولكن قبل الاجتماع بيوم واحد، قام الرئيس عباس باستدعاء السفير الصيني وأبلغه بتأجيل اللقاء إلى أجل غير مسمى. علمنا بالقرار من السفير الصيني، مما أثار استغرابنا. لا يريدون أن تكون الوحدة الفلسطينية جماعية أو أن تجتمع الفصائل، فأرادوا إفشال جهود الصين.

رفضت حماس مقترح فتح بعقد اجتماع جديد، وأصرت على مخرجات اجتماع أبريل بمشاركة كامل الفصائل في بكين، وعلى جدول الأعمال المتفق عليه. فتح أنكرت وجود اجتماع واتفاق، وكان هذا كذبا صريحا، لأن الصينيين شاهدون على هذا الأمر. سلمت الورقة إلى نائب وزير الخارجية الصيني الذي امتدح اللقاء، قبل أن تصدر الخارجية الصينية بيانا يتحدث عن نجاح المفاوضات واستمرار مساعيها على هذا الخط.

أسباب عدم انفجار الوضع في الضفة الغربية وغياب الانتفاضة الثالثة

الجيش الإسرائيلي لا يتوقف عن اقتحام مناطق عدة في الضفة. ولكن ما الذي يحول دون انفجار الوضع وحدوث مواجهة شعبية واسعة أو انتفاضة ثالثة؟

السبب الأول هو السلطة. السلطة عطّلت الجامعات والمدارس لمنع أي حراك أو انتفاضة جديدة في الضفة الغربية. تلاحق السلطة المقاومين وكل من يدعو إلى أي انتفاضة أو تجمع أو إضراب. تحاسب حتى على منشور أو تغريدة على مواقع التواصل.

الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تعمل ليلاً ونهاراً لخدمة العدو الصهيوني تحت باب التصدي للفوضى والتهدئة والحل التفاوضي. هذه الأسباب تمنع وجود انتفاضة أو مقاومة بحجم أكبر رغم ممارسات الاحتلال من مصادرة أراضي الفلسطينيين وترحيلهم.

السبب الثاني هو الاعتقالات الإسرائيلية. هناك أكثر من 9 آلاف معتقل فلسطيني من أبناء الضفة في سجون الاحتلال. هذا العدد الكبير من المعتقلين يحد من تفعيل المقاومة. ومع ذلك، أتوقع أن تشهد الضفة أحداثاً في المستقبل القريب، تختلف عن تلك التي نشاهدها حالياً.

تأثيرات تصاعد هجمات “جبهات الإسناد” على الوضع في غزة والقضية الفلسطينية

هل ترون أن حربا مفتوحة باتت وشيكة خاصة بعد ارتفاع وتيرة هجمات “جبهات الإسناد” المؤيدة للمقاومة، وكيف يمكن أن ينعكس ذلك على غزة والقضية الفلسطينية؟

توسيع إطار الحرب يخدم مصالح بنيامين نتنياهو، حيث يعزز ذلك وجود الولايات المتحدة في المنطقة ويحافظ على استمرار الحكم دون خسائر.

بالنسبة لجبهات الإسناد، نحن والشعب الفلسطيني نقدر جهودها التي تربط مقاومتها بوقف العدوان على غزة.

في حال توسعت الحرب، لا يمكن لإسرائيل أن تحارب على جبهتين بفعالية، مما يؤثر بشكل كبير على غزة وقدرتها على المقاومة.

يجب أن نتذكر أن إسرائيل استهدفت غزة بعد أسر حماس للجندي جلعاد شاليط، وانتهت الحرب فقط بعد خطف حزب الله لثلاثة جنود في لبنان، مما يظهر أن إسرائيل لا تستطيع تحمل حروب على جبهتين في الوقت الحالي.

اقرأ كذلك:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات