تصريح الشيخ أدرعي بشنّ الحرب المقدسة ضد اليهود
"تصاعد التصريحات الصهيونية عن الحرب اليهودية المقدسة: تأثيرها وتداعياتها على الصراع الفلسطيني-الصهيوني ومزيد من الاستفسارات"
في هذا الوقت، وبينما يستمر العالم في متابعة تفاصيل الإبـ ـ.ادة الجماعية الصهيو-أميركية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يأتي لنا رسالة من أفيخاي أدرعي. رئيس القسم العربي في مكتب الناطق الرسمي العسكري في الكيان الصهيوني والمتحدث باسم جيشه. وجاءت هذه الرسالة بمناسبة اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست في ٢٧ يناير/ كانون الثاني الماضي.
في فيديو مصور تم بثه على منصات التواصل الاجتماعي. أعلن أفيخاي أدرعي باللغة العربية الفصيحة أن هذه الإبادة الجماعية هي “حرب مقدسة” وأن اليهود باقون في إسرائيل. وأكد أنهم متجذرون في هذه الأرض وأن الحق والعدل يعلوان، ولا يمكن لأحد أن يقوم بإزالتهم من هناك.
أما فيما يتعلق برسالته للفلسطينيين والعرب والمسلمين، فقد هدد بالويل وبلهجة متعالية كل من يعادي الكيان الصهيوني. هذه الرسالة تأتي متسقة تمامًا مع توجه دولة الكيان الصهيوني وحكومتها. الآن، هل وصلت هذه الرسالة إلى العالمين العربي والإسلامي؟ وهل فهموا مقاصدها؟ وما الإجراءات التي يجب عليهم اتخاذها في ضوء هذه التصريحات؟
“أفيخاي أدرعي: من المقدم في الجيش الإسرائيلي إلى الصوت الصهيوني على منصات التواصل الاجتماعي”
أفيخاي أدرعي ليس مجرد شخص يهودي نشط على وسائل التواصل الاجتماعي. بل هو مقدم في الجيش الإسرائيلي ورئيس للقسم العربي في المكتب الإعلامي لجيش الكيان الصهيوني منذ عام ٢٠٠٥. انطلقت مسيرته المهنية في وحدة ٨٢٠٠ الاستخباراتية. المعروفة بوحدة التجميع المركزية لقطاع الاستخبارات في وزارة الدفاع. حيث قام بأعمال متعددة من جمع الإشارات الاستخباراتية إلى الحرب السيبرانية والمراقبة.
أصوله اليهودية تمتد إلى العراق والمغرب وتركيا. واكتسب خلال دراسته في المرحلة الثانوية مهارات تحدث اللغة العربية بإتقان. يمتلك معرفة عميقة بالثقافة العربية والإسلامية، ويشارك بانتظام في المناسبات الدينية مثل رمضان والأعياد. حيث يحاول تقديم دعاية لإدانة فصائل المقاومة الفلسطينية. بما في ذلك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مستخدمًا آيات من القرآن الكريم كدليل على ذلك.
من خلال السنوات الثماني عشرة الماضية. قدم أفيخاي أدرعي آلاف الرسائل على منصات التواصل الاجتماعي باللغة العربية سواء كانت كتابية أو مرئية. وشارك في العديد من البرامج والحوارات والتعليقات على الشاشات العربية والأجنبية الناطقة باللغة العربية.
رسالة أفيخاي أدرعي وتأثيرها على الصراع الفلسطيني-الصهيوني
عندما نتعامل مع محتوى فيديو ذكرى الهولوكوست، يجب أن نفهم بوضوح السياق المحيط بهذه الرسالة:
1. جميع ما يصدر عن الناطق العسكري لجيش الدفاع الصهيوني، المقدم أفيخاي أدرعي. يعتبر خطابًا رسميًا صادرًا عن مؤسسة رسمية تعبّر عن موقفها. هذا الخطاب يتم توجيهه بعناية ويعبر عن أهداف ومقاصد محددة تمت مراجعتها والاتفاق عليها قبل نشره.
2. رسالة التهديد التي وردت في الفيديو تتعدى مجرد مواجهة الفصائل الفلسطينية. حيث تصل إلى الدول العربية والإسلامية بشكل عام. هذا يأتي دون مراعاة لمساعي التطبيع والمشروعات الاستثمارية المشتركة بين الكيان الصهيوني والدول العربية والإسلامية.
3. هذا الخطاب قد يثير مشاعر الاستفزاز بين الشعوب العربية والإسلامية بشكل كبير. ولكنه يعتمد على التوقع بأن الحكومات العربية ستظل وفية للكيان الصهيوني.
4. أديرعي أخطأ في توجيه مضامين مستفزة تؤثر على جهود السلام والتطبيع، وتزيد من حدة العداء والثأر. هذا النوع من الخطاب لا يساعد في تحقيق التعايش في المستقبل.
5. ينبغي على أديرعي أن يعترف بأن هناك تجذر فلسطيني أيضًا في الأرض. وأن هذه الجذور لن تزول بغض النظر عن مرور الزمن.
6. في ختام الأمر، يجب أن نفهم أن التصريحات المثيرة للجدل من هذا النوع تزيد من تعقيد الصراع وتعمق جروحه. دون أي إسهام إيجابي في حل النزاع.
تصاعد التصريحات الصهيونية عن الحرب اليهودية المقدسة: تحليل واستفسارات
رغم أن هذه المواقف صدرت عن الناطق العسكري الرسمي للجيش الصهيوني وتمثل مواقف رسمية تعبّر عن وجهة نظر الدولة والحكومة، إلا أنها لم تواجه أي تصعيد من قبل الأوساط الرسمية العربية والإسلامية، سواء على الصعيدين السياسي أو العسكري أو الديني.
هذا يثير تساؤلات حول السبب في السماح للكيان الصهيوني بالتحدث بوضوح عن الحرب اليهودية المقدسة على أعلى المستويات، وذلك ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية والإسلامية، دون أن يُعتبر هذا التصريح تحريضًا على الكراهية أو استفزازًا للتمييز الديني والمشاعر الدينية للعرب والمسلمين.
وفي هذا السياق، يطرح سؤالًا مهمًا: لماذا تكون هذه القواعد مختلفة بالنسبة للدول العربية والإسلامية، حيث تمنع وتجرم تصريحات عن الحرب الإسلامية المقدسة للدفاع عن المسلمين في فلسطين واستعادة حقوقهم؟ هل هذا الغياب عن الحديث يسهل استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة ويساهم في تحقيق أهداف الكيان الصهيوني؟
هذه التساؤلات تظل مفتوحة، وهي تحمل دلالات عميقة تستوجب البحث والتحليل لفهم التوترات والتحديات القائمة في المنطقة.
اقرأ كذلك: تلغراف: الإسرائيليون يشعرون بالقلق من هرمجدون ويتوقعون اقتراب نهاية العالم