تلغراف: الإسرائيليون يشعرون بالقلق من هرمجدون ويتوقعون اقتراب نهاية العالم
"تصاعد التوترات وتحذيرات من تصاعد الصراع مع حزب الله في إسرائيل: هل نحو حرب عالمية ثالثة؟"
أفاد تقرير نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية بأن إسرائيل تعيش في حالة من القلق والتوتر. يجد جيشها نفسه يواجه تحديات على جبهتين متزامنتين. الأولى في قطاع غزة حيث يقاتل ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والثانية في جنوب لبنان حيث يتصدى لحزب الله.
وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي أُعِدّ بواسطة الصحفي البارز روبرت مينديك. أن السكان في إسرائيل يعيشون في حالة من التوتر والقلق. يُعبر بعضهم عن إحساسهم بأن الأوضاع الراهنة تتنبأ بالمصائب. وحتى هناك من يعتقد بأن “الحرب العالمية الثالثة” ربما بدأت بالفعل.
هرمجدون: بلبلة ترقب وتوتر في إسرائيل
وحاول المراسل في صحيفة “تلغراف” البريطانية الربط بين الاقتتال الدائر في الجبهتين المشار إليهما وبين مفهوم حرب نهاية العالم المعروفة باسم هرمجدون. وقد كانت هذه الحرب تبدو في السابق بعيدة المنال، ولكنها اليوم ليست بالأمر المستبعد تمامًا.
كلمة “هرمجدون” هي مشتقة من اللغة العبرية وتعني “هار مجدو”، وهو موقع وادعٍ يقع غرب مدينة جنين في فلسطين. وهو المكان الذي تقول الروايات الدينية اليهودية أنه سيكون موقع معركة نهائية في نهاية العالم.
وتقول الصحيفة إن هناك حوالي 160 ألف صاروخ من حزب الله مستهدفة هذه المنطقة في الشمال، بينما في الجنوب. يواصل الجيش الإسرائيلي معركته الشرسة ضد حركة حماس في حرب استمرت لمدة حوالي 4 أشهر.
وزادت حالة التوتر في إسرائيل، ومنطقة مجدو وسط البلاد أصبحت الآن مكانًا لموقع أثري هام. يُعتقد أن مجدو كانت تقع على الطريق التجاري القديم بين مصر وبلاد ما بين النهرين. وشهدت العديد من المعارك التي وردت في العهد القديم.
وبحسب التقرير، لا يزال من النادر جداً أن يقوم أحد بزيارة مجدو في هذه الأيام. مما يشير إلى أن البلاد لا تزال تعاني من صدمة الهجوم الذي نفذته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ومرّ أكثر من مائة يوم. وتمت اختفاء معالم السياحة وأصبح الزوار المسيحيون الذين اعتادوا زيارة هرمجدون يفضلون تجنب المنطقة خوفاً من اندلاع حرب نهاية العالم. ومع ذلك، يُذكر التقرير أن هناك سائحاً واحداً استثنائياً يُدعى سيرغي بوزانوف (بعمر 62 عامًا). ظهر فجأة وزار الموقع ليوم واحد فقط برفقة زوجته.
قصة رجل هرب من روسيا إلى إسرائيل وجده يُحاصره الحرب
هرب سيرغي بوزانوف من روسيا إلى إسرائيل قبل عشرة أشهر. وفي وجهه مصير غير متوقع. كان هروبه نتيجة لـ “مشعل الحرب” الروسي، الرئيس فلاديمير بوتين.
ذكرت الصحيفة أن بوزانوف، الذي ينتمي إلى الجالية اليهودية في روسيا. قرر مغادرة وطنه بحثًا عن أمان من تداعيات التوترات الدولية وتصاعد الأزمات. وفي تصريح له، قال بوزانوف: “كنت أرغب ببساطة في زيارة هرمجدون قبل أن تصبح ميدانًا لحروب حقيقية”. وأضاف بوزانوف. الذي يعمل كمهندس متقاعد في مجال تكنولوجيا المعلومات: “أعتقد أن هناك احتمالًا كبيرًا لاندلاع حرب في شمال إسرائيل. ورغم رغبتي في عدم حدوث ذلك، إلا أني لا يمكنني تجاهل الواقع المحتمل”.
وكشفت صحيفة تلغراف أن بوزانوف يؤيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. على الرغم من الانتقادات التي يواجهها نتنياهو في البلاد والتي تشمل الإخفاقات الأمنية الأخيرة في 7 أكتوبر/تشرين الأول. ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى عدم تفضيل معظم الإسرائيليين لبقاء نتنياهو في المنصب. إلا أن بوزانوف يظل متمسكًا بدعمه له. وتتزايد المخاوف من تصاعد التوترات في إسرائيل وسط اشتداد التصاعد الأمني وتصاعد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
تنامي التوترات وظهور تهديد حربي مع حزب الله
الواقع هو أن هناك تصاعدًا ملحوظًا للتوترات وتهديدًا محتملًا بالحرب ضد حزب الله. حسب وصف الصحيفة، يُعتبر حزب الله خصمًا أخطر من حماس، وهذا الأمر يشير إلى اقتراب تصاعد الأزمة. قبل عدة أشهر، تم إخلاء بلدات حدودية في المنطقة، والتوتر لا يزال مرتفعًا. حيث تتواصل الهجمات الجوية في جنوب لبنان وإطلاق الصواريخ من حزب الله نحو إسرائيل.
الكاتب والناشط الاجتماعي ممدوح إغباري يروج لفكرة أن الصراع الحالي قد ينتشر أكثر. نظرًا لأن “العالم كله يبدو الآن معاديًا لإسرائيل”. ويضيف بشكل قلق: “هناك فعليًا تصاعد للصراع مع حزب الله (…) ومن الصعب تحقيق تفاهم بين القوى الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة وبريطانيا”.
في حين يقول بتلقائية، وهو يتذوق فنجانًا من القهوة في مقهى بمدينة أم الفحم الفاخرة. “تبدو الأمور كما لو أننا نشهد بداية الحرب العالمية الثالثة حاليًا”.
اقرأ كذلك: “طوفان الأقصى”.. صراع متباين في المستوى دون اختلاف في الجوهر