إزالة الحصانة من نائب في بولندا بعد إطفاء شموع “حانوكا” اليهودية باستخدام مطفأة الحرائق
مزيد من التداعيات القانونية تلوح في الأفق لبراون بعد رفع الحصانة البرلمانية، وسط تعدد مواهبه وتجدد الاهتمام بتاريخ حانوكا وأصدائه الثقافية.

في حدث لافت يوم الأربعاء الماضي، أقدم البرلمان البولندي على خطوة مثيرة للجدل. أعضاء البرلمان قرروا بالإجماع رفع الحصانة عن غزغوز براون، النائب المنتمي للحزب الكونفدرالي اليميني. السبب وراء هذا القرار يعود إلى تصرف براون في ديسمبر/كانون الأول الماضي. أثار النائب جدلاً واسعاً عندما قام بإطفاء شموع عيد الأنوار اليهودي، المعروف بـ”حانوكا”، داخل مبنى البرلمان. استخدم براون مطفأة حريق لإخماد الشموع المشتعلة على الشمعدان، وذلك بعد مراسم الإضاءة الرسمية.
الحادثة التي أثارت ردود فعل واسعة وقعت بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأول 2023. وثقت الكاميرات براون وهو يتجه نحو الشمعدان. الذي يُعتبر رمزاً مهماً في احتفالات حانوكا اليهودية التي تستمر ثمانية أيام، حاملاً مطفأة الحريق. وبدون تردد، قام بإطفاء الشموع، مما أدى إلى ردود فعل قوية داخل الأوساط السياسية والدينية على حد سواء.
تصاعد الجدل في البرلمان البولندي بعد تصرفات وتصريحات النائب براون
في أعقاب الحادثة التي شهدت إطفاء شموع “حانوكا”، تصاعدت حدة الأحداث داخل البرلمان البولندي. براون، الذي أثار جدلاً واسعاً بفعلته، دخل قاعة البرلمان وألقى بتصريح مثير للجدل. أعلن بصراحة: “لا يمكن أن يكون هناك مكان لأعمال العبادة التلمودية العنصرية والقبلية والمتوحشة في برلمان جمهورية بولندا!” هذه الكلمات لم تمر دون رد. حيث أعرب رئيس مجلس النواب، سيمون هولوفنيا، عن موقفه الرافض لسلوك براون. مشيراً إلى أنه سيتم تقديم مقترح للمدعي العام لمحاسبة النائب على تصرفاته، بما في ذلك عرقلة الاحتفال الديني.
براون، من جانبه، واجه هذه الاتهامات بنفي قاطع. أكد أن الادعاءات الموجهة ضده تضمنت تفسيرات خاطئة وتلفيقات بعيدة كل البعد عن الواقع. أضاف بأن بعض الأحداث التي يتهم بها لم تقع أصلاً. مشيراً إلى أن الأدلة المصورة والتسجيلات الصوتية يمكن أن تثبت صحة موقفه.
تصريحات مثيرة للجدل من براون بعد رفع الحصانة عنه
في تعليقه على قرار رفع الحصانة البرلمانية عنه، عبر النائب غزغوز براون عن استيائه عبر منصة فيسبوك. شرح براون أن لجنة اللائحة والشؤون البرلمانية والحصانة ناقشت، خلال يومي 15 و16 يناير/كانون الثاني 2024. طلب مكتب المدعي العام لمقاطعة وارسو الذي يطالب بتقديمه للعدالة الجنائية. وصف براون اللجنة. التي يترأسها النائب ج. أوربانياك، بأنها كانت تبتهج بطريقة فاضحة، معربًا عن استيائه من عدم الاكتراث لاعتراضاته. مؤكداً أن الطلب يتضمن أفعالاً غير مبررة.
في منشور آخر، دافع براون عن تصرفاته بقوة، معلناً أنه يشعر بأنه أدى واجبه على أكمل وجه. صرح بأنه استعاد كرامة البرلمان بوضع حد لما وصفه بـ”الاحتفال التلمودي العنصري”. عبر عن رغبته في إنهاء ما يعتبره “احتفالات عبدة الشيطان التلمودي” داخل مبنى البرلمان. مشيرًا إلى أنه يرى في التلمودية عنصرية تتناقض مع مبادئ الدين والقانون العلماني الذي يحكم الحياة العامة في البلاد المتحضرة.
أضاف براون، في تعليق على صفحته بمنصة إنستغرام. مقولة جريئة تعكس رؤيته للشجاعة والاستقلالية قائلًا: “إذا كنت خائفا، فأنت بالفعل عبد!”.
تصعيد الإجراءات ضد براون: من الغرامة إلى المواجهة مع اتهامات جنائية
غزغوز براون، الشخصية المثيرة للجدل في البرلمان البولندي، يواجه فصلاً جديداً من التحديات القانونية. ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم فرض عقوبة عليه بخفض نصف راتبه لثلاثة أشهر. بالإضافة إلى تقليص بدل التنقلات لمدة ستة أشهر. والآن، بعد رفع الحصانة البرلمانية عنه. يبدو أن براون قد يتعرض لموجة جديدة من الاتهامات الجنائية. يتطلع الادعاء إلى توسيع نطاق الاتهامات لتشمل حوادث أخرى تعود للأعوام 2022 و2023.
ممثلو الادعاء يضعون في الأفق تهماً متعددة ضد براون، الذي ينتمي إلى الحزب الكونفدرالي القومي. تشمل هذه التهم تدمير الممتلكات، إهانة مكان عبادة، وانتهاك السلامة الجسدية.
على صعيد آخر، يُعرف غزغوز مايكل براون أيضًا كشخصية متعددة المواهب، حيث يعمل كصحفي وكاتب سيناريو ومخرج. وُلد في 1 مارس/آذار 1967، في مدينة تورون، المعروفة بموقعها الخلاب على ضفاف نهر فيستولا في شمال بولندا. وحصل على تعليمه في جامعة فروتسواف.
من جانب آخر، يحتفل اليهود حول العالم بعيد حانوكا، الذي يُعرف أيضًا بعيد الأنوار اليهودي. إحياءً لذكرى ما يُعتقد أنه انتصار أبناء الحشمونيين على الإغريق خلال فترة “الهيكل الثاني”. تروي الرواية اليهودية أن الإغريق اضطهدوا الحقوق وحظروا العبادات اليهودية. مما أدى إلى ثورة أسفرت عن استعادة القدس وتبديل الحكم الإغريقي بالحكم اليهودي.
اقرأ كذلك: تقرير صحفي تركي يستعرض خمس عمليات فاشلة ومحرجة قام بها جهاز الموساد