اللحظة التاريخية عندما أسقط محمد علي كلاي سوني ليستون بضربته القاضية

قبل 60 عامًا، في 25 فبراير/شباط 1964. أثار الملاكم محمد علي كلاي (المعروف آنذاك باسم كاسيوس كلاي) صدمة في عالم الرياضة. أسقط بطل العالم سوني ليستون بضربة قاضية في ميامي بيتش.

محمد علي تغلب على ليستون في الجولة السادسة بضربة فنية قاضية. بالرغم من أن ليستون كان الملاكم المفضل بنسبة ثمانية لواحد، إذ كان قد هزم البطل السابق فلويد باترسون مرتين.

ومن جانبه، كان محمد علي واثقًا تمامًا من النصر. حيث اعتمد على أسلوبه المتميز وصرخاته المشهورة بـ “أنا أحوم مثل الفراشة وألسع كالنحلة”. وتحقق هذا التوقع عندما أسقط ليستون في الجولة الثامنة.

محمد علي كلاي يفوز باللقب ويغير اسمه

أثناء النزال، اشتكى ليستون من إصابة في الكتف. وبعد جرس الجولة السابعة. تم الإعلان عن بطل جديد للوزن الثقيل وفقًا لموقع هيستورى.

هذا النزال كان الأخير الذي خاضه محمد علي باسمه الحقيقي (كاسيوس مرسيلوس كلاي) قبل أن يغير اسمه إلى محمد علي، بعد يوم واحد من النزال، بعد أن أعلن إسلامه.

استمر النزال بين كلاي وليستون لست جولات، حتى استسلم الأخير والدم يسيل من إحدى عينيه.

وبيعت القفازات التي استخدمها كلاي في النزال بأكثر من نصف مليون جنيه إسترليني (800 ألف دولار) بمناسبة ذكرى الخمسين له. أما ليستون، فطلب نزالًا آخر في السنة التالية (1965). لكن محمد علي أسقطه بالضربة القاضية في الجولة الأولى.

رحلة الأسطورة من بدايتها إلى تألقه

ولد محمد علي في 17 يناير/كانون الثاني 1942 في ولاية كنتاكي الأميركية. بدأ رحلته في عالم الملاكمة عندما كان في الثانية عشرة من عمره، حيث حقق رقمًا قياسيًا بأكثر من 100 فوز في مسابقات الهواة.

في عام 1959، انتزع بلقب القفازات الذهبية الدولية للوزن الثقيل، وفي العام التالي. أضاف ميدالية ذهبية له في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في روما.

بعد الألعاب الأولمبية، أصبح كلاي محترفًا ولم يذق مرارة الهزيمة في أول 19 مباراة له. مما جعله يستحق التحدي لسوني ليستون، الذي كان قد حقق فوزًا بلقب الوزن الثقيل عام 1962.

حقق محمد علي مسيرة استثنائية بعد الأولمبياد. حيث أصبح أصغر بطل للعالم في الوزن الثقيل بعد فوزه بهذا اللقب عام 1964. ولم يكتفِ بذلك. بل استمر في تحقيق النجاحات، محققًا اللقب ثلاث مرات، في عامي 1974 و1978. ليصبح الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز الفريد 3 مرات.

محمد علي كلاي: أسطورة الملاكمة والمناضل الإنساني

محمد علي اشتهر بأسلوبه المميز في الملاكمة، حيث كان يعتمد على مهارته وسرعته وضرباته المفاجئة. مما جعله يبرز بين أبطال الوزن الثقيل.

بجانب مسيرته الرياضية، تألق محمد علي بمواقفه الأخلاقية المشرفة. حيث كان يدافع بشدة عن قيم الإسلام وحقوق البشرية، ولم يتجاهل أبدًا قضايا العدالة الاجتماعية. بما في ذلك حرب فيتنام.

رفض محمد علي الانضمام إلى الجيش والسفر إلى فيتنام. معتبرًا أن المشاركة في حرب غير مبررة لا تتماشى مع قيمه الدينية.

هذا الموقف أثار أزمة كبيرة لمحمد علي، حيث تم محاكمته وجرده من لقبه العالمي. وتوقف عن ممارسة الملاكمة لثلاث سنوات.

توفي محمد علي في عام 2016 عن عمر يناهز 74 عامًا. بعد معاناة طويلة مع مرض باركنسون الذي أصابه في نهاية مسيرته الرياضية.

اقرأ كذلك: ساديو ماني يدخل القفص الزوجي قبل بطولة أمم أفريقيا مع فتاة متدينة وملتزمة