تركيا

تركيا تُعلن عن عودة 7600 لاجئ سوري إلى وطنهم خلال 5 أيام

تفاصيل عودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى وطنهم عبر الحدود التركية خلال الأيام الأخيرة وزيادة الطاقة الاستيعابية للمعابر الحدودية لتسهيل الحركة

تركيا تُعلن عن عودة 7600 لاجئ سوري إلى وطنهم خلال 5 أيام. أعلن وزير الداخلية التركي. علي يرلي قايا.  اليوم الأحد، عن عودة أكثر من 7600 سوري إلى بلدهم عبر الحدود التركية خلال الأيام الخمسة التي تلت سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. يُعتبر هذا الحدث خطوة كبيرة في سياق تحولات الوضع السوري في الفترة الأخيرة. خاصة بعد الإعلان عن إعادة العديد من السوريين إلى بلادهم في وقتٍ حساس بعد انهيار النظام في دمشق. فقد كانت تركيا قد أعلنت في وقتٍ سابق عن استعدادها لاستقبال السوريين العائدين، على أن يتم ذلك بشكل طوعي ودون أي ضغوط.

أوضح الوزير التركي، في منشور له على منصة إكس، أن العدد الإجمالي للسوريين “الذين عادوا طوعًا من تركيا” بين 9 و13 ديسمبر/كانون الأول الجاري قد بلغ 7621 شخصًا. وكانت هذه العودة قد تمت عبر المعابر الحدودية التركية، وهو ما يُظهر تحسُّنًا في الوضع الأمني في بعض المناطق السورية التي كان اللاجئون قد فروا منها خلال السنوات السابقة.

تفاصيل العبور عبر الحدود

بحسب التقارير، كانت العودة إلى سوريا قد تمت عبر المعابر الحدودية المختلفة. حيث عبر 1669 شخصًا يوم الثلاثاء الماضي، و1293 شخصًا يوم الأربعاء، و1553 شخصًا آخرين يوم الخميس، بالإضافة إلى 1847 شخصًا عبروا أول أمس الجمعة. وقد زادت أعداد العائدين بشكل ملحوظ على مدار الأيام، مما يعكس رغبة بعض السوريين في العودة إلى ديارهم بعد سنوات من اللجوء في تركيا.

إنَّ هذه العودة تتم في إطار سياسة تركيا التي تقوم على تقديم تسهيلات لعودة اللاجئين إلى بلادهم. وهي سياسة تُعدُّ محط أنظار المجتمع الدولي، حيث تعتبر هذه العودة أحد الحلول الإنسانية التي تهدف إلى تخفيف العبء عن المخيمات واللاجئين المقيمين في تركيا، والتي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم. كما تأتي هذه الخطوة في وقت حساس بالنسبة للأوضاع في سوريا بعد التغيرات الجيوسياسية التي شهدتها البلاد، وخاصة في ظل تراجع سيطرة النظام السوري على العديد من المناطق.

زيادة الطاقة الاستيعابية للمعابر الحدودية

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار وزير الداخلية التركي إلى أن تركيا قد زادت من الطاقة الاستيعابية اليومية للمعابر الحدودية بعد سقوط نظام الأسد في سوريا. حيث ارتفعت القدرة الاستيعابية للمعابر من 3 آلاف شخص إلى ما بين 15 و20 ألف شخص يوميًا. هذه الخطوة تُعد جزءًا من الاستعدادات التي تقوم بها السلطات التركية لتسهيل عودة اللاجئين إلى بلادهم.

كما أشار الوزير إلى أنه تم اتخاذ إجراءات إضافية لتسهيل عملية العبور عبر الحدود. حيث تم تعزيز الإجراءات الأمنية، وفتح المزيد من المعابر لاستيعاب الأعداد المتزايدة من العائدين. وتُعتبر هذه الإجراءات جزءًا من الاستراتيجية التركية لضمان عودة آمنة وسلسة للاجئين السوريين إلى بلادهم، وهو ما يعكس التزام تركيا تجاه اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف صعبة.

الوضع عند معبر جيلفي غوز الحدودي

في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين الماضي، شهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية تجمع مئات السوريين عند معبر جيلفي غوز الحدودي، الذي يقع على بعد حوالي 50 مترًا غرب حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا. هذا المعبر يُعدّ واحدًا من المعابر الحدودية الرئيسية التي يتم من خلالها عبور اللاجئين السوريين من تركيا إلى سوريا. وقد أظهرت الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية التركية أن 1259 شخصًا عبروا من المعبر في ذلك اليوم. وبذلك، استمرت حركة العودة بوتيرة متزايدة، مما يعكس حالة من التفاؤل بين اللاجئين السوريين الذين يبدون رغبة في العودة إلى مناطقهم الأصلية، خاصةً بعد التحولات التي شهدتها البلاد.

إن معبر جيلفي غوز يعد من أبرز المعابر الحدودية التي تشهد حركة كثيفة من السوريين العائدين، وهو بمثابة حلقة وصل بين تركيا وسوريا في المنطقة الشمالية. ويأتي هذا في وقتٍ حساس تشهد فيه البلاد تطورات قد تؤثر بشكل مباشر على مستقبل السوريين في الخارج. حيث يأمل كثير منهم في استعادة حياتهم الطبيعية في وطنهم بعد سنوات من اللجوء.

الحدود التركية السورية ومعابرها

تتشارك تركيا مع سوريا حدودًا تمتد لأكثر من 900 كيلومتر، حيث توجد 5 معابر حدودية عاملة. من بين هذه المعابر. يتم استخدام بعضها بشكل رئيسي لعبور اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم. بينما يُستخدم البعض الآخر في نقل المساعدات الإنسانية والسلع التجارية. بالإضافة إلى هذه المعابر الخمسة. من المقرر فتح معبر سادس قريبًا لتسهيل حركة اللاجئين العائدين والمساعدات الإنسانية.

هذه المعابر تلعب دورًا مهمًا في حركة اللاجئين السوريين وتخفيف الضغط عن المدن التركية التي تستضيف أعدادًا ضخمة من اللاجئين. وتعتبر تركيا من أكبر الدول المستضيفة للاجئين السوريين في العالم، حيث بلغ عددهم نحو 3 ملايين شخص. هؤلاء اللاجئون جاءوا من مختلف المناطق السورية التي تأثرت بالحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011.

تستضيف تركيا حاليًا نحو 3 ملايين سوري غادروا بلادهم بعد اندلاع الحرب في عام 2011. ويعيش معظمهم في مدن كبيرة مثل إسطنبول وأنقرة، بالإضافة إلى العديد من المدن والبلدات الحدودية. وقد واجه اللاجئون السوريون العديد من التحديات أثناء فترة إقامتهم في تركيا. مثل صعوبة الحصول على الإقامة القانونية، والبحث عن فرص عمل، والتعليم لأطفالهم.

التحديات والآمال في العودة

تظل العودة إلى سوريا حلمًا للعديد من السوريين. الذين يواجهون تحديات كبيرة في عملية العودة. فبينما يجد بعض اللاجئين أن الظروف أصبحت أكثر أمانًا في بعض المناطق السورية، فإن البعض الآخر لا يزال يتردد في العودة بسبب الوضع الأمني المتقلب وعدم الاستقرار السياسي في بعض المناطق. لهذا. تُعتبر العودة الطوعية أحد الخيارات التي توفرها تركيا للاجئين السوريين، حيث يتم تشجيعهم على العودة بشكل آمن ومؤمن.

من جهة أخرى، فإن الحكومة التركية قد أعلنت عن استعدادها لدعم اللاجئين السوريين الذين يختارون العودة. من خلال توفير مساعدات إنسانية وتنظيم عملية النقل عبر الحدود بطريقة آمنة. وفي الوقت نفسه. هناك تخوفات من أن بعض المناطق في سوريا لا تزال غير آمنة للعودة. وهو ما يجعل العودة تحديًا حقيقيًا للبعض.

تشير أعداد العائدين من سوريا عبر المعابر الحدودية التركية إلى زيادة ملحوظة في رغبة بعض اللاجئين السوريين في العودة إلى بلادهم بعد سنوات من اللجوء. وتشير التقارير إلى أن تركيا قد اتخذت العديد من الخطوات لتسهيل هذه العودة. بما في ذلك زيادة الطاقة الاستيعابية للمعابر الحدودية وتوفير الدعم اللازم للعائدين. كما أن فتح معابر جديدة قد يسهم في تسهيل العملية بشكل أكبر.

مع استمرار النزاع في سوريا، لا يزال الوضع الأمني والسياسي في بعض المناطق غير مستقر. مما يجعل العودة خيارًا غير مضمون للجميع. ومع ذلك. فإن الأمل يظل قائمًا لدى العديد من السوريين في العودة إلى وطنهم بعد سنوات من الصراع والتهجير.

اقرأ كذلك :تركيا تكشف هوية أحد منفذي هجوم توساش في أنقرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات