اقتصاد

الغرب في قلق من تزايد صناعة السيارات الكهربائية في الصين

تصاعد التوترات الأمنية والبيئية: التأثير المتزايد لصناعة السيارات الصينية على السوق العالمية

يشهد العالم تغييرًا كبيرًا في صناعة السيارات مع صعود مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين مثل “بي واي دي” و”نيو”. هذا الصعود أثار الرعب بين عمالقة صناعة السيارات التقليدية مثل تويوتا. إذ أصبحت الصين مصدرًا رئيسيًا للسيارات في العالم، وزادت صادرات السيارات الصينية بشكل كبير منذ عام 2020.

في هذا السياق، زار تاكيرو كاتو رئيس قسم السيارات الكهربائية في “تويوتا” الصين في عام 2018 واكتشف قدرات التصنيع المتقدمة في البلاد. وفي نفس الوقت. تفوقت شركة “بي واي دي” الصينية على تسلا في الربع الأخير من عام 2023. مما يظهر التحدي الكبير الذي يواجهه عمالقة صناعة السيارات التقليدية.

تقرير فايننشال تايمز يشير إلى النهج العدواني لشركة “بي واي دي” ومصنعي السيارات الكهربائية الصينيين الآخرين الذين يستهدفون الأسواق العالمية. وتثير تدفق السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة إلى الأسواق الغربية تساؤلات حول السياسات التجارية والحماية للمصنعين المحليين في الغرب. مما يجعل الولايات المتحدة وأوروبا تواجهان تحديات كبيرة في التعامل مع هذا التحول في صناعة السيارات.

التفوق في التكلفة: مصنعي السيارات الصينيين يتحدون الأسواق العالمية

تقرير فايننشال تايمز يشير إلى أن مصنعي السيارات الصينيين يتمتعون بميزة تنافسية كبيرة فيما يتعلق بتكاليف الإنتاج. وذلك بفضل خبرتهم في تصنيع بطاريات الليثيوم. حيث يمكن رؤية هذا الأمر جليًا من خلال تسعير طراز “أوتو0 3” من “بي واي دي” بأسعار أقل من طراز “مودل 3” من “تسلا” في الأسواق الأوروبية الرئيسية.

التقرير يشير إلى أن مصنعي السيارات الصينيين مثل “بي واي دي” لديهم القدرة على تلبية 75% من الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، ولديهم أيضًا طموحات للتوسع في الولايات المتحدة. ومع ذلك، تظل هناك تحديات، مثل الرسوم الجمركية والمخاوف المتعلقة بالصين، تواجههم في تلك الأسواق.

الخبير جورجي جواهردو من شركة “دينتونس غلوبال أدفايزورز” يسلط الضوء على التعقيدات التي تواجه شركات السيارات الصينية خارج الصين. حيث تفتقر إلى الدعم الحكومي الذي تحظى به داخل الصين. وهذا الواقع يمكن أن يؤثر على تفوقها في التكلفة في الأسواق التنافسية.

ويشير التقرير أيضًا إلى حذر الحكومات الغربية من توغل الصين في أسواقها. حيث حذرت إدارة بايدن المكسيك بشكل خاص من موجة الاستثمارات الصينية المتزايدة. كما يشير إلى أهمية نتائج التحقيق الخاص بالاتحاد الأوروبي، الذي يسلط الضوء على نتائج الإغراق والدعم الصيني للأسواق. ومن المتوقع أن تصدر النتائج في نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام.

المخاطر الأمنية والتحديات البيئية: التأثير المتزايد للصين في صناعة السيارات

يعكس تقرير فايننشال تايمز تزايد قلق المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة وأوروبا بشأن المخاطر الأمنية المفترضة المرتبطة بوجود مكونات صينية في البنية التحتية الحيوية مثل الطاقة والاتصالات. يتم التركيز على هذه المخاوف الآن أيضًا في قطاع صناعة المركبات الصينية. بالإضافة إلى البطاريات والتكنولوجيات النظيفة الأخرى.

ومن ناحية أخرى، يشير الخبير كوري كومبس من “فريق تريفيوم تشاينا”. الذي يعمل في مجال أبحاث السوق السياسية الغربية، إلى أهمية منع الصين من الوصول إلى سلاسل الإمداد النظيفة. ويعتبر ذلك تأثيرًا محتملًا على جهودهم لتحقيق سياسات صفر الانبعاثات الكربونية، وقد يؤدي إلى تقييد انتقالاتهم المناخية دون وجود استراتيجيات تخفيف كافية.

تتجلى أهمية هذا التصاعد الكبير في منتجات السيارات الكهربائية الصينية في لحظة محورية لصناعة السيارات العالمية. بينما تعمل الدول الغربية على حماية صناعاتها وتحقيق أهدافها المناخية، يمثل التوسع الصيني الكبير تحديًا كبيرًا وتمهيدًا لاصطدام مصالح متوقع بين تطلعاتها المناخية وأهدافها في مواجهة التحديات وتقليل تأثير الصين.

اقرأ كذلك : صناعة السيارات الألمانية تواجه تهديدًا من المنافسة الصينية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات