لماذا يتزايد توقع ارتفاع أسعار الذهب على الصعيدين الوطني والعالمي؟
تأثير تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية على توقعات أسعار الذهب والسياسة النقدية المستقبلية
إشارات إلى تراجع التضخم في الولايات المتحدة تُنذر بانقضاء دورة التشديد النقدي التي بدأتها الاحتياطي الفدرالي منذ مارس 2022، حيث ارتفعت أسعار الفائدة من 0.25% إلى 5.5%. وهذا التوقع يؤثر بشكل إيجابي على سعر الذهب.
في الوقت الحالي، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.13% ليصل إلى 2022.39 دولارًا للأوقية. يعزى هذا الارتفاع إلى ترقب المستثمرين لبيانات التضخم في الولايات المتحدة، التي من المقرر نشرها في وقت لاحق هذا الأسبوع. وعلى الجانب الآخر، شهدت أسعار العقود الآجلة لتسليم يناير تراجعًا بنسبة 0.12% لتصل إلى 2023.60 دولارًا للأوقية.
تراجع عوائد السندات يُقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب. ولكن الذهب يظل وسيلة للتحوط من المخاطر وتحقيق أرباح سريعة من خلال المضاربة. وهذا، بالذات في هذه المرحلة، يعتبر عاملًا محفزًا لأسعار الذهب نظرًا لزيادة الطلب مقابل العرض المحدود.
إلى جانب ذلك، يُضاف إلى عوامل رفع أسعار الذهب تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. وتصاعد التصعيد من قبل إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
يجدر بالذكر أن مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين، الذي يُعد مؤشرًا رئيسيًا لقياس التضخم. انخفض إلى 3.1% في نوفمبر مقارنةً بـ 3.2% في أكتوبر الماضي، وفقًا لبيانات مكتب إحصاءات العمل.
المتداولون يترقبون عددًا من البيانات الاقتصادية الأميركية هذا الأسبوع. بما في ذلك تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الرئيسي – وهو المقياس المفضل لدى البنك المركزي الأميركي لقياس التضخم – لشهر نوفمبر في الجمعة القادمة.
تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية يلمح إلى آفاق جديدة لأسعار الذهب
شهدت عوائد سندات الخزانة الأميركية تراجعًا حادًا خلال الفترة الأخيرة. حيث انخفضت عائدات السندات ذات الأجل الثلاث سنوات إلى أدنى مستوى لها في أكثر من ستة أشهر. حيث وصلت إلى 4.094% في الوقت الذي تم إعداد فيه هذا التقرير. كما شهدت عائدات السندات ذات الأجل السبع سنوات تراجعًا إلى أدنى مستوى منذ يوليو الماضي عند 3.924%. ولم يكن ذلك كافيًا، حيث انخفضت عوائد السندات ذات الأجل العشر سنوات إلى 3.9%. وهو أدنى مستوى منذ نهاية يوليو الماضي.
خلف هذا التراجع في عوائد السندات، يكمن اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة في الأسبوع الماضي. حيث يعتقد الخبراء أن هذا التراجع سيفتح الباب أمام ارتفاع محتمل في أسعار الذهب.
وفيما يتعلق بالسياسة النقدية، أبقى الاحتياطي الفدرالي الأميركي على معدلات الفائدة دون تغيير خلال آخر اجتماعاته. حيث استمرت تلك الفائدة في نطاق 5.25%-5.5%. وفي توقعاته للاقتصاد. ألمح الاحتياطي الفدرالي إلى نهاية التشديد التاريخي للسياسة النقدية الأميركية، وتوقع تراجع تكاليف الاقتراض في عام 2024.
بشكل عام، يبدو أن عوائد سندات الخزانة الأميركية تلعب دورًا مهمًا في توجيه توقعات الأسواق وأسعار الذهب في المستقبل القريب.
اقرأ أيضاً: تركيا تشهد انخفاضا قياسيا في قيمة الليرة وتراجع في معدل البطالة