تساؤلات صحيفة فرنسية حول مستقبل الشرق الأوسط
تصاعد التوترات والتحديات في الشرق الأوسط .. خطورة المشهد المستقبلي وضرورة التصدي لها
تناولت صحيفة “لكسبريس” الفرنسية في تقرير حديث الوضع المعقد الذي يسيطر على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. الكتابان شارل هاكي وسيريل بريات قاما بتحليل الوضع الراهن واستشراف المستقبل المحتمل.
في تقديرهما، يظهر أن الحل الأمثل لهذا الصراع القديم يتمثل في تنفيذ مبدأ حلاً سياسياً يعرف بـ “حل الدولتين”. هذا الحل يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل. وهو السبيل الوحيد للوصول إلى سلام مستدام وإنهاء الصراع المستمر.
وبالنظر إلى التعقيدات المتزايدة في قطاع غزة، يُعتبر حل الدولتين حلاً ضروريًا وملموسًا يمكن أن يضمن استقرار المنطقة. على العكس من ذلك، استمرار الصراع بدون حسم سيؤدي إلى تصاعد التوترات وفقدان الفرصة لتحقيق السلام.
في النهاية، يبقى مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي محل تساؤل. وما يحدث في الأيام والأشهر المقبلة سيكون حاسمًا في تحديد الاتجاه النهائي لهذا الصراع الطويل.
التحديات الإيديولوجية المستقبلية لحماس
يُظهر تحليل مفاوض فلسطيني سابق، غيث العمري، الذي يعمل حاليًا باحثًا في “معهد واشنطن”. أن حل الصراع مع حماس لن ينتهي بمجرد تصفية مقاتليها. وفقًا له، إذا تم هزيمة حماس عسكريًا، فإن الأيديولوجية التي تدعمها لن تزول.
بعبارات أخرى، حتى إذا تمكنت إسرائيل من تحقيق النصر على الجانب العسكري لحماس. فإن فكرها وأفكارها ستظل قائمة. سيستمر الأشخاص في غزة في تبني هذه الأفكار بدون أن يكون لديهم القدرة على تنفيذها في الواقع.
وفي هذا السياق، يعتبر العمري أنه من الضروري استغلال فترة ما بعد “حماس المقاتلة” لاقتراح بديل سياسي يكون أكثر جاذبية وبدء عملية السلام. ومع ذلك، يُشير إلى أهمية إعادة بناء غزة بشكل جاد. حيث إن عدم ذلك سيترتب عليه ضعف السلطة الفلسطينية وفقدان مصداقيتها وانعدام الثقة فيها. وهذا سيجعل من الصعب على الإسرائيليين العثور على شريك حقيقي للتعاون وبناء سلام مستدام.
تصاعد الأمور: خطر محتمل يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط
تسلط التوقعات في التقرير الضوء على إمكانية تصاعد الأمور وتفاقم الوضع في منطقة الشرق الأوسط. ويرجح أن يكون هناك خطرًا أعظم ينتظر المنطقة.
مع استمرار الحرب في غزة، يتوقع أن يستمر حزب الله اللبناني في تهديد إسرائيل على الحدود الشمالية، وإذا انقلبت الموازين في صالح إسرائيل بشكل كبير، فقد يزداد انخراط حزب الله في الصراع. بالإضافة إلى ذلك، قد تسعى حماس إلى فتح جبهة جديدة ضد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
في حالة هزيمة حماس عسكريًا، من الممكن أن يتم حكم غزة بمشاركة تحالف دولي يضم الدول العربية. بهدف إعادة بناء المنطقة وتعزيز قدرة السلطة الفلسطينية.
هذا السيناريو يظهر أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة ويتعين على الأطراف المعنية البحث عن حلول سلمية تساهم في استقرارها وتحقيق السلام المستدام.
اقرأ كذلك : بدايات شجاعة وانتصارات في فلسطين .. تضحيات تاريخية تحكي قصة الصمود والتحدي