فائدة الحمية النباتية في تقليل الاندفاعات الحرارية بعد انقطاع الطمث
توجيهات غذائية إضافية للتحكم في هبات السخونة أثناء انقطاع الطمث وتحسين جودة الحياة
إن انقطاع الطمث هو مرحلة طبيعية يمر بها جميع النساء في مرحلة معينة من حياتهن. ومع ذلك، تترافق هذه المرحلة مع ظاهرة معروفة باسم “الهبات الساخنة” التي تؤثر على أكثر من 80% من النساء. إن الهبات الساخنة هي نوبات مفاجئة تشمل ارتفاعاً مفاجئاً في درجة حرارة الجسم، مصاحبة بتعرق غزير واحمرار في الوجه والجسم. تستمر هذه الهبات عادة ما بين 30 ثانية إلى 10 دقائق، وقد تحدث عدة مرات في اليوم. إنها ظاهرة مزعجة للغاية وتؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة وجودة النوم لدى النساء اللواتي يعانين منها.
النظام الغذائي النباتي وتأثيره الإيجابي على الهبات الساخنة خلال انقطاع الطمث
إن انقطاع الطمث هو مرحلة طبيعية تمر بها النساء في حياتهن، لكنها قد تصاحب بظهور مشكلات صحية مزعجة. بحسب الأبحاث الحديثة، يشير التقارير إلى أن النساء اللاتي يعانين من الهبات الساخنة قد يكون لديهن مخاطر أكبر للإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام والزهايمر. للتغلب على هذه الأعراض، يلجأ البعض إلى تناول الأدوية، بينما يعتمد البعض الآخر على العلاج الهرموني. الذي يحمل مخاطر محتملة للإصابة بأمراض أخرى مثل سرطان الثدي والسكتة الدماغية.
دراسة حديثة أظهرت أن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تحسين الحالة الصحية للنساء خلال فترة انقطاع الطمث. هذا النظام الغذائي يشمل كميات كبيرة من الفواكه والخضروات والحبوب. ويميزه احتواؤه على كميات كبيرة من فول الصويا.
تشير نتائج الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة “العلاجات التكميلية في الطب” إلى أن النظام الغذائي النباتي. خاصة إذا تضمن نصف كوب من فول الصويا المطبوخ يوميًا، يمكن أن يقلل بشكل كبير من حدة وتكرار الهبات الساخنة لدى النساء.
قامت الدراسة بمتابعة 84 امرأة خلال فترة انقطاع الطمث، واللواتي أبلغن عن تكرار الهبات الساخنة مرتين أو أكثر في اليوم. تم تقسيمهن إلى مجموعتين، حيث اتبعت إحداهما النظام الغذائي النباتي المناسب وتضمنت كميات من فول الصويا. بينما استمرت المجموعة الأخرى بنظامها الغذائي العادي.
أظهرت النتائج انخفاضًا واضحًا في عدد وشدة الهبات الساخنة بين النساء اللواتي اتبعن النظام الغذائي النباتي. بالإضافة إلى ذلك، تم رصد تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء لديهن، وهذه التغييرات كانت مرتبطة بانخفاض الهبات الساخنة.
بشكل عام، أثبتت الدراسة أن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يقلل بنسبة تصل إلى 95% من إجمالي الهبات الساخنة. مما يجعله خيارًا واعدًا للنساء اللواتي يعانين من هذه الأعراض المزعجة.
تأثير السمنة والنظام الغذائي النباتي على أعراض انقطاع الطمث
تشير الأبحاث إلى أن السمنة تزيد من شدة وتكرار أعراض انقطاع الطمث. دراسة أجريت بإشراف دكتورة هانا كاليوفا. المديرة السريرية للأبحاث والمؤلفة الرئيسية للدراسة، قامت بفحص تأثير النظام الغذائي النباتي المتوازن على تحسين الحالة الصحية للنساء خلال فترة انقطاع الطمث. تركز هذه الدراسة على تجنب البروتينات الحيوانية ومنتجات الألبان الغنية بالدهون.
توضح كاليوفا أن النظام الغذائي النباتي الذي يحتوي على فول الصويا يكون غنيًا بالألياف والمركبات مثل الإيسوفلافون والدايدزين، وهذه المركبات تعزز نمو بكتيريا الأمعاء النافعة. يُظهر النظام الغذائي النباتي أيضًا تأثيرًا إيجابيًا على تثبيت مستويات هرمون الإستروجين. مما يقلل من حدة الهبات الساخنة.
علاوة على ذلك، يقلل تجنب اللحوم من وفرة بكتيريا الأمعاء المرتبطة بالالتهابات. الانخفاض في وفرة بكتيريا كلوستريديوم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة القلب، ويمكن أن يرتبط بانخفاض الهبات الساخنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتُشير الأبحاث إلى أن الخيارات الغذائية تلعب دورًا مهمًا في تخفيف أعراض انقطاع الطمث. دراسة أُجريت في اليابان في ثمانينيات القرن الماضي أظهرت انخفاض الهبات الساخنة بين النساء اللواتي اتبعن نظامًا غذائيًا تقليديًا مبنيًا على الأرز والخضروات وفول الصويا. ونتائج دراسة أخرى أُجريت في عام 2018 أشارت إلى أن النساء اللواتي اعتمدن على نظام غذائي نباتي أبلغن عن أعراض أقل من الهبات الساخنة.
بالمجمل، يظهر أن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يكون حلاً واعدًا للنساء اللواتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث. خاصة اللواتي يعانين من السمنة.
التوازن في النظام الغذائي: الخضروات واللحوم
تشير الأبحاث الحديثة إلى فوائد النظام الغذائي النباتي في تقليل حدة الهبات الساخنة خلال فترة انقطاع الطمث. ومع ذلك، يجب أن نفهم أن هذا لا يعني ضرورة الامتناع الكامل عن المنتجات الحيوانية. إيمي براغانيني. أخصائية تغذية المرأة في موقع “هيلث لاين”. تؤكد على أن النظام الغذائي النباتي يتيح العديد من الفوائد الصحية، وفي الوقت نفسه. يمكن أن تكون اللحوم الخالية من الدهون مصدرًا غنيًا بالبروتينات والفيتامينات والمعادن. لذا من المهم تحقيق التوازن بين هذين العنصرين في النظام الغذائي.
براغاني تشجع على إضافة المزيد من فول الصويا، المعروف بكونه مصدرًا للإستروجين النباتي. إلى النظام الغذائي للمساهمة في تقليل الهبات الساخنة. يمكن تضمين فول الصويا في النظام الغذائي من خلال:
1. الأدامامي (فول الصويا الأخضر): يمكن تحضيره كمقبلات مع الوجبات بعد طهوه بالبخار وتناوله برشة خفيفة من الملح.
2. حليب الصويا: يمكن إضافته إلى الفواكه الطازجة للحصول على عصير صحي ولذيذ.
3. مكسرات الصويا: تعتبر وجبة خفيفة غنية بالألياف والبروتينات وتمنح إحساسًا بالشبع.
التحكم في النظام الغذائي والتوازن بين الخضروات واللحوم هما عنصران مهمان لتقليل حدة الهبات الساخنة وتحسين صحة المرأة خلال فترة انقطاع الطمث.
نصائح غذائية إضافية لتحسين صحة انقطاع الطمث
بشكل عام، ينصح الخبراء باتباع نمط حياة صحي وتجنب السمنة لتحسين حالة الصحة خلال فترة انقطاع الطمث. إليك بعض الإرشادات الغذائية الإضافية التي يمكن أن تكون مفيدة:
1. تجنب المشروبات الغازية والكافيين، وخاصةً قبل النوم مباشرة. قد يؤدي استهلاك هذه المشروبات إلى زيادة الحرارة في الجسم وتفاقم الهبات الساخنة.
2. التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، حيث يمكن أن تزيد من شدة الهبات الساخنة لدى بعض النساء.
3. شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم، حيث يُنصح بتناول ما يعادل 8 أكواب من الماء يوميًا. يساعد الإبقاء على الجسم مُشبعًا بالماء في التحكم في درجة حرارته وتخفيف حدة الهبات الساخنة.
4. تعزيز تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل الحليب ومنتجات الألبان والزبادي. حيث يمكن أن يُساهم الكالسيوم في تقوية العظام وتقليل مشاكل هشاشة العظام التي قد تنجم عن انقطاع الطمث.
5. الحد من تناول الأطعمة المصنعة التي تحتوي على النترات، وكذلك الأطعمة الغنية بالدهون والسكر. هذه الأطعمة يمكن أن تزيد من التهيج والالتهابات في الجسم، مما يمكن أن يزيد من حدة الهبات الساخنة.
بمراعاة هذه الإرشادات الغذائية الإضافية. يمكن للنساء تحسين صحتهن وتقليل الأعراض المزعجة التي تصاحب انقطاع الطمث.
اقرأ كذلك : أطعمة ومشروبات تساعد في تهدئة القولون العصبي