مدونات

خطة أردوغان لاستعادة السيطرة على إسطنبول وأنقرة .. استراتيجيات البلديات التركية المستقبلية

في ظل السعي الحثيث لحزب العدالة والتنمية لاسترداد بلديتي إسطنبول وأنقرة، يبدو أن الطريق ليس سهلاً كما يتمنى الرئيس أردوغان. مع النجاح اللافت لمرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات الأخيرة، وتحديدًا في معاقل المحافظين، تظهر النتائج تحديات كبيرة أمام الحزب الحاكم. على الرغم من التراجع الظاهر في شعبية إمام أوغلو ويافاش، إلا أن النجاح في الانتخابات البلدية يتطلب جهودًا مضاعفة واستراتيجيات محكمة، خاصة في ظل الفوارق الواضحة التي أظهرتها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مما يشير إلى أن طريق أردوغان ليس مفروشًا بالورود كما يأمل.

مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في تركيا، التي تحتل مكانة مرموقة بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية. ينمو الاهتمام بتحديد ملامح المشهد السياسي للبلاد في السنوات القادمة. ففي غضون الأشهر الأربعة المقبلة. ستتضح معالم المعركة الانتخابية مع الإعلان عن المرشحين وتشكيل التحالفات.

على الرغم من النجاح السابق لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية لعام 2019. حيث حقق الحزب وتحالفه مع حزب الحركة القومية نتائج متميزة. إلا أنه واجه خسارة في بعض البلديات الرئيسية مثل إسطنبول وأنقرة، مما أدى إلى تراجع بريقه.

هذا الواقع يجعل من الانتخابات البلدية المقبلة في مارس نقطة محورية. حيث يترقب الجميع كذلك إن كان حزب العدالة والتنمية قادرًا على استعادة نفوذه في هذه البلديات الكبرى. خصوصًا في إسطنبول وأنقرة، ما يعكس توجهات الشعب التركي وتطلعاته المستقبلية.

استراتيجية أردوغان لاستعادة إسطنبول وأنقرة

كذلك تُظهر التصريحات الأخيرة للرئيس التركي أردوغان حول رئاسة بلدية إسطنبول، التي خسرها حزبه في 2019. تأثير هذه الخسارة على نفسيته. أردوغان. الذي أكد في اجتماع حزب العدالة والتنمية على ضرورة استعادة إسطنبول وأنقرة، يتبع استراتيجية متعددة الأبعاد لهذا الهدف.

أولًا، يعتمد على الزخم الذي حققه تحالف الجمهور في انتخابات مايو الماضي. الذي أحرز أغلبية البرلمان ومنصب الرئاسة، لتعزيز مكانته في المدن الكبرى.

ثانيًا، يستغل أخطاء رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، خاصة في إسطنبول. حيث اهتم إمام أوغلو بالدعاية الشخصية على حساب مطالب السكان، مما أدى إلى تراجع الخدمات.

ثالثًا، يعزز تحالف الجمهور مع حزب الحركة القومية وينظر في استمرار تحالفه مع حزب “الرفاه من جديد”. كما يعتمد على حزب الدعوة الحرة الكردي المحافظ، الذي يُظهر نفوذًا شعبيًا واضحًا، للتأثير على الناخبين الأكراد.

رابعًا، يركز على اختيار مرشحين أكفاء لرئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة. في إسطنبول، يبرز اسم مراد قوروم. الوزير السابق للتخطيط العمراني، وفخر الدين كوجا، وزير الصحة الحالي، بالإضافة إلى توفيق كوكصو. الذي يُعد المرشح الأقرب. أما في أنقرة، تُشير استطلاعات الرأي إلى مراد كوسه. وتورغوت ألتينوك، وهاكان هان أوزجان كمرشحين محتملين.

بهذه الطرق، يسعى أردوغان لاستعادة السيطرة على هاتين المدينتين الحيويتين.

التحديات التي تواجه أردوغان في استعادة إسطنبول وأنقرة

الطموحات السياسية لحزب العدالة والتنمية في استرداد بلديتي إسطنبول وأنقرة قد تواجه عقبات كبيرة. خاصة في ضوء الإخفاقات السابقة في انتخابات 2019. على الرغم من تراجع شعبية رئيسي بلديتي إسطنبول. أكرم إمام أوغلو، وأنقرة، منصور يافاش، فإن الانتصار ليس مضمونًا لأردوغان.

في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة التي أُجريت في مايو. تفوق مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو على أردوغان في إسطنبول وأنقرة بفوارق ملحوظة. هذه النتائج تُظهر تحديًا كبيرًا لأردوغان. حيث حقق كليجدار أوغلو نجاحًا حتى في المناطق التي تعتبر معاقل تقليدية للمحافظين، مثل بلديتي أيوب سلطان وأسكودار، حيث يقيم أردوغان نفسه.

يجب الأخذ بعين الاعتبار أن معايير اختيار الناخبين في الانتخابات البلدية تختلف عن تلك في الانتخابات الرئاسية. وعلى الرغم من أن نتائج ولايات الأناضول قد ساعدت في تعويض التراجع في المدن الكبرى في الانتخابات السابقة. فإن الانتخابات البلدية تتطلب جهودًا مستقلة وخاصة.

بناءً على هذه المؤشرات، يبدو أن طريق حزب العدالة والتنمية نحو استعادة إسطنبول وأنقرة ليس مفروشًا بالورود، وقد تواجه أهداف أردوغان تحديات جدية.

اقرأ أيضاً : أكبر احتياطي عالمي لتركيا .. كيف يشكل خام “البورون” مستقبل الطاقة في العالم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات