12 ديسمبر 1098 اليوم الذي التهم فيه الصليبيون سكان معرة النعمان
أحد الجنود الصليبيين، اسمه رودولف دي كاين، يصف ما حدث: "لقد شوى جنودنا الوثنيين (إشارة إلى المسلمين) في في معرة النعمان، وقمنا بتحويل لحم الأطفال إلى أسياخ شواء والتهمناهم."
عندما لم يجد الصليبيون أي شيء يأكلونه في طريقهم إلى القدس. بدأوا في أكل سكان المدن التي احتلوها. وفي مثل هذا اليوم من عام 1098 دخلوا معرة النعمان (جنوب إدلب في سوريا) ووقعت المجزرة.
وصف الكاتبان فريديريك لوينو وجويندولين دوس سانتوس في مقال نشرته مجلة “لو بوينت” الفرنسية. بعض تفاصيل المذبحة التي وقعت في مثل هذا اليوم 12 ديسمبر من عام 1098.
يقول الكاتبان إن الصليبيين الجائعين كانوا يتضورون جوعاً والتهموا بالفعل بعض الأتراك في أنطاكيا. في طريقهم أيضاً، خاصة بعد أن أحرقت الشمس بعض البلدات بحرها وأزال الجراد ما تبقى من الغطاء النباتي.
وأضاف الكاتبان أنه في نهاية نوفمبر 1098. تجمعت القوات المسيحية بقيادة بوهيموند وريموند دي تولوز أمام معرة النعمان. وهي بلدة زراعية متواضعة تعيش على الكروم والزيتون والتين، وسرعان ما تم محاصرة البلدة التي تقع جنوبي سوريا.
12 ديسمبر 1098 ومعرة النعمان
لم يشعر سكان معرة النعمان في البداية بالذعر، حيث صمدوا بالفعل في وجه العديد من الغزاة على مر التاريخ. بفضل الجدار المحكم المحاط بخندق عميق يحيط بمدينتهم، ولكن مع اقتراب فصل الشتاء. أصبح الجوع أكثر شراسة وفتكًا. فضاعف قادة الصليبيين هجماتهم، وقاوم سكان هذه البلدة لمدة 20 يومًا ببسالة ضد الغزاة الجدد.
ثار غضب الصليبيين، الذين كانوا يمنون أنفسهم بجبال من الطعام تنتظرهم داخل المدينة، وعندما كانوا يحاصرون بلدة معرة النعمان، كانوا يقتلون ويأكلون لحم كل من استطاعوا ان يظفروا به ويمسكوه من المسلمين أو سكان البلدة.
اقرأ أيضا : معركة “ستامبالا” .. عندما هزمت البحرية المصرية اليونانيين
يصف فوسي دي شارتر ، أحد الصليبيين، ذلك قائلاً: “لا أستطيع أن أشرح ما حدث دون أن أشعر بالرعب، كان بعضنا يقطع قطعة أو قطعتين من جسد أحد المسلمين ثم نقوم بقليها وتناولها لكن كان منا من يبادر بنهش لحومهم مباشرة بأسنانه الوحشية.
ويضيف الكاتبان في ذلك الوقت الصليبيين تمكنوا من القفز فوق الجدار ببرج خشبي في 11 كانون الأول (ديسمبر)، وبعد ذلك تراجع المدافعون عن معرة النعمان باتجاه وسط المدينة بأعداد كبيرة، فاستمرت المعركة طوال الليل.
وفي اليوم التالي ، 12 ديسمبر 1098 ، أبلغ قادة المدينة بوهيموند أنهم مستعدون للتفاوض فوعدهم بالحفاظ على حياتهم في حالة الاستسلام الفوري والكامل.
لكنه لم يحفظ كلمته ووعده، وبمجرد أن ألقى سكان معرة النعمان أسلحتهم. بدأت مذبحة مروعة، قتل فيها الصليبيون كل من يعيش في المدينة.
مأساة أصابت البشرية
وبحسب السجلات التي رآها الكاتبان، مات 20 ألف شخص في هذه المجزرة. لكن عندما بدأ المهاجمون في نهب المحلات التجارية والمنازل غضبوا عندما رأوا أنها فارغة وتحولوا إلى الجثث التي تملأ الشوارع ليلتهموها.
يصف الكاتبان أحد الجنود، وهو رودولف دي كاين، قائلاً: “في معرة النعمان، سلق جنودنا الوثنينن (المسلمين) في قدور وقمنا بشوي لحم الأطفال.”
وفسّر الكاتبان هذه المجزرة بقولهما إن سمعة الذوق الفرنسي في الطعام قد تضررت بشدة من جراء المجازر التي ارتكبها الصليبيون هناك ، وكشف النقاب عن أكلهم للحوم البشر، وأشار الكاتبان إلى أن هذا هو الحال الذي تأثرت به بشدة شعوب الشرق الأوسط.
وأضافا أن سمعة الغربيين على مدى قرون بعد هذه الأحداث ظلت ملوثة بوصمة الوحشية. وأكل لحوم البشر ضد المسلمين واليهود وحتى المسيحيين الأرثوذكس الذين لم يفعلوا فعلهم.
فيما يذهب الأدب العربي بالقول إن الصليبيين أكلوا لحوم البشر المسلمين في معرة النعمان وغيرها. ليس فقط بسبب الجوع ، ولكن أيضًا بسبب محاولاتهم ، وفقًا للكتابان ، التقليل من القيمة الإنسانية للمسلم واعتباره حيوانًا.
اقرأ أيضا : فرنسا تناشد بربروس والبحرية العثمانية وتهديهم ميناء طولون تعرف الى السبب؟