وزير الري الإثيوبي يعلن الانتهاء من تعبئة سد النهضة ويؤكد أهمية التعاون
"سد النهضة الإثيوبي يكتمل: إنجاز استراتيجي ودعوة للتعاون الإقليمي"

اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي وأهم تداعياته الإقليمية
أعلن وزير الري الإثيوبي هبتامو أتفا اكتمال جميع مراحل بناء وتعبئة سد النهضة.
وأكد أن بلاده تستعد لتنظيم احتفال وطني يليق بحجم الإنجاز والتحديات التي واجهت المشروع منذ بدايته.
وأشار الوزير إلى صمود الشعب الإثيوبي في تحقيق الهدف الاستراتيجي، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس إرادة قوية وعزيمة متواصلة.
ويعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع التي ساهمت في تعزيز القدرات المائية والكهربائية لإثيوبيا، بالإضافة إلى دوره في استقرار الأمن المائي في المنطقة.
السد كأداة للتعاون والتنمية
وأوضح الوزير في مقابلة مع التلفزيون الإثيوبي الرسمي أن السد يمثل مشروعًا تكامليًا بين دول المنبع والمصب.
وشدد على أن السد أداة للتعاون وتبادل المنافع، وإنهاء الخلافات، وليس سببا للنزاع كما صوّر في بعض المراحل.
كما أشار إلى أن السد سيعمل على تنظيم الجريان المائي بشكل مستمر، خاصة خلال فترات الجفاف، وهو ما يعود بالنفع على السودان ومصر.
وبالإضافة لذلك، ستستفيد إثيوبيا من توليد الطاقة الكهربائية لسد احتياجات نصف سكانها الذين يعانون من انقطاع الكهرباء المتكرر.
وفي هذا الإطار، يمثل السد خطوة استراتيجية نحو تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إثيوبيا، وتحسين جودة حياة المواطنين.
الحرص على عدم الإضرار بالدول المجاورة
وأشار الوزير إلى أن بلاده حرصت على عدم الإضرار بأي طرف خلال مراحل إنشاء السد.
ولفت إلى تبادل المعلومات مع السودان بصورة مباشرة، وضمان استمرار تدفق المياه دون أي نقص، مما يعكس التزام إثيوبيا بالقوانين الدولية.
كما أشار إلى أن التعاون المستمر مع دول المصب يشكل نموذجًا يحتذى به في تحقيق التوازن بين التنمية المحلية واحترام الحقوق الدولية.
مراحل البناء والتفاوض
استعرض الوزير المراحل المختلفة لبناء وتعبئة السد، مع التركيز على التحديات الهندسية والفنية التي واجهها المشروع.
كما تحدث عن جولات التفاوض التي استمرت سنوات عديدة، مشددًا على أهمية الحوار المستمر لحل النزاعات وتجنب التصعيد.
وأشار إلى أن المسار التفاوضي يجب أن يشكل مدخلاً جديدًا لحسن النوايا، خاصة في ظل دخول اتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ.
وتُعد اتفاقية عنتيبي خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين الدول الثلاث، مع مراعاة مصالح كل دولة وضمان استدامة الموارد المائية.
التحذير من التجاذبات السياسية
دعا الوزير إلى إبعاد الملف عن التجاذبات السياسية والمطالبات ذات الطابع الاستعماري.
وشدد على ضرورة التحلي بروح التعاون وبناء الثقة بين الدول، والتوقف عن الحملات الإعلامية التي لا تخدم مصالح الشعوب والدول المعنية.
وأضاف أن السد يجب أن يكون مثالاً للتعاون والابتكار والتنمية المستدامة، وليس أداة لتأجيج النزاعات أو الصراعات الإقليمية.
وفي هذا السياق، يعد تعزيز الثقة المتبادلة بين دول المنبع والمصب خطوة أساسية لضمان إدارة مستدامة للمياه.
تغريدة رئيس الوزراء الإثيوبي
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قد نشر صورًا حديثة لسد النهضة وبحيرته.
وأرفق الصور بتعليق جاء فيه “قطرة دم، قطرة عرق، قطرة دمعة، قطرة ماء… هذا السد سيكون علامة حية للأجيال”.
وأشار أبي أحمد إلى أن المشروع يعكس جهودًا كبيرة من المهندسين والعاملين في مختلف القطاعات.
وأكد أن السد يمثل مصدر فخر وطني، ويؤكد قدرة إثيوبيا على تحقيق مشاريع استراتيجية رغم التحديات الكبيرة.
ردود الفعل الرسمية
أثار إعلان إثيوبيا اكتمال بناء السد ردود فعل رسمية من القاهرة والخرطوم.
حيث حذرت الدولتان من تداعيات الخطوة الأحادية على الأمن المائي الإقليمي.
وانتقدت مصر والسودان ما سمياه تجاهل أديس أبابا لدعوات التنسيق وعدم احترامها اتفاق المبادئ الموقع بين الدول الثلاث.
كما شددت الدولتان على ضرورة الحوار المستمر لتجنب أي تأثير سلبي على حصص المياه وضمان الأمن المائي لجميع الأطراف.
وفي الوقت نفسه، تؤكد إثيوبيا على التزامها بتقديم البيانات والمعلومات الكاملة بشأن السد لدعم التعاون الإقليمي.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لسد النهضة
يمثل سد النهضة خطوة استراتيجية لتعزيز قدرة إثيوبيا على إنتاج الطاقة المتجددة.
كما يساهم في دعم مشاريع التنمية الزراعية والصناعية في مختلف المناطق.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر السد فرص عمل واسعة للشباب المحلي ويعزز مهاراتهم في مجالات الهندسة والمياه والطاقة.
كما يسهم المشروع في تحسين البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والكهرباء وخدمات المياه، وهو ما يدعم التنمية المستدامة.
مساهمة السد في الأمن المائي
يلعب السد دورًا مهمًا في تنظيم تدفق المياه خلال فترات الجفاف والفيضانات.
كما يعزز استقرار الحصص المائية بين دول المنبع والمصب، ويحد من آثار التغيرات المناخية.
وبالتالي، يمكن اعتباره أداة فعالة لدعم الأمن المائي الإقليمي وتحسين التعاون بين الدول.
كما يمكن أن يشكل نموذجًا يحتذى به لإدارة الموارد المائية بشكل متوازن ومستدام، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
سد النهضة الإثيوبي ليس مجرد مشروع هندسي، بل يمثل رمزًا للتعاون والتنمية والإرادة الوطنية.
ويظهر كيف يمكن للدول تجاوز الخلافات بالحوارات البنّاءة والتفاهم المشترك.
وبالتزامن مع إدارة الموارد المائية بحكمة، يمكن للسد أن يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكل الدول المعنية.
كما يعكس المشروع أهمية العمل المشترك والاستثمار في مشاريع استراتيجية طويلة الأمد، لضمان الأمن المائي والكهربائي في المنطقة.
ويظل الحوار المستمر والتعاون الصادق بين إثيوبيا والسودان ومصر العامل الأساسي لضمان استدامة الفوائد لكل شعوب المنطقة.
اقرأ كذالك:حقيقة اكتشاف مدينة غارقة ومنزل فرعوني مدفون تحت الأرض في مصر