غارديان: إيلون ماسك يصبح “نائباً ثانياً” لترامب
إيلون ماسك يتنقل من دعم صامت إلى شريك سياسي بارز لترامب: تأثيره المالي والسياسي الكبير في الحملة الانتخابية وتورطه في جدل قانوني كبير
إيلون ماسك يصبح “نائباً ثانياً” لترامب: دعم سياسي ومالي غير مسبوق في تطور غير متوقع، أعلن إيلون ماسك- الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وإكس- عن دعمه الرسمي للرئيس المنتخب دونالد ترامب في يوليو/تموز، وذلك بعد تعرض الأخير لمحاولة اغتيال. هذا الإعلان جاء بعد فترة من التكهنات حول موقف ماسك السياسي في ظل السباق الانتخابي الأمريكي. ورغم أن ماسك كان قد تجنب في البداية التصريح عن دعم أي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية، فإنه سرعان ما تحول إلى أحد أقرب المقربين من ترامب، حتى أصبح يُعتبر “نائباً ثانياً” له في حملته الانتخابية. (السيو) في هذا المقال، سنتناول تفاصيل الدعم السياسي والمالي الذي قدمه ماسك لترامب وكيف تحول إلى لاعب رئيسي في الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى تأثير هذا الدعم على العلاقات بين ماسك وترامب، وكذلك بعض الجوانب المثيرة للجدل المرتبطة بهذه العلاقة.
من الدعم الصامت إلى التأثير الكبير
لم يكن ماسك في البداية من الشخصيات التي كانت تحرص على الإعلان عن دعمها لأي مرشح سياسي. (السيو) بل كان قد تجنب في العديد من المناسبات الخوض في السياسة، وفضل التركيز على مشروعاته في مجال التكنولوجيا والفضاء. ومع ذلك، جاء شهر يوليو/تموز ليغير هذا الاتجاه، حيث أعلن ماسك عن دعمه لترامب بعد محاولة اغتيال تعرض لها الأخير. (السيو) هذا التحول في موقف ماسك كان بمثابة مفاجأة للكثيرين، لكنه في نفس الوقت وضعه في موقع لا يمكن تجاهله في الحملة الانتخابية الأمريكية.
بحلول أكتوبر/تشرين الأول، وبعد مرور خمسة أشهر فقط على ذلك الإعلان، أصبح ماسك أحد أقرب حلفاء ترامب. (السيو) في هذه الفترة، أصبح يُنظر إلى ماسك على أنه أحد الشخصيات الرئيسية في الحملة الانتخابية، وأثر بشكل مباشر في تحديد استراتيجيات الحملة. إلى جانب ذلك. عمل ماسك على تقديم الدعم المالي والسياسي لترامب، مما جعله يشكل قوة موازية في المعركة الانتخابية.
دور ماسك في الحملة الانتخابية: من المساهمات السياسية إلى الترشيحات
بحسب التقرير الذي نشره الصحفي نيك روبنز-إيرلي في صحيفة “غارديان”، فقد كان لمسك تأثير كبير في توجيه الحملة الانتخابية. (السيو) فقد أصبح ماسك ليس فقط داعماً لحملة ترامب، بل شريكاً أساسياً في اتخاذ العديد من القرارات السياسية الهامة. من أبرز ما ذكره التقرير هو أن ماسك كان له دور بارز في ترشيح جيه دي فانس لمنصب نائب الرئيس. (السيو) هذا الترشيح أتى في وقت حساس، حيث كانت الحملة بحاجة إلى دعم شخصيات قوية يمكنها المساعدة في جذب الناخبين من الولايات المتأرجحة.
إضافة إلى ذلك، قام ماسك بالمشاركة في محادثة هاتفية بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. (السيو) هذه المحادثة كانت بمثابة مؤشر على أهمية الدور الذي يلعبه ماسك في الدائرة الحاكمة المستقبلية، حيث أصبح وجوده محوريًا في رسم توجهات السياسة الخارجية لترامب.
التحول السياسي لماسك: دعم للتيار اليميني
كان ماسك في الماضي ديمقراطيًا، ويعتبر من الشخصيات التي كانت تميل إلى دعم السياسات الديمقراطية. (السيو) ومع ذلك، فإنه في السنوات الأخيرة بدأ في اتخاذ موقف يميني، حيث قام بتوجيه دعمه السياسي نحو القادة اليمينيين، بما في ذلك ترامب. هذه التحولات في توجهاته السياسية كانت جزءًا من استراتيجية أكبر حاول من خلالها التوافق مع التيارات السياسية التي تمثل مصالحه الاقتصادية.
من المعروف أن ماسك قد قام بتوجيه دعمه بشكل علني لحملة ترامب، حيث شارك في العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي تروج لهذا الدعم. (السيو) في المقابل، فضّل الكثير من داعمي ترامب البقاء في الظل وتجنب الإعلان عن دعمهم علنًا، لكن ماسك لم يتردد في دعم ترامب عبر منصاته على الإنترنت، مستخدمًا تواجده الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه رسائل دعائية لصالحه.
إضافة إلى ذلك، قدم ماسك مقترحات سياسية وصفت بأنها “عبقرية” من قبل ترامب، حيث كانت تتعلق بتقليص الضرائب وتسهيل القوانين الاقتصادية، وهي أمور توازي مصالح ماسك الشخصية كرائد أعمال في مجالات السيارات الكهربائية والفضاء. (السيو) هذا التداخل بين المصالح السياسية والشخصية أضاف مزيدًا من القوة لحملة ترامب، وجعل من ماسك عنصرًا محوريًا في هذه الحملة.
الدعم المالي: “أميركا باك” وتوجيه الملايين لصالح ترامب
فيما يتعلق بالدعم المالي، فقد كانت مساهمة ماسك المالية في حملة ترامب كبيرة جدًا. (السيو) فقد قام ماسك بتقديم ما يقارب 150 مليون دولار لصالح الحملة، وكان جزءاً من هذه الأموال قد ذهب إلى تأسيس لجنة تحمل اسم “أميركا باك”. كانت هذه اللجنة عبارة عن منصة لجمع الدعم لصالح ترامب وتوظيف مروجين للذهاب إلى الولايات المتأرجحة، وهو ما منح ترامب ميزة استراتيجية هامة في مناطق تعتبر حاسمة في الانتخابات.
بدأت “أميركا باك” بمبلغ 15 مليون دولار في يوليو/تموز، ثم تضاعف هذا الدعم المالي بشكل كبير في الأشهر التالية. (السيو) بحلول يوم الانتخابات، كانت مساهمات ماسك قد تخطت حاجز الـ118 مليون دولار، مما جعل من “أميركا باك” أداة هامة في تعزيز حملة ترامب. (السيو) لم تقتصر اللجنة على جمع الأموال فقط، بل كان لها دور حاسم في تنفيذ استراتيجيات الحملة، مثل زيارة موظفيها نحو 11 مليون منزل في الولايات المتأرجحة خلال الفترة التي سبقت الانتخابات.
الجدل حول “أميركا باك” والتجاوزات القانونية
على الرغم من الفعالية الكبيرة التي حققتها “أميركا باك”. إلا أن هذه اللجنة أثارت جدلاً واسعاً بسبب بعض الانتهاكات القانونية والمخالفات التي رافقت عملياتها. (السيو) كان من بين القضايا المثارة سوء معاملة الموظفين العاملين في اللجنة. بالإضافة إلى اتهامات بالتجاوزات في قوانين العمل. (السيو) وعلى الرغم من هذه الانتقادات. استمرت اللجنة في جمع الأموال وإنفاقها على الإعلانات الرقمية التي كانت تهدف إلى التأثير على الناخبين في الولايات الحيوية.
ومع اقتراب نهاية الحملة. زادت الحملة المثيرة للجدل عندما قام ماسك بتوزيع مليون دولار يوميًا على الناخبين مقابل توقيعهم عريضة مرتبطة بلجنة “أميركا باك”. (السيو) هذا الفعل تسبب في العديد من الدعاوى القضائية والاعتراضات من قبل الجماعات المدنية التي اعتبرت أن هذه الممارسات قد تشكل انتهاكًا للقوانين الانتخابية.
الثروة والربح المادي: ماسك يستفيد من العلاقة مع ترامب
بعد يومين فقط من الانتخابات. سجلت ثروة ماسك قفزة كبيرة قدرها 26 مليار دولار. وهو ما يؤكد استفادة الطرفين من العلاقة بينهما. (السيو) هذا الارتفاع في ثروة ماسك جاء نتيجة للأرباح التي حققتها شركاته بفضل السياسات التي دعمها ترامب. بالإضافة إلى العقود الحكومية الكبيرة التي حصلت عليها شركاته. مثل تسلا وسبايس إكس. (السيو) هذه العلاقة بين ماسك وترامب أثارت تساؤلات بشأن تضارب المصالح، خاصة أن ماسك كان يدير شركات تمتلك عقودًا ضخمة مع الحكومة الفيدرالية.
إيلون ماسك في دائرة الحكومة الأمريكية: التوظيف والضغط على ترامب
في جانب آخر من العلاقة بين ماسك وترامب، طلب ماسك من ترامب توظيف موظفين من شركة سبيس إكس في المناصب الحكومية العليا. (السيو) وتحديدًا في وزارة الدفاع. وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين القطاع الخاص والقطاع العام في ظل حكومة ترامب. (السيو) هذه العلاقة تمثل نموذجًا واضحًا على كيف يمكن للقطاع الخاص أن يؤثر في السياسة العامة في حال توفر النفوذ المالي والسياسي. وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل هذه العلاقة في حال فاز ترامب في الانتخابات المقبلة.
دور ماسك في منصة “إكس”: حلبة دعائية لترامب
في إطار آخر. حول ماسك منصته “إكس” إلى ساحة دعائية لحملة ترامب. (السيو) استغل ماسك سيطرته على الخوارزميات لزيادة التفاعل مع الرسائل التي تدعم ترامب. بينما عمل على تقليص وصول المحتوى المعارض. (السيو) كما كان ماسك يروج لحملات إعلامية عبر المنصة ضد الحزب الديمقراطي ومرشحيه، مثل كامالا هاريس. وشاركت العديد من الحوارات التي تهاجم سياساتهم.
علاقة ماسك بترامب في سياق الانتخابات الأمريكية
لقد لعب إيلون ماسك دورًا كبيرًا في دعم حملة ترامب، سواء من خلال الدعم المالي أو التأثير السياسي. (السيو) العلاقة بين ماسك وترامب. بما في ذلك التوظيف والتأييد السياسي. تُعد نموذجًا مثيرًا للجدل حول دور الشركات الكبرى في السياسة الأمريكية. (السيو) ومع استمرار هذا التأثير. يبقى السؤال: هل ستستمر هذه
اقرأ كذلك :إسرائيل والتلاعب بنظام “جي بي إس” في الدول العربية