تحديات نتنياهو السياسية: ما هي الخيارات المتاحة في موضوع تجنيد الحريديم؟
تجنيد الحريديم في إسرائيل: أزمة سياسية واقتصادية تهدد استقرار البلاد وتفتح باب التوترات الاجتماعية
تحظى الأزمة السياسية الحالية في إسرائيل بالكثير من الاهتمام. حيث يرى العديد من الأكاديميين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يميل نحو تحقيق أهداف “الائتلاف اليميني المتطرف” في مواجهة تجنيد الحريديم. حتى لو كان ذلك على حساب انسحاب شريكه بمجلس الحرب بيني غانتس.
الدكتور مهند مصطفى، الخبير الإسرائيلي المعروف، يرى أن نتنياهو يواجه أكبر تحدياته السياسية. وهو يبحث عن حلاً يرضي جميع الأطراف المعنية. إما أن يلتجأ إلى قانون يحظى بدعم الأحزاب الدينية. أو يقدم قانوناً ينسجم مع أهداف الأحزاب العلمانية.
في السيناريو الأول، يمكن أن يكون الاعتماد على الأحزاب الدينية هو الخيار الأكثر جاذبية لنتنياهو. حيث يمكن أن يحافظ ذلك على استقرار الحكومة الحالية، بينما يعتبر السيناريو الثاني خطوة محفوفة بالمخاطر. مما قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف الحاكم وانتخابات مبكرة.
من جهة أخرى، تعكس الأزمة الحالية حاجة جيش الاحتلال إلى جنود الاحتياط. ما يجعل قضية تجنيد الحريديم ذات أهمية بالغة. وبعد إلغاء القوانين السابقة من قبل المحكمة العليا. تشير التوقعات إلى أن إسرائيل تمتلك الآن فرصة لتقديم قانون يحظى بتأييد واسع في الكنيست. وهو ما يضع نتنياهو أمام تحدٍ كبير لضمان استمرارية حكومته واستقرار البلاد.
تجنيد الحريديم: أزمة سياسية واقتصادية تهدد استقرار إسرائيل
يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية الدكتور حسن أيوب على أن أزمة تجنيد الحريديم تبرز مدى الانتهازية السياسية سواء من نتنياهو أو شركائه بالائتلاف أو المعارضة. يشير إلى أن الأزمة لا تتعلق فقط بالحسابات العسكرية. بل تتعلق أيضًا بالجوانب الاقتصادية وميزانية الدولة. ويعتبرها أزمة بتعريف الدولة نفسها.
ويعتقد بأن الأزمة ستلقى بظلالها بإحداث شرخ في المجتمع الإسرائيلي بين الشق العلماني الليبرالي والشق المتدين. ويصعب الخروج من هذا المأزق. مشيرًا إلى ضرورة إبرام صفقة جديدة لتجاوز الأزمة.
ويؤمن الأكاديمي الفلسطيني بأن قضية تجنيد الحريديم تهدد جديًا بقاء حكومة نتنياهو. حيث تشدد كافة الأحزاب بشكل يبدو أنه لا يوجد مخرج منه، ويستبعد أن يفلت نتنياهو من ضغوط هذه الأزمة.
هذه الأوضاع تعكس حالة من التوتر السياسي والاجتماعي داخل إسرائيل. حيث يُعَدّ تجنيد الحريديم قضية مثيرة للجدل والانقسامات. مما يستدعي التدخل السريع والفعال لإيجاد حلول سلمية تحافظ على استقرار البلاد وتعزز التعايش السلمي بين مختلف شرائح المجتمع.
الحريديم: تحليل عميق للطبيعة والتحديات
من هم الحريديم؟
تُعد الحريديم إحدى الفئات الدينية البارزة في إسرائيل، حيث تمثل نسبة 13% من تعداد السكان. ومن المتوقع أن تتزايد هذه النسبة إلى 20% بحلول عام 2050. تميزت الحريديم بطابع ديني متشدد يرفض التطبيع مع الصهيونية. ويعيش أفرادها في أحياء منعزلة جغرافياً تحتفظ بتقاليدها وثقافتها الخاصة.
وبخصوص التعليم. يشير المحللون إلى نجاح الحريديم في الحفاظ على هويتهم الدينية من خلال نظام تعليمي مستقل يركز على المناهج الدينية. مع احترامهم لقوانين الدولة والمحافظة على مصالحهم السياسية. يعتبرون أنفسهم جزءًا من المجتمع الإسرائيلي. لكنهم يفضلون الابتعاد عن الجوانب العسكرية والثقافية المختلطة.
وفيما يتعلق بمعدلات الولادة، يبدو أن الحريديم يتفوقون بوضوح، إذ تصل معدلات ولادة المرأة الحريدية إلى ما بين 7 و 8 أطفال. مما يجعلهم إحدى الفئات السكانية المتنامية بشكل سريع. لكن. تثير هذه الأرقام تحديات اقتصادية واجتماعية تتمثل في مشكلات التعليم والاندماج في سوق العمل.
وعلى الصعيد السياسي، طُرحت مقترحات لتجنيد أفراد من الحريديم في الجيش الإسرائيلي. وهو ما يثير جدلاً داخليًا بين الفئات المختلفة في المجتمع الإسرائيلي. مع تحفظ البعض على فكرة الاستعانة بالحريديم في المجال العسكري نظرًا لاعتبارات دينية وثقافية.
بشكل عام، يُعَدّ الحريديم جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والديموغرافي في إسرائيل. وتحدياتهم ومواقفهم تمثل جزءًا من الحوارات والنقاشات المستمرة داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن الهوية والتعايش المشترك.
اقرأ كذلك: تحليل كاتب إسرائيلي: لماذا يتجنب الحريديم تجنيد أبنائهم؟