مدونات

تحليل كاتب إسرائيلي: لماذا يتجنب الحريديم تجنيد أبنائهم؟

تحت وصاية نتنياهو: سياساته تجاه الحريديم وتهديداته السياسية بالبقاء في السلطة

نشر الكاتب الإسرائيلي نيهيميا شتراسلر مقالاً في صحيفة “هآرتس” يفند فيه الأسباب الشائعة لعدم رغبة الحريديم في تجنيد أبنائهم في الجيش الإسرائيلي. يقول شتراسلر إن السبب الحقيقي لهذا الرفض يكمن في العلاقة العقائدية والسياسية التي يمتلكها الحريدم مع الدولة الإسرائيلية.

وفقًا لوجهة نظر شتراسلر، فإن الحريدم يعتبرون أنفسهم محافظين على التقاليد الدينية اليهودية. ويشعرون بأن الانخراط في الجيش الإسرائيلي يعرضهم للتأثيرات العلمانية ويهدد هويتهم الدينية. بالنسبة لهم. يتعارض التجنيد مع مبادئهم الدينية ويشكل تهديدًا لوجودهم الثقافي والديني.

ويؤكد شتراسلر أن الحريديم يرون الحكومة الإسرائيلية بوصفها “غير شرعية”. ويعتبرون أن الانخراط في جهود الدولة تجاههم يعد خيانة لقيمهم ومبادئهم الدينية. وبالتالي. فإنهم يرفضون قطعيًا التعاون مع السلطات الرسمية، بما في ذلك التجنيد في الجيش.

ويرى شتراسلر أن العلمانيين الإسرائيليين بحاجة إلى فهم هذه الديناميات الثقافية والدينية للحريديم. يدعوهم إلى تبني نهج يحترم هويتهم الدينية ويعترف بحقهم في الحفاظ عليها دون تدخل أو إجبار.

في الختام، يجدد شتراسلر دعوته إلى الحوار والتفاهم بين الجماعات الدينية والعلمانية في إسرائيل. مؤكدًا أن التعايش السلمي والتفاهم المتبادل هو السبيل الوحيد لحل هذه الصراعات الثقافية والدينية التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي.

وهكذا، تظهر وجهة نظر الكاتب نيهيميا شتراسلر التي توضح الجوانب المعقدة لعدم رغبة الحريديم في تجنيد أبنائهم. وتلقي الضوء على الحاجة إلى فهم متبادل وحوار بناء لحل هذه القضايا المعقدة.

تجنب الحريديم للتجنيد الإجباري: واقع وتفسير

لدى الحريديم علاقة مع الدولة تشبه العلاقة بين الجالية اليهودية في أوروبا الشرقية ومالك الأرض غير اليهودي. لذا. لا يشعرون بالالتزام بالواجبات المدنية كالتعليم والخدمة العسكرية.

عندما يسأل الحريديم عن سبب عدم خدمتهم في الجيش، يعتبرون السؤال مفاجئًا ويعودون بسؤال مضاد. يتساءلون فيه عن دوافع الحروب التي تقودها الحكومة. ليسوا على استعداد للتضحية بأبنائهم لمصلحة دولة يرونها غير شرعية.

الكاتب يشير إلى تطور أساليب تجنب التجنيد عبر السنين. مستعرضًا رد الحاخام الأكبر الحريدي يتسحاق يوسف الذي أعتبره “فارغًا”. يرى أن الحريديم يرون في دراسة التوراة حماية لهم وللدولة. وبدونها لا يمكن للجيش أن ينجح.

ومن هنا، يتضح للقارئ الاستنتاجات المعقدة لهذه الديناميات الثقافية والدينية. ويظهر الحاجة الماسة للتفاهم والحوار بين الجماعات الدينية والحكومة في إسرائيل.

الحريديم وتجنب التجنيد: بين التبرير العرقي والرفض الاجتماعي

يضيف الكاتب أن حجة التهرب من التجنيد بدعوى الانتماء العرقي تبدو مضحكة. مشيرًا إلى تصريح الحاخام يوسف بأن الحريديم “لاويون”، ما يعني انتماؤهم إلى قبيلة لاوي التي كانت معفاة من الخدمة العسكرية.

ويكشف الكاتب عن الحقائق التاريخية بأن الحريديم ينتمون في الحقيقة إلى قبائل جاد ورؤوفين. حيث يشير إلى قول نبي الله موسى لأبناء هاتين القبيلتين: “هل يذهب إخوانكم إلى الحرب، وتجلسون أنتم هنا؟”. مما يظهر وجود تاريخ متهربين من التجنيد في الحريديم.

ويستمر الكاتب في كشف الأسباب الحقيقية وراء تجنب الحريديم للخدمة العسكرية. مشيرًا إلى تصريحات قادة دينيين بارزين يعبرون عن انزعاجهم من الجنود الإسرائيليين وينصحون بعدم التعاطف معهم. يذكر تصريحات الحاخام دوف لانداو الذي يقول: “دعهم يموتون في سلام، ماذا يهم؟” وتصريحات الحاخام يسرائيل بونيم شرايبر الذي يصف جنود الجيش الإسرائيلي بأنهم “رجال القمامة”، مؤكدًا أنهم لا يمثلونهم أو يمتلكون أي صلة بهم.

وهكذا، يكشف الكاتب الحقائق والأسباب الحقيقية وراء رفض الحريديم للخدمة العسكرية. موضحًا الجانب الاجتماعي والديني لهذه الظاهرة.

الحريديم: حماية حياة الأبناء هو السبب الحقيقي لتهربهم من التجنيد

الكاتب يعود ليؤكد على أن السبب الحقيقي وراء تهرب الحريدم من التجنيد هو رغبتهم الصريحة في حماية حياة أبنائهم. حتى المشرعين الحريديم يتم انتخابهم وفقاً لالتزامهم بتعاليم المذهب. مما يظهر أن هذه الرغبة في حماية الأبناء تمتد إلى جميع مجالات حياتهم.

ويدعو الكاتب إلى عدم اتخاذ رد فعل علماني حاد أو غير واضح تجاه الحريديم. بل يشجع على اتخاذ إجراءات تتناسب مع الوضع. يقترح تجنيد جميع الحريدم في سن 18 دون إعفاءات أو استثناءات. دون اللجوء إلى حيل أو تسهيلات مثل “الخدمة المدنية البديلة”.

ومن هنا، يعكس الكاتب الضرورة الملحة لفهم السياق الاجتماعي والديني لقرارات الحريديم. ويحث على التعامل معها بشكل يحترم التزاماتهم الدينية ويوفر حلولاً عادلة ومتوازنة للتجنيد.

الحريديم: تحت وصاية نتنياهو وتهديداته السياسية

الكاتب يرى أن المشكلة الحقيقية تكمن في بنيامين نتنياهو. حيث يعتقد أنه لن يتمكن العلمانيون من الرد كما دعا لذلك. يشير إلى أن نتنياهو، طالما كان رئيسًا للوزراء. سيسمح للحريديم بالبقاء في مدنهم بسلام. دون عمل أو تجنيد، مقابل استمرار ولائهم للائتلاف الحاكم واستمرارهم في تلقي المليارات من الدولة.

ويضيف الكاتب أن هذا الوضع يفرض شرطًا واحدًا فقط، وهو استمرار الحريديم في دعم الائتلاف الحاكم. لأن البقاء في السلطة هو الأمر الوحيد الذي يهم “الرجل الأكثر حقارة في تاريخ الشعب اليهودي”، بحسب قوله.

وفي ختام كلامه، يشير الكاتب إلى تهديدات الحاخام يوسف، ويذكر تصريحات زوجة نتنياهو، سارة نتنياهو. التي هددت بالانتقال إلى الخارج إذا لم يظل زوجها رئيسًا للوزراء، مشيرًا إلى أن يوسف قد هدد فقط بالانتقال. بينما نتنياهو قد أضر بالإسرائيليين بشكل مباشر بتحقيق أهدافه السياسية.

اقرأ كذلك: متى ستستيقظ الأمة وتنصر فلسطين ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات